الميسورون .. والانتماء الناقص

mainThumb

01-05-2010 07:54 AM

   الميسورون .. والانتماء الناقص

يد الدولة المحدودة الموارد لا تصفق وحدها إلا بالتعاون والمساندة من قبل المواطنين جميعا دون استثناء وبالأخص الطبقة الميسورة التي أنعم وفضل الله عليها الكثير من الرزق والخير ــ واللهم لا حسد ــ فلو أنفقت هذه الطبقة قليلا مما أعطاها الله ما كان هناك عجز ومديونية وبطالة وفقر ومساعدات خارجية مشروطة ومشبوهة تمس سيادتنا الوطنية و لعم الخير على الوطن والمواطن .



 وهذا ما هو حاصل من قبل الميسورين في الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا ذات الميزانيات الضخمة والتي ليست بحاجة أصلا ل من قبل الميسورين في الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا ذات الميزانيات الضخمة والتي ليست بحاجة أصلا إلى مواطنيها ولكن الانتماء لبلدانهم هو ما يدفع مواطنو تلك الدول على مساندة حكوماتهم ودولهم.



في وطننا الاردن العزيز توجد شريحة ميسورة لا بأس بها نراهم ونسمع بهم ويصولون ويجولون من أجل تجارتهم ومصالحهم الشخصية البحتة وآخر حصيلة بينت أن موجودات الاردنيين في البنوك الاردنية بلغت 45 مليارا نصفها ودائع للأردنيين وهذا الرقم كبير جدا بالنسبة لدولة كالأردن البلد الذي ما بخل عليهم يوما شيئا .. ولكن الانتماء يفرض عليهم ان يساهموا جنبا إلى جنب مع الحكومة في التطوير على ما أنجز وفي دعم طلاب الجامعات فلو ساهم كل مقتدر بدينار ما كانت هناك شكوى من رسوم الجامعات ، وكذلك دعم المقبلين على الزواج من قبل الشباب وما ارتفاع نسبة العزوف على الزواج إلا بسبب ضيق ذات اليد ، وكذلك الانتماء الحقيقي والمكتمل يتطلب من جماعة الميسورين أيضا المساهمة في بناء مساكن للفقراء بجانب مبادرة ( سكن كريم لعيش كريم ) .



 فلو تبرع كل ميسور أفرادا ومؤسسات ببناء شقة متواضعة للفقراء لأثبت أنه أردني بالأفعال قبل الأقوال ، وكذلك في الرياضة فلا يعقل انتشار ذوي رؤوس الأموال في جميع محافظات المملكة ولا يعيرون الجانب الرياضي أي اهتمام فلو تبنى أصحاب الثراء الفاحش الأندية الرياضية على شتى انواعها في محافظاتهم لرفرف العلم الاردني في كل المحافل الرياضية الدولية وباستمرار ، و لو ساهم كل ميسور في تنمية المجتمع المحلي في قريته مسقط رأسه من حيث تجميل وتزيين القرية والتبرع للمدارس وعمل مسارح و حدائق ما عانت المجالس البلدية والقروية من ميزانياتها بتاتا وما اشتكى المواطنون من ضعف الخدمات ولشجعوا المواطنين على العمل والتعاون بروح الفريق الواحد من أجل الوطن ككل ..



وتغيير النمط المعروف عنهم والحاصل حاليا وهو بناء القصور والفلل الفارهة والمزارع في قراهم للنوم فيها وبحثا عن الهدوء والاستجمام ضاربين عرض الحائط بمشاكل وهموم أهل قريته إلا في الانتخابات طبعا.. وبإمكانهم أيضا تخفيف الضغط على الديوان الملكي ومؤسسات التنمية الاجتماعية ولكن للأسف لم نر منهم شيئا يذكر لا السابق ولا اللاحق .



خلاصة القول : إذا لم تساهم في حل مشاكل وطنك في المدن والارياف والبوادي وأنت قادر على ذلك فاسمح لي ان أقول لك أيها الميسور : إن انتماءك ناقص وهذا يعني أنك أيها الميسور عالة على وطنك ولو تعرض الوطن ــ لا قدر الله ــ لأي مكروه فإنك ستترك البلد وتهاجر مع اموالك مذموما مدحورا وسيتصدى المعسورون للمكروه عن البلد بصدورهم وقد أثبت بالوجه الشرعي أيها الميسور أن دراهمك اولا وأخيرا و أثبت ان انتماءك غير مكتمل ...



فهل جزاء المعروف نكران الجميل للبلد الذي أعطاك الكثير ووفر لك الامن والاستقرار وحماك وحمى مصالحك وأموالك فصرت من الميسورين و لكن انتماءك وآسفاه ناقص ناقص...إذا أداروا مصالحهم الخاصة يحققون نجاحا باهرا وإذا أداروا مصالح الدولة يحققون فشلا ذريعا وعجزا ومديونية بأرقام قياسية!!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد