حرارة الروح

mainThumb

11-10-2010 11:49 PM

أنا القابع في  الجسد المحمول على غبار الأرض ،  أتشكل بحجم الإنسان ( تعريف الذي لا تعريف له ) لا ادري أين أطلق عناني ولمن اجمع ما تبقى من كياني .... فأفكاري  مفرودة  بحجم العالم ويداي مغلولة في ثقب اصغر من  نقطة وحصاني مرهون لدى شايلوك مقابل قبضة حنطة.


  قتلتني الاتجاهات ونزعات الذات ولم أعد أعلم أين  أصب غضبي وكيف أطفأ ناري  وهل أحمل الروح أم روحي هي التي تسّير الأحمال  ؟ ولا أدري هل أنا قائــــــــد على جسدي أم روحي ضيفة ثقيلة  بين أركاني ؟
   
  أتعبني الضياع بين الأنا واللا أنا ،  فهل أفصل الروح عن وطن  تجشأنا من وجع  وجسدي يحمل على كتفيه كل الأوطان !

 ما بال هذه الروح لا تهدأ حتى توقد كل أحزاني ..... ومابالها لا تمل من طرق  الميت في وجداني .... وما ضيرها حتى لو ضيعت أنا عنواني ..... فانا المحنط بين كتب التاريخ وبين شاشات التلفاز، مختلط الأفكار ومحتار  في الأولويات ،  قافز من حلم لكابوس لأخبار فموال ،  وأنا المعنون تحت بند المفقود منذ بدء الزمان  وأنا الهائم بين فوارغ القذائف أبحث عن نصر ولو كان على قطة أغافلها بما تبقى من بسطاري .


  مهزوم بالفطرة ومعترفا بالتهمة ومستسلما لكل شيء حتى بالهزائم الباحثة عن ضحايا فأنا... مخلوق تبرمج كي ألبس كل القضايا ، وعند التحقيق في مطارات الروم  تبدأ التهمة منذ البداية .. كائن عربي تحت الشبهة فأجمعوا له الصور وافتحوا له الملفات ( وخلال هذه الاحتفالية أنشغل في ترتيب هندامي ..... ما أبلدني فقد أرخيت بنطالي اثباتا أني لا احفل بعوراتي وبأن مهمتي تتركز في جلي الصحون في الحانات ) .


هل تقلبنا قبور الإنس ونحن تجردنا من أرواحنا بلا ثمن وهل يجاورنا نمل الأرض  ونحن احترفنا الغفران لكل صنّاع المحن..... وهل تذوب جلودنا وهي تسمّكت بفعل بلادنا وبفعل الضرب على القفا من كل عفاريت  الزمن ؟

ضياعنا الآن ... ليس له نكهة ولا نحمل في طياتنا أي فكرة ، وكل ما هنالك مجرد  أعراب ولدت  وحولها  تحلقت الأباليس تنتظر لمخلوقات  قادمة إلى كون كله فجرة .
وحين تشتد المعضلات ... ونوشك كلنا على الهلاك وتسقط ورقتنا الأخيرة إلا قليلا ،تنبت من بين الأنقاض طفلة صغيرة لا تحفل بكل الكون نامت بخيمة خلف الشمس ،حلمت بذات الليلة بأننا عائدون لابد عائدون ،بل قسما عائدون   ... حينها فقط أمسح كل ما ذكر وأجمع أشيائي وأعلن أني بدأت الطفولة  !

 
khalaf120@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد