هل أصبح دعم الأحزاب الدينية ضرورة ملحة؟
تعاني الحركات والأحزاب الدينية في العالم العربي بشكل عام من مشكلات سوء الظن وسوء النوايا في تعامل الحكومات العربية معها, والتخوف والحذر الشديدين من مشاركتها في العملية السياسية والمشاركة في إدارة شئون البلاد. الأحزاب الدينية أحزاب متطرفة أو متخلفة, وغير قادرة على التعاطي الايجابي مع قضايا الوطن والمواطن, هي الصورة التي تحاول جهات ومؤسسات مختلفة نشرها وغرسها وإثباتها في عقل وفكر ووجدان الكثيرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية. إن هذه الصورة النمطية السلبية عن الأحزاب الدينية والتي تنتشر لدى معظم الحكومات العربية, قد بدأت وللأسف الشديد بالانتقال إلى الشارع العربي أيضا, والذي وكما يبدوا قد إصابته العدوى الحكومية وتأثر بها, فأصبحت الأحزاب الدينية في نظره أحزاب توصف بالإرهاب تارة وبالتخلف تارة أخرى, أو غير ذلك من المسميات القبيحة السلبية. لقد أصبح التطاول على الأحزاب الدينية والإسلام وللأسف الشديد بوابة العبور وجواز السفر عند كثير من ضعاف النفوس للوصول إلى أهدافهم الشخصية الرخيصة وللوصول إلى المنصب العليا في الحكومات العربية, حتى بتنا نسمع من يطالب بحذف مادة التربية الإسلامية من المناهج المدرسية أو من الجامعات, أو من يجاهر بعدائه للإسلام بالدعوة إلى الفجور والفساد باعتبارها دعوة للإصلاح.
تاريخ الأحزاب الدينية في العالم العربي يقول, أن هذه الأحزاب لم تعط فرصا حقيقية لتشارك في الحياة السياسية كغيرها من الأحزاب ذات الصبغة الوطنية أو اليمينية أو اليسارية, رغم تطرف بعض هذه الأحزاب وتطرف أهدافها وعدم مشروعية وسلمية وسائلها لتحقيق هذه الأهداف. التاريخ يقول أيضا أن هذه الأحزاب قد حوربت من الحكومات العربية والحكومات الغربية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتشدد ونشر الديمقراطية والانفتاح ومبادئ الحرية.
الأحزاب الدينية في الوطن العربي بشكل عام تستحق أن تعطى التجربة الحقيقية لتشارك في صناعة واتخاذ القرار مثلها مثل غيرها من الأحزاب الأخرى, فلقد جرب المواطن العربي والسياسية العربية معظم إن لم نقل التيارات والأحزاب السياسية اليمينية واليسارية والوطنية والقومية وأثبتت التجارب فشل وعجز هذه الأحزاب والتيارات عن تحقيق أحلام المواطن العربي الصغير منها والكبير.
الأحزاب الدينية في كثير من دول العالم أحزاب تحظى باحترام الحكومات ودعمها, ولا تصنف على أنها أحزاب إرهابية أو متشددة. الدولة الصهيونية مثلا تطلق العنان للأحزاب الدينية وتوفر لها كل الدعم والسبل للبقاء والاستمرار والنجاح, وهي العدو الأول لنا بل منازع. أليست هذه الأحزاب الدينية الصهيونية أحزابا إرهابية متشددة؟ لماذا يدعم الإرهاب والتشدد هناك ونضيق الخناق على أحزابنا الدينية هنا؟
لماذا كل هذا التخوف من الأحزاب الدينية؟ هل تدعوا الأحزاب الدينية إلى الرذيلة؟ هل تدعوا الأحزاب الدينية إلى الفساد والمحسوبية؟ هل تدعوا الأحزاب الدينية إلى الظلم والإقليمية؟ وهل الدعوة إلى الحق تشدد؟ وهل الثبات وعدم التنازل عن الحقوق تشدد وإرهاب؟
إن التشدد الذي ننشد ونطلب هو التشدد الذي يعني عدم ضياع الحقوق, وعدم استباحة محارم الناس وأخلاقها, والتشدد في مواطن الحق وعدم التفريط بالأرض والعرض. صحيح أن هناك ممارسات تتنافى وأصول وقواعد ديننا الإسلامي الحنيف من بعض الجماعات والأحزاب الدينية, ولكن وبشكل عام اغلب هذه الأحزاب هي أحزاب وطنية مخلصة, وان اختلفت مع الحكومات العربية في الأساليب والمفاهيم والرؤى أحيانا. ولكن حتى من نسميهم أصدقاء لنا من الشرق والغرب من غير المسلمين يختلفون معنا- ولا يعطوننا من الجمل والحق كما نقول ذيله- ومع هذا فإننا نتحاور معهم ولا نحاربهم. الأحزاب الدينية وعلى الوجه الآخر, مطالبة هي الأخرى بان تراجع أساليبها وتتبنى طرقا أكثر وعيا وعقلانية لتحقق أهدافها. إن القول أن الأحزاب الدينية في عالمنا العربي والإسلامي أحزابا متشددة وإرهابية قول غير منطقي ومرفوض, فالأحزاب متشددة في كثير من مواقفها في مواضع التشدد وهي تبدوا الحل الأنسب والأفضل لمجابهة ومكافحة التطرف والإرهاب الديني الذي نتعرض له الآن من جهات لا أريد أن اسميها هنا. الأحزاب الدينية هي الأفضل والأنسب كذلك في ضوء انتشار الكثير من الجرائم والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد العالم العربي والإسلامي, خاصة لدى فئة الشباب لا بل وتهدد الأمن القومي العربي. الحكومات العربية مطالبة بالانفتاح الايجابي على الأحزاب الدينية والتعامل معها بصفاء نية بعيدا عن الشكوك والتخوف. الأحزاب الدينية يمكن أن تعمل مع الحكومات العربية جنبا إلى جنب وتقف معها في خندق واحد لمواجهة ألازمات التي تؤرق الحكومات العربية وتكون خير عون لها في معالجتها. الأحزاب الدينية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالعمل لإعادة غرس قيم الإسلام الحق في نفوس الناشئة وتجديد الروح الإسلامية الصافية فيهم بعيدا عن التطرف والاختلاف. الأحزاب الدينية مطالبة أن تركز على الشأن الديني الآن أكثر من الشأن السياسي لان إصلاح الأول يضمن صلاح الآخر. وأخيرا, وفي ضوء ما تقدم وفي ضوء المشكلات التي قد تعترض مستقبلنا نقول: الم تعد الأحزاب الدينية خط الدفاع الأقوى والاصلب أمام الأخطار الداخلية والخارجية التي تتهدد امتنا العربية والإسلامية؟ أليس ديننا الحنيف هو المستهدف من أعدائنا دائما؟ واختم بسؤال, هل أصبح دعم الأحزاب الدينية ضرورة قومية ملحة؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات بعيدا عن الأحكام والتصورات المسبقة, وتحتاج إلى تفهم وتفاهم من الحكومات العربية والأحزاب الدينية ذاتها؟
abdallahazzam@yahoo.com
واشنطن تستضيف مؤتمراً بالدوحة لبحث تشكيل قوة لغزة
فوز الفيصلي على الوحدات في دوري الرديف
الإمارات تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة للاقتصاد الأردني
الدفاع المدني يحذر من مخاطر النوم والمدافئ مشتعلة
الاحتلال يمنع ادخال الخيم لقطاع غزة وسط حالة جوية قاسية
رئيس الوزراء يهنئ النشامى بالتأهل ويتمنى السلامة للنعيمات
مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم
النعيمات يتعرض لإصابة قوية والاتحاد يؤكد التشخيص
النشامى يضمنون 4 ملايين دولار في كأس العرب
الكرملين يرفض اقامة هدنة مؤقتة للحرب في أوكرانيا
واشنطن تسعى لنشر قوة دولية في غزة مطلع العام
الجمعية العامة تطالب إسرائيل بإنهاء قيود المساعدات لغزة
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


