الرفاهيه بين ملامح هيفاء وهبي ووجه عاصي الحلاني

mainThumb

29-07-2010 06:57 AM

انتشرت عمليات التجميل في جميع دول العالم قاطبة وليس في الأردن فقط ، وأصبحت تحتل مكانة عالية في الطب الحديث، وأصبح لكل شيخ من الأطباء التجميلين طريقته وأسلوبه، وساهم هذا التقدم في إيجاد العديد من الحلول لتجميل أعضاء الإنسان وإزالة العيوب منها سواء أكانت العيوب خلقيه أم عرضيه نتيجة اصابة بمرض أو حادث أو حروق أو غير ذلك،ولم تعد الجراحة التجميليه بالشيء الصعب، بل جراحة سهله وأكثر اتقانا وفي متناول الجميع وان كانت لا تخلوا من المضاعفات الخطيره أحيانا، ولكن الجراحات التجميليه كانت لا تستعمل إلا في الحالات الحرجة والضرورية جدا. ان ما نراه في يومنا هذا ونسمع عنه ،أصبحت العمليات الجراحيه التجميليه تستخدم كثيرا من باب الرفاهية، وليس من باب الحاجة والضرورة الملحة.



 ولكن ما أثار فضولي لأن أخوض في هذا الموضوع هو دفاع عن الأردنيات النشميات اللواتي لاينظرن الى هيفاء وهبي ولا يستمعن اليها خوفا من الفتنه وحينما يشاهدن صورتها يقرأن قول الله سبحانه وتعالىبعد أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)). أما الشباب الأردنيون الباحثين عن العز والشموخ لا يتطلعون الى عاصي الحلاني من ناحيه جماليه في الصوت والصوره وانما لفارس سقط في وحل الفتنه! ويقرأون قوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)).



وأقول لمن تجملوا بصورة هيفاء وصورة عاصي بأنكم قلدتم و اعتزيتم بأناس اسمائهم دلت على المعصيه وأفعالهم قادت الى الفتنه وأما الاردنيون( بنات وشباب وشيبه) يدركون أن العزة لله وحده ولرسوله وللمؤمنين وليس الجمال الكاذب والانتساب الى أهل الفجور والمعصيه ان هذا الانتساب الباطل لجمال الآخرين احتقار لذاتهم فالإنسان السوي يفتخر بشكله الذي خلق عليه مهما كان ويلجأ لعمليات التجميل والتي أباحها العلماء لأصلاح العيوب التي تشتمل على ضرر حسي ومعنوي،وهذا النوع من الضرر موجب للترخيص بفعل الجراحة، لأنه يعتبر حاجة ، فتنزل منزلة الضرورة ويرخص بفعلها عملا بالقاعدة الشرعية التي تقول : الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصه،فلذلك الجراحة التجميلية جائزه ولا بأس بها بعد توفر الشروط التالية:


 1. أن لا يترتب على فعلها ضرر أكبر من ضرر الحالة المرضية أو من التشوه الموجود.


 2 .ألا يكون هنالك وسيلة للعلاج يكون استعمالها أهون وأسهل ولا يترتب عليها ضرر كما في الجراحة فإذا أمكن العلاج بوسائل أسهل فينبغي المصير إليها.


3. أن يغلب على ظن الطبيب الجراح نجاح العملية بمعنى أن تكون نسبة احتمال نجاح العملية أكبر من نسبة احتمال فشلها ، فإذا غلب على ظن الطبيب الجراح فشل العملية أو هلاك المريض فلا ينبغي الإقدام على ذلك . وأما النوع الثاني من عمليات التجميل فهي عمليات التجميل التحسينية التي يقصد بها تحسين المظهر وتحقيق الشكل الأفضل والصورة الأجمل دون وجود دوافع ضرورية أو حاجية تستلزم الجراحة . ومن هذا النوع عمليات تجميل الأنف إما بتصغيره أو تكبيره وتجميل الثديين للنساء بالتصغير أو التكبير وتجميل الوجه بشد التجاعيد ، وتجميل الحواجب والتجميل بشد البطن أو التجميل بإزالة الدهون من الأرداف ونحو ذلك،وهذا النوع من الجراحة لا يشتمل على دوافع ضرورية، ولا حاجية بل غاية ما فيه تغيير خلقة الله تعالى والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم فهو غير مشروع، ولا يجوز فعله وذلك لما يأتي:


1. لقوله تعالى - حكاية عن إبليس لعنه الله - :( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) وجراحة التجميل التحسينية تشتمل على تغيير خلقة الله والعبث فيها حسب الأهواء، والرغبات فهي داخلة في المذموم شرعاً، وتعتبر من جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم .


 2. لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللآتي يغيرن خلق الله )رواه مسلم. وهذاالحديث دل على لعن من فعل هذه الأشياء وعلل ذلك بتغيير الخلقة،( وفي رواية : والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) رواها أحمد فجمع بين تغيير الخلقة وطلب الحسن وهذا المعنيان موجودان في الجراحة التجميلية التحسينية؛ لأنها تغيير للخلقة بقصد الزيادة في الحسن فتعتبر داخلة في هذا الوعيد الشديد، ولا يجوز فعلها.


3. لا يجوز الوشم والوشر والنمص بجامع تغيير الخلقة طلباً للحسن والجمال .


 4. في هذه الجراحة الغش والتدليس وهو محرم شرعاً ففيها إعادة صورة الشباب للكهل والمسن في وجهه وجسده ، وذلك مفض للوقوع في المحظور من غش الأزواج من قبل النساء اللاتي يفعلن ذلك وغش الزوجات من قبل الرجال الذين يفعلون ذلك.


 5. أن هذه الجراحة لا تخلو من الأضرار والمضاعفات التي تنشأ عنها. أما عملية شفط الدهون يقال إذا كانت عملية شفط الدهون ضرورية أو حاجية مثل حالات الترهل والسمنة المفرطة وتضخم الصدر والأرداف وتشكل عبئاً ثقيلاً على الجسم وتؤدي إلى أمراض وانزلاق غضروفي في الظهر وتثقل على العمود الفقري فإنه حينئذ تجوز هذه العمليات بالشروط التي ذكرتها سابقاً، وخاصة أنه يمكن علاج حالات السمنة الزائدة بوسائل أسهل من الجراحة فمثلاً يمكن ممارسة التمارين الرياضية ويمكن اتباع نظام غذائي معين فيه تخفيف للسمنة ونحو ذلك من الوسائل .



 وأما عمليات شفط الدهون من أجل رشاقة المظهر وتقليداً للممثلات وعارضات الأزياء وغيرهن من الساقطات وهو ما يسمونه التجميل من أجل التجميل فهذه العمليات محرمة شرعاً؛ لأن الهدف من هذه العمليات هو مراعاة مقاييس الجمال كما تصورها وسائل الإعلام المختلفة فهذه العمليات داخلة في تغيير خلق الله سبحانه وتعالى وهو من عمل الشيطان . والله أعلم. بارك الله فى الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد