وانتهى العرس

وانتهى العرس

22-11-2010 07:39 PM

وانتهى العرس وتضاءلت اصداء الزغاريد في اصقاع الوطن العزيز, وتزنرت هامتنا بالعزة العشائرية مكانا وبانكسارات الخذلان مكانا اخر ....وفي صبيحة العرس ,ازهو اكثر فاليوم صوتي المكتوم عامئذ سيدوي في زوايا قبة العرس وساراه ينطلق الوانا من تشريعات واحتكامات ومساءلات. وسينتابني شعور الشورى بانني انا من يملك ذلك الكرسي في اروقة القبة.



في خضم العرس ما كان يجول في سمائي الاّ حماس ان ابني من كل بحة صوت لبنة في بنيان من امله ان يبني لي بيتا ....كوخا او حتى ركنا تحت القبة..حينئذ ساكون موجودا حاضرا جاهزا لصوتي الضئيل ان يتلاحم مع اصوات النسوة النشميات ويضع خيطي في نسيج هذا الوطن.

 

ولكن الفرحة زاغت قليلا في عيني حين اوقن ان من ينوب عني يراني ابتغي منه قوتا او دراهم او منصبا....ولكني (بكل سعادتك) لا ابتغي الا لسانا ينطق بفكري وعيونا ترى باحداق اولادي واذنا تسمع اهات الثكلى وانين اطفال الجوع في الجزء المهمل من قريتنا...وصرت حين استذكره حين كان يدوي بأجش القول بانه سيكون صوتي المسموع استبشر كل الخير ..(.لنأمل كل الخير).

 

ومع تباعد الزمن يتضاءل هذا الصوت في ارجائي حتى أكاد لا اسمعه , فصوتي صار يقطن بعيدا في القصور الغادقة والبساتين الغناء وانا ما زلت اصرخ في مكاني المهجور على التلة الساكنة....ولا اراني اسمع الا شروخات اعتباطية وتقسيمات محزنة في اركان خيمة العرس او تغريد نابي خارج السرب ....فهنالك بضع من افواه غاضبة انفصلت عن السرب وصرن يتأوين بالظلم وضعف التمثيل النيابي.

 

هذا الحال وتلك الفرقة ما كانت لتولد من رحم العرس ولكن من وسوسة الحاقدين على الفرح, فالعاقل الان من يسدل الستارة عل مسرحية (فرّق......) ولنعد الى أمنّا الارض ..الاردن الكبير في قلوبنا....واعلم ان تراب الوطن لن يلفظك حين تواري ثراه ايا كنت او باي ايدولوجية ارتسمت, ولن يستجوبك شجر الزيتون حين يفئ عليك من اي خيط  في هذا النسيج انت.

 

وليثمر عرسنا الكبير عن تزاوج بين فحولة الارض وانوثة العطاء, لا بد حينئذ ان تلد هذه الارض ابناء بررة. ولنشكر كل من رفع الاعلام الملونة وكل من رش باصابعه الماء في ساحة العرس حتى تنطفئ نار الطريق في وجه ( وجوه الخير) .

 

هذا البلد لا يبنيه تواكل على قبة برلمانية واحدة ولكن يبنيه توكل على من بنى قبة السماء وان يبني كل من افترش هذه الارض قبته في فناء داره وليعانق اولاده ويمسح الحزن عن رحمه فكل شبر من هذا البلد قبة برلمان وكل بيت هو لبنة لمجلس وزاري ....اذا لننوب عن انفسنا في طرح انفسنا ولنكن صادقين امام هذة الارض ...ولننزل يافطاتنا الكاذبة من على جباة الوطن ولنرفع الشعار الذي لا يقبل الزيف ( هذا الارض وطننا جميعا استخلفنا فيها العزيز الجبار ....فلنرعاه جميعا). 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد