جمعة مباركة

mainThumb

28-11-2008 12:00 AM

بعض الناس يعتبره يوما عاديا، للراحه والتأخر في النوم ، واكل افضل انواع الطعام، والاستمتاع بالرحلات والعطلات ، ولكن غير ذلك احببت الوقوف على الوجه الاخر من المفهوم عن يوم الجمعة هذا اليوم الفضيل عند الله سبحانه وتعالى الذي يعتبر سيد الايام و اعظمها عند الله ففيه خلق الله آدم عليه السلام وفيه اهبط آدم الى الارض و فيه مات آدم وفيه تقوم الساعة و فيه ساعة لا يسأل العبد فيها ربه شيئا الا اعطاه الله اياه وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة .

وقال أيضا التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس وبهذا نعرف أن من فاته عصر الجمعه فيكون تحسرا أكثر ممن يفقد ميتا, كذلك فان الغُسل يوم الجمعة ليسُلّ الخطايا من أصول الشعر استلالاً“ عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار“ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين“ كما أن لهذا اليوم مكانته ومنزلته في الحياة الدنيا فليوم الجمعة كذلك شأنه ومنزلة في الحياة الأخرى، وكما أن للجمعة في الحياة الدنيا أهلا يقدرونها حق قدرها، فأهلها يوم القيامة بمنزلة سامية يطرق الناس منهم عجبا. وجاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، ويبعث يوم الجمعة زهراء منيرة لأهلها، فيحفون بها كالعروس، تهدى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا، رياحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون " هذه بعض فضائل يوم الجمعة الذي يعتبره بعض الناس فرصة لكثرة النوم والتنوع في المآكل والمشارب لا أكثر.. وربما فهمه آخرون على أنه يوم متعة جسدية ولهو ولعب وطاب لهم أن يخرجوا فيه إلى البراري، ويتركوا الجمع والجماعات، وياليت هؤلاء يفقهون كلام أهل العلم في حكم السفر المباح في يوم الجمعة، إذ نصوا على أنه لا يجوز السفر بعد دخول وقتها، إلا إذا كان سيؤديها في مسجد في طريقه.

يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على قدر منازلهم الأول فالأول، فإذا جلس الامام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجر (يعني المبكر)كمثل الذي يهدي بدنه ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة)) يقول صلى الله عليه وسلم: ((من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، واستمع وأنصت، ولم يلغ كان له خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها.. وذلك على الله يسير )) .

ويكفي من فضائل يوم الجمعة أن مابين الجمعتين كفارة لما بينهما إذا ما اجتنبت الكبائر، وهنا يغلط بعض الناس فتراه يحافظ على الجمعة، ويتهاون فيما سواها من الصلوات ظنا خاطئا منه أن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ترك صلاة الجمعة تهاونا بها طبع الله على قلبه وقال ايضا من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب المنافقين)) نسأل الله السلامة والعصمة من الزلل.

فالمسلم مأمور بالسعي لصلاة الجمعة حين يسمع النداء ليسبق ويكون في الصفوف الاولى، ويحرم عليه أن ينشغل ببيع أو نحوه .

قال تعالى: ((ي?Zا أ?Zيُّه?Zا ال?Zذِين?Z آم?Zنُوا إذ?Zا نُودِي?Z لِلصّ?Zلاةِ مِن ي?Zوْمِ الجُمُع?Zةِ ف?Zاسْع?Zوْا إل?Zى ذِكْرِ اللّ?Zهِ وذ?Zرُوا الب?Zيْع?Z ذ?Zلِكُمْ خ?Zيْرٌ لّ?Zكُمْ إن كُنتُمْ ت?Zعْل?Zمُون?Z)) . واذا حضر المصلي للجمعة يلزمه الإنصات للخطيب ولا يجوز له الكلام ولو أن يقول لصاحبه صه وحُث على التبكير لها، والـتـغـســل والتطيب ، وحُرّم عليه الكلام حال الخطبة حيث ان خـطـبـــة الجمعة لها شأن عظيم فهي ذكر لله وهي شعيرة من شعائر الدين، تشهدها الملائكة، ويشهد يوم الجمعة صلاة المسلمين جميعهم لها.

فالمسلمون على اختلاف طبقاتهم، ومستوياتهم التعليمية، يحضرون هذه الصلاة ويشهدونها . فيحضرها المثقف ، والجاهل وطالب العلم ، والمتعلم . ويحضرها الكبير والصغير،ومن جانب آخر فحضورها ليس مقصوراً على الأخـيار وحدهم، فكثير ممن لا يشهد صلاة الجماعة يحضر الجـمـعـة ، وعلى المصلين الاسراع والتسابق الى الدخول الى المسجد ولا ان يكون جلوس بعضهم في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد. كذلك ان يأتي متأخره ويبحث عن مكان له في الصفوف الاولى ويبدأ في تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين والتضييق عليهم. ولا انسى ان اذكر ونفسي بصلة الرحم في هذا اليوم والتواصل مع الاصدقاء والاصحاب وابقاء البسمة على الوجه، وطلب العفو والصفح ممن اسأت اليه، وان يكون يوم لكي يراجع الانسان اعماله طيلة الاسبوع، ويستغفر ربه على التقصير. وان لا تنسى الصدقات في حال الذهاب والاياب من المسجد ، ونسأل الله سبحانه وتعالى وندعوه في هذا اليوم الفضيل بان يجعله يوما مباركا ويجعل فيه الخير لي ولكم ولسائر المسلمين ويقبل منا جميع الطاعات في هذا اليوم وفي كل يوم، انه سميع مجيب الدعاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد