ترنيمات الحصّادين

ترنيمات الحصّادين

23-09-2010 05:49 AM

 هذا العام ما عدت ارى قمم سنابل القمح الذهبية من على شرفة البيت قي قريتنا ...وما عاد يشتد عود قوت القرية (بتزنيرة) شيوخ العشيرة. اذ كانت الشمس تنحني حياءا حين تنعكس صفحات ذهب السنابل على جباهم السمر.

 

ولم أعد اسمع دوي ترنيمات الحصّادين في طرف (الخلّة) والحانهم الهياجة التي تراقص سنابل القمح وترسم ابتسامات خجلة على شفاه الحصّادات انتظارا لمساء دافئ.

 

كانت اصواتهم تملأ الوديان صدى بانغام صلبة تنشق من أزيز انفاسهم فتحرك فيك الحمية ان تداهم اعناق السنابل بعطف ثم تباغتها باحتضانة خاطفة – كالجندي يحتضن العلم عند النصر- ......وحين تنعطف السنابل طوعا بين يديك,لا تلبث ان تغسلها بمنجلك لتستلقي هي  بكل فخر وتبدأ العزف على ترنيمات الحصّادين.

 

وحين كانت رمضاء السهل تشتد حرا ...كان البلوط والزيتون يتهيدان في سفح التلة. والزيتونة تنادي الحصادين ان يرتشفوا قسطا من ظلها و الزير المزروع في اسفلها يعتصر شوقا للسقيا.

 

وحين كانت ترانيم الحصادين تتخافت ايذانا ان تسرع الشمس في الغروب شفقة على تعبهم ورجاءا لعتمة الليل ان يلفعّهم بسباته استعدادا ليوم حصاد اخر..... كانت الشمس تودعهم بابتسامة لطيفة حين تلوح باشعتها من بين جدائل الصنوبر الشامخة غربا.

 

سألتني الارض المتجهمة حزنا في الامس ....( أين الحصادين ؟؟؟ ).

 

اجتاحني صمت خجول وسالت قطرات من دمعي على جبين الارض..........فما نبست الارض ببنت شفه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد