ضانا مثال صارخ للإهمال

ضانا مثال صارخ للإهمال

30-05-2010 07:00 AM


قبل أيام دعاني احد الأصدقاء من الطفيله لزيارته ورتب لي برنامج لزيارة قرية ضانا القديمة وبالفعل وصلنا القرية القديمة التي كانت منطقه رائعة الجمال بجبالها الشامخة شموخ أهل الطفيله الأفاضل، وبعد ذلك تجولنا في مناطق عديدة في الطفيله وقد بهرني جمال طبيعة ضانا بقدر ما أحزنني هذا الإهمال الذي تتعرض له الواضح لكل من زار تلك القرية الخلابة ، وما يلفت الانتباه جمال المنطقة المهمل تماما من الجهات الرسمية وأخذت اسأل نفسي ؟؟ ماذا تفعل وزاره السياحة ودائرة الآثار ولماذا كل هدا الإهمال لهذه المنطقة التي تعد من أجمل المواقع الأثرية حيث الغياب الكامل لكل رقابه حقيقية من دائرة الآثار وهل هذه ربما مقدمه لبيعها كما أبيعت غيرها ، إضافة لذلك وكأن هذه المنطقة معزولة عن العالم من حيث غياب الخدمات السياحية التي وصلت لعدم توفر حتى مرافق عامه إضافة لتعرضها لخطر الحرائق بأي لحظه وذلك لعدم وجود أي رقابه من الجهات المعنية كما أنها تفتقر لتعبيد شوارعها بشكل يليق بها حيث يبدوا الشارع الرئيسي المؤدي لها وكأنه شارع فرعي وأتساءل هل المسئولين في وزاره السياحة ودائرة الآثار يعرفوا تلك المنطقة الرائعة الجمال ، وأين هو تسويق الأردن سياحيا الذي صدّعوا رؤوسنا به ، حيث اخبرني صديقي أن الإهمال الرسمي طال الكثير من المواقع السياحية بالطفيله التي تعتبر رائعة الجمال إضافة لعدم وجود ما يسمى بحماية الطبيعة حيث تتعرض الحيوانات النادرة للصيد مع أنها ثروات طبيعيه جميله لا تقدر بثمن .



ويبدو أن الحكومات الأردنية دون استثناء لا تعرف قيمه هذا الوطن الذي تتحدث باسمه ، وقد تذكرت وأنا في تلك القرية الجميلة ضانا الإهمال والتسيب الذي تتعرض له آثار الوطن وكان ذلك يبدو مقصودا .




وفي محافظه المفرق هناك منطقه دير الكهف والقصر الروماني الذي تعرض لسرقه الكثير من أحجاره وأخيرا انتبهت دائرة الآثار ووضعت حارس بعد سرقه الكثير من حجارته النادرة وسؤالي ؟؟ أين هي الجهات المعنية بالآثار التي تعتبر كنوز وثروات وطنيه هائلة من ثروات الوطن وتاريخه ولو كانت هذه الآثار في دوله حقيقية وحكوماتها منتخبه لكان لتلك الآثار اهتمام خاص ولكن في بلدنا من يحاسب من وأخشى أن تؤجر تلك الآثار أو تباع كما أبيعت مؤسسات سيادية، واذكر أن احد الفنادق الكبرى بالعقبة مثلا أقيم على جزء من آثار مدينه أيله وكتبت ذلك حينها في جريدة البلاد ولكن لا حياة لمن تنادي.




إن السائح ألأجنبي عندما يأتي لبلادنا لا يعنيه فنادق الخمس نجوم على أهميتها ولكن يريد أن يطلع ويرى آثار الوطن التي تدل على قيمته التاريخية ولضانا تحديدا قصص وروايات سمعتها تقارب الخيال عن الإهمال ولهذا أقول أن كل المسئولين عن السياحة والآثار وسفاراتنا بالخارج وكل المسوقين للأردن السياحي مقصرون والمسؤولية جماعية .




إني من هذا المنبر أدعوا المسئولين في وزاره السياحة ودائرة الآثار مغادره مكاتبهم الفارهة وزيارة تلك المواقع وسوف يعلموا أنهم لا يعرفوا من الوطن إلا امتيازاتهم الخاصة والسفريات والمصاريف الخيالية بدون أي فائدة للوطن حيث أن معظم آثارنا الوطنية مهمله تماما كالإنسان في هذا الوطن ويتم التركيز والترويج لبعض المناطق المحدودة بحكم شهرتها العالمية التي ليس لأحد فضل عليها .




إن الأردن جميل جدا ولكن حكوماته لا تعرف قيمته فقد أهملته سياحيا وأفقدته دوره سياسيا وأفقرت مواطنيه اقتصاديا وجعلته مجرد رقم في جامعه إيدن المسماة بالجامعة العربية كما أنها تتعامل مع مواطنيه الذين هم رأس المال على أنهم مجرد أرقام تسمى وطنيه في دائرة الأحوال المدنية ولا زالت المسافة بيننا وبين المواطنة بعيده جدا وحكومات بهذه المواصفات لا يهمها إلا إطالة بقائها بالدوار الرابع كابوسا على الشعب المقهور وللآثار والتراث الوطني رب يحميه ولا عزاء للصامتيين .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد