بالإنجاز لا بالأقواس .. !!

mainThumb

14-09-2010 07:32 AM

  يحبّذ صاحب القرار الأول في البلاد أن تغني الأفعال عن الأقوال، وأن تُستبدل الشعارات بالإنجازات، وهو ما ينتظره المواطن بفارغ الصبر، فالمعاناة التي يشعر بها مواطنون ومنهم (781) ألف فقير أردني، تستدعي من كل مسؤول على ثغرة من ثغرات الوطن أن يكون مبادراً في الإصلاح والتطوير والتحسين، فضلاً عن القيام بواجبه، وبمسؤوليات وظيفته، والكلام هنا ينسحب على القطاع الخاص كما ينسحب على القطاع العام، وإن كان في الأخير أكثر خطورة وأهمية..



مشكلتنا أن الكثير من مسؤولينا يعملون بردات الفعل، وبالتوجيه المستمر، وليسوا مبادرين، وهذه في تقديري راجعة إلى سببين رئيسين: إما غياب الرؤية، وإما غياب الهمة، إما فقدان الفكرة وإما فقدان القدرة، وإما غياب الاثنتين معاً، وقد كتبت سابقاً بأن من لا يملك الرؤية لا يحمل الحقيبة، فلا يستطيع القيام بواجباته مهما اجتهد وحاول، والرأفة به وبحاله أن لا يحملها، أما إذا حُمّلها فالعواقب لن تكون لا في صالحه ولا في الصالح العام..!!



يتباهى بعض المسؤولين من قصار النظر بالأقواس على الإنجاز، ويتداعون إلى التفاخر بما نصبوه منها ظناً منهم أن الوطن تسلبه الألوان، وأن المشكلة في الزينة والأشكال، لا في الإنجاز والأعمال، ولقد تاهوا في هذا ردحاً من الزمن، ولم يجرؤ بعض أصحاب النظر من تصويبهم، وتصحيح مسارهم، خشية أن يُفهموا خطأً.. وتدور الدائرة، والأوضاع إلى وراء، فلماذا الصمت إذن، ولماذا لا يزال بعضنا ينظر إلى الأقواس كما لو كانت شعار الإنجاز..!!؟؟


نريد أن نفهم فلسفة العمل العام والخدمة العامة، وما أوضح حادي الركب في كل مرة يتدخل فيها لنصرة الشعب: نريد تحسين معيشة المواطن.. وأن يشعر الناس بثمرات التنمية..


هل فهم المسؤولون الكلمة، وعملوا لترجمتها إلى واقع..؟!


وإذا كان ثمّة عنوان ترفعه قوى التدخل السريع في حشر نفسها بين القائد والشعب، فهي غالباً ما ترفع الأقواس..!! أي أقواس ترفعها هذه القوى.. أفي غمرة الفرح بالإنجاز..!!؟


هي تظن أنها الحماية، وأنها عنوان البراءة، والإخلاء.. ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك؛ فما هي إلاّ هروب من المسؤولية، ونوع من التورية الجبانة، وجزء منها يصل حدّ الخيانة..!!


نريد معاً أن نفهم ما يريده القائد، فما يريده خير لهذا الشعب وللأمة، ولكننا ما زلنا بعد نسلب الرؤية دون أن ندري، ونداري على عجزنا بالهروب ونعد الناس ولا نصنع سوى الأقواس..!! هل ستُشبع أقواسنا جائعاً، وهل ستخفف العوز وترفع شبح الفقر عن (781) ألف مواطن..!!؟

 
التطلع إلى الأمام يحتاج إلى مسؤول ذي فكرة وقدرة، فمثله لا يهرب إلى بناء الأقواس لعجزه عن الإنجاز، بل يواجه الواقع والحقائق، لكي يقدّم الخدمة الأمثل، ويواجه التحديات دون منمّقات..!!

 
يتباهى الشعب بقائده، وعلى المسؤول أن يتباهى بالإنجاز أمام القائد لا بالأقواس، فذلك مما يرضي الشعب ويسعد القائد..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد