هل جرائم الشرف بلا شرف؟

mainThumb

17-06-2010 06:43 AM

عشر سنوات اشغال شاقه لقاتل شقيقته,تهمة القتل العمد لقاتل شقيقته,محاكمة شاب بتهمة قتل شقيقته وجنينها,قتل شقيقته ب 15 طعنه...فحكم بالحبس 10 سنوات,مقتل أم على يد شقيقها بسبب مكالمه هاتفيه,قتلها في الشارع العاو وجلس متفرجا عليها يداعي الشرف, عامل قتل ابنتيه بسبب قضية آداب ... عناوين تطالعنا به الصحف الأردنيه والعربيه بين الحينة والأخرى استدعتني لأن أخوض في غمار هذا الموضوع لأدعو الى الأخلاق الحميده في صون الشرف وحفظه وخصوصا في كثير من هذه الجرائم يدعي الجاني ارتكاب جريمته دفاعا عن الشرف وبعد التحقيق يتبين وجود اسباب أخرى مثل الميراث او خلافات عائلية"وغيرها. يعتقد الكثيرون أن جرائم القتل هذه تقع فقط ضمن مجتمعات إسلامية، علما أن هذا لا يمت لدين الإسلام بشيء.



 نجد هذه الأفعال عند الشرائح الفقيرة وغير المتعلمة، التي تفسّر الدين تفسيرًا خاطئًا، وهو فعل له علاقة بالثقافة والتراث الشعبي" ونجدها عند المجتمعات الأخرى غير الاسلاميه. حق القصاص هو حق حصري للدولة، وليس من شأن الأفراد أن يقتصوا لما يعتقدون أنه مساس بهم وبشرفهم, ان الدين الاسلامي حدد حكما واضحا للزنا وهو ان الزاني او الزانية البكر يجلد كل منهما مئة جلدة ويبعد عن بلدته عاما كاملا اما المحصن الذي سبق له الزواج فحكمه الرجم، والشرط في اقامة الحد هو اقرار المذنب من غير اكراه او شهادة اربعة عدول شاهدوا الواقعة بدون أي لبس ، كما ان الدين الاسلامي لم يعط الحق للاشخاص لاقامة الحدود بانفسهم بل اعطاه للقضاء.



ان الافعال التي تقودنا الى الأخلاق الحميده والفاضله وتحفظ شرفنا كثيره أوجز البعض منها في مقالي هذا تذكرة للأخوه القراء: 1. الإيمان الحق والقرب من الله تعالى منبع الأخلاق الحميدة فبه تزكو النفوس ويتهذب السلوك 2.مجالسةومصاحبة أصحاب الخلق الحسن لها أيضا أثرا كبيرا فى سلوك الإنسان ولذلك قيل عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى. 3.محاسبة النفس: خلقت النفس أمارة بالسوء نزاعة للشرفعاتب نفسك وحاسبها وقدها ولا تنقاد لها والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم 4. قراءة سير السلف الصالح: فإنها من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة فالحديث عن العلماء ومحاسنهم فيه آدابهم وأخلاقهم وقد اتفق علماء النفس والتربية على أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية 5.الدعاء وهو من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق.



وقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يسأل الله تعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق.إن الإنسان يستطيع اكتساب ما يريده من الأخلاق الفاضلة المحمودة فاختر منها ما تحب واستعن بالله وجاهد نفسك لتحقق ما تريد . العدل,العفو,المحبة,الإخلاص,التواضع ,العطاء,التسامح ,التعاون والبر باالوالدين, مصطلحات نسمعها ونرددها ولكن اذا طبقناها على أنفسنا وعلمناها لأبنائنا نسموا بأخلاقنا الحميده: العدل: العدل في الغضب والرضا. العفو: أن أعفو عمن ظلمني . المحبة: محبة الناس وعدم الأنانية. الإخلاص: الإخلاص في السر والعلانية. التواضع: أن أتواضع في الغنى. العطاء: أن أعطي من حرمني. التسامح : مسامحة المخطئين وإرشادهم إلى الطريق الصحيح. التعاون:التعاون في البر والتقوى. البر باالوالدين: طاعة الوالدين وعدم عصيانهم الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.[القلم: 4].



وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134]. وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي].



 فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة وأخيرا ان رأيي الخاص في سبب هذه الجرائم وان تناقصت بسبب التشديد في العقوبات في الأونه الأخيره ,هو بعدنا عن الدين الاسلامي الحنيف و غياب تطبيق حكم الشريعة الإسلامية في اقامة الحدود الرادعة والتي يتحمل مسؤوليتها السلطات الثلاث!!! فان القضايا المتعلقة بالعرض والشرف تبقى حساسة جدا في المجتمع الأردني المحافظ القائم على العشائر التي لها قيمها واعرافها وعاداتها وتقاليدها..



لهذا لا نقول "جرائم شرف بلا شرف" فمن لا يعيش في الاردن لا يفهم طبيعة شعبه الذي تربى على القيم والعادات العربية الاصيلة.. وحساسية قضايا العرض والشرف تبقى من أشد القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي خاصة والاسلامي عامه وليس الأردن فقط.حفظ الله الاردن وشعب الاردن تحت راية سيد البلاد جلالة الملك عبدالله ابن الحسين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد