الأم .. المحطة الأولى في حياة الطفل

الأم .. المحطة الأولى في حياة الطفل

22-08-2010 08:13 AM

  ما أجمل تلك اللحظات التي فتحت عيني فيها لأجد بين ذراعي مولودي الأول...نظرت إليه... ونظر إلي...أحسست إحساسا غريبا لم أحسه من قبل...



وشعرت انه حياتي واني حياته...عرفت أنني سأكون المحطة الأولى في تكوين شخصيته...شخصيته كانسان... هذه الشخصية المعقدة...والتي طالما كانت محط اهتمام جميع علماء النفس والفلاسفة على مر العصور...



فيؤكد علماء النفس وجود فترة حرجة يكون فيها الطفل في قمة قابليته واستعداده للتعلم والاستفادة من الخبرات المحيطة به....أدركت ذلك وصرت ابحث عن تلك اللحظات التي يكون فيها طفلي في قمة استعداده للاستجابة...



فالطفل يتعلم تبادل المشاعر من خلال الطريقة التي تبادله بها أمه منذ لحظة خروجه لهذه الدنيا حتى انه يتعلم فهم نفسه وفهم الآخرين حسب تلك الطريقة ...فإذا كانت مفعمة بالعطف والمودة والحنان...سينمو عاطفيا بسرعة بل وسيصبح ممن لديهم ذكاء عاطفي في تعامله مع نفسه أولا و مع الآخرين ثانيا...وينجح في التعامل مع الخبرات التي يتعرض لها...



كما أثبتت بعض الدراسات أن الأم التي تحضن طفلها بعد ولادته مباشرة يكون مهيأ لنمو عاطفي أكثر من الطفل الذي تراه والدته بعد أجزاء من الساعة...



كما يتعلم اللغة لأن أمه تحاكيه وتكلمه...فيشعر بنبرات صوتها..ويحدد إذا ما كانت غاضبة أو سعيدة...فإما تساعده طريقة حديثها ولهجتها على التعلم والمبادرة في الإقبال على ما هو جديد ومحاولة اكتشاف البيئة المحيطة به ...أو يسمع من التأنيب ما يجعله يشعر بالذنب ويطور شعورا بالخجل والخوف من المغامرة.



ويتعلم التفكير من خلال استشارة الأم له في بعض الأمور.. ووضع بعض البدائل والخيارات أمامه لأبسط الأمور، مثل اختيار لباسه أو طعامه أو نوع العصير الذي يفضل.



ولا ننسى ضرورة تفاعل الطفل مع أقرانه واللعب معهم لان نمو الطفل وتطوره يتعزز من خلال التفاعل الاجتماعي. فيتضمن هذا التفاعل فرص ومواقف تتيح للطفل مناقشة قضايا متنوعة للعديد من الأمور التي تهمه. ولان من خصائص الطفل في مرحلة من المراحل التمركز حول الذات فسيوفر له هذا التفاعل تغذية راجعة حول صحة ومنطقية تفكيره ليتجاوز هذا التمركز ويحقق مزيد من التطور.



ومن هنا عزيزي القارئ أضع بين يديك أهمية الأم باعتبارها المحطة والمدرسة الأولى في حياة الطفل..فاحرص على الاهتمام بطفلك منذ لحظة اختيار أمه وتخير الزوجة الصالحة والأفضل، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" تخيروا العرق فان العرق دساس". فحديث الرسول الكريم هنا يؤكد على دور الوراثة وأهمية الجينات في تشكيل شخصية الإنسان ثم يأتي دور البيئة طبعا في صقل هذا الاستعداد الوراثي وتنميته.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد