قمم .. قمم .. قمم

mainThumb

06-04-2010 08:46 PM

أنهى الحكام العرب مؤخراً قمتهم في ليبيا كما يسمونها وسط تجاهل شعبي كامل حيث ترى الشعوب العربية بأنه لا طائل من هذه القمم كما يسميها أصحابها إلا المزيد من الإحباط والاحتقان والمصائب مع أن القمة الحقيقية كما يقول محمد حسنين هيكل هي قمة صفوة أهل الأرض القادرين على اتخاذ القرار المستقل فهل الحكام العرب كذلك ؟؟


ولكن ما هو ملفت للانتباه إن رئيس القمة الحالي العقيد معمر القذافي كان أكثر صراحة وصدقاً من الكثيرين عندما قال : إنه استلم القمة من أمير قطر دون أن يكون أي إنجاز أو تطور قد حصل من القمة السابقة كما شهدت هذه القمة كما يسميها أصحابها غياب الرئيس حسني مبارك بسبب مرضه والعاهل السعودي عبد الله عبد العزيز لخلافات سياسية مع الجماهيرية الليبية لا تخفى على أحد وهذا أمراً مستنهجناً من السعودية لأن مثل تلك اللقاءات أو القمم كما يسميها أصحابها هي إجماع عربي ولكن ما حدث من السعودية ليس مستغرباً دون أن ندخل بالتفاصيل وانتهت القمة كالعادة بالموافقة على عدة نقاط أبرزها ربط استمرار عملية السلام كما يسمونها بموقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية والغريب أن حكام العرب قد وجدوا في تلك النقطة نصراً مبيناً لقمتهم الخالية من أي مضمون أو دسم سياسي وهم لا يعرفوا أو لا يريدوا أن يعرفوا ان الكيان الصهيوني قد باشر في بناء أكثر من ألف مستوطنة مع بداية زيارة نائب الرئيس الأمريكي لفلسطين المحتلة التي يسمونها إسرائيل بمعنى إن هذا الكيان المجرم لا يكترث حتى في حفظ ماء وجه أصدقائه كالولايات المتحدة ناهيك عن الآخرين من جماعة الخيار الاستراتيجي إياه .


كما أن حكومة عباس تحت الاحتلال والتي خرج رئيسيها إلى القمة بتصريح من الاحتلال وهي مجرد أمن لحماية المحتلين الصهاينة لا أكثر ، ولو كانت سلطة محمود عباس في رام الله المحتلة سلطة مستقلة لعملت على وحدة الوطن بأي شكل من الأشكال ولكن تلك السلطة لا تختلف عن أي حكومة عربية أخرى و بدلاً من إعادة الوحدة الوطنية نرى سلطة عباس تذهب بعيداً وقد أغلقت كل أبواب الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس والمنتخبة ديمقراطياً مهما اختلفنا أو اتفقنا معها .


كما إننا نتساءل عن جدول هذه القمة وهناك أهم بلد عربي وهو العراق أصبح تحت الاحتلال ورئيسه ورئيس وزراء ووزير خارجيته ليسوا عرباً بل ومعادين للعروبة .


وسؤالنا الذي طرحه الأخ العقيد معمر القذافي منذ أكثر من أربع عقود وهو محق تماماً عندما حضر أول قمة عربية في المغرب حيث سأل الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله قائلاً (( سيادة الرئيس ما الفائدة من هذه القمم التي تجمعنا مع من هم تحت المظلة الأمريكية وحمايتها وهي نفس المظلة التي تحمي العدو الصهيوني وهل هؤلاء يا سيادة الرئيس يمتلكون قراراً غير التبعية المطلقة لمظلتهم الأمريكية )) .


إن القدس اليوم تهود وما هو مطلوب من القمم هو العمل والارتقاء لمستوى المسؤولية والمرحلة والكيان الصهيوني لم يعد يهمه ما يسمى بعملية السلام لأنه يعلم أن كل من أبرم معه اتفاقية سميت بمعاهدة سلام لا يمثل إرادة شعبه ومصر أكبر دليل على ذلك ولهذا بادر هذا الكيان المجرم في الرد على مبادرة قمة بيروت عام 2002م باجتياح عدد من المدن الفلسطينية ومحاصرة الشهيد ياسر عرفات وقتله بعد ذلك بالسم ، وبعد ذلك وقبل القمة 2003 احتلت العراق وأسقط نظامها الوطني وأصبح للكيان الصهيوني دوراً رئيسياً في شمال العراق بواسطة الحزبين الكرديين العميلين ، وباقي القمم العربية بعد عام 2003م كان الرد عليها صهيونياً بالمزيد من المجازر والمحارق التي فاقت بشاعتها جرائم النازية والفاشية ناهيك عن مصادرة الأراضي فهل القمم العربية أصبحت مجرد لقاءات وعلاقات عامة لا أكثر حتى أصبح بعض الحكام العرب لا يتقن تلك اللقاءات والعلاقات العامة .

لقد مللنا من قمم الأقوال ونريد قمم الأفعال فأين هي السوق العربية المشتركة المطروحة على القمم العربية منذ خمسون عاماً وأين هي اتفاقية الدفاع المشترك التي لم تفعل إلا عام 1990م لأجل تدمير العراق وأين التبادل التجاري بين العراق قياساً في تعامل أي دولة عربية مع أمريكا أو بريطانيا أو حتى مع الكيان الصهيوني الذي أصبح تربطه علاقات اقتصادية مع بعض الدول العربية أكثر من أشقائها .


إن القمم العربية لم تعد شيئاً مهماً للشارع العربي بل والعكس فقد أصبحنا نتوقع مصيبة بعد كل قمة عربية كما حدث في قمة القاهرة التي عقبها مباشرة تدمير العراق وحصاره وغزوه بعد ذلك ، وقمة بيروت التي عقبها اجتياح المدن الفلسطينية والمزيد من المجازر ، وهذه القمة التي ردّ عليها العدو الصهيوني بمزيد من الاستيطان والتهويد الذي بدأ بالحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال من رباح الذي تمّ ضمهم لما يسمى بالآثار اليهودية وغداً سيهود المسجد الأقصى وما ضم الحرم الإبراهيمي إلا مقدمة لذلك .

وباختصار ما نطلبه أن تراجع جميع الدول العربية سياساتها الخاطئة ونريد في المستقبل قمم الأفعال وليس قمم الأقوال التي مللنا منها والتي ينطبق عليها ما قاله الشاعر الكبير مظفر النواب : (( قمم ... قمم ... قمم )) وإلى هنا تسكت شهرزاد عن القول المباح .


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد