فيصل الفايز وطلابه النواب داخل الغرفة الصفية

فيصل الفايز وطلابه النواب داخل الغرفة الصفية

25-12-2010 01:21 PM

لم يكن فيصل الفايز موفقا بالمطلق في إدارة دفة رئاسة المجلس السادس عشر في بداية مشواره التشريعي والرقابي خلال جلسات منح الثقة ، هذا في البداية فكيف إلى النهاية ، فالمتابع والمراقب لجلسات الثقة يشعر أن مجلس الشعب كل الشعب أشبه بغرفة صفية يديرها أستاذ مدرسة يقمع الطلاب حتى المشاكسين عن التعبير  و كما يقال " لو ترمي الإبرة بتسمع صوتها " .



ما قيل سابقا ينطبق جملة و تفصيلا على ما حدث داخل أروقة المجلس خلال مناقشة البيان الوزاري والشواهد كثيرة منها : النائب الذي يريد أن يعطي مداخلة أو نقطة نظام يتم لجمه و إسكاته إما بإطفاء ميكروفونه أو مقاطعته قبل أن يكمل إذا كان رأيه لا يعجب مدير الجلسة ، و كل عشر دقائق تعيد إدارة الجلسة بتذكير النواب المنتخبين ببعض بنود النظام  الداخلي الأمر الذي أفقد الجلسات نكهتها و ألقها وشابها الملل والضجر من قبل المتابعين سواء الموجودين على الشرفة أو وراء شاشة القناة الثانية ، تماما كالمعلم الذي يقوم في كل يوم دراسي بعمل تغذية راجعة لطلابه ولا خلاف في ذلك ، فالمتعارف عليه في المجالس النيابية السابقة أن النظام الداخلي يوزع على كل نائب لقراءته قبل أن يدخل البرلمان ، و حتى إن أخطأ أحد النواب أو خرج على السياق فمن باب عدم الإحراج وحفاظا على ماء وجه النائب وهيبته أمام أهله وناخبيه والمواطنين كان الأولى أن يراجعه رئيس الجلسة والمجلس داخل غرفة مغلقة ، فبالطريقة العلنية التي شوهدت في مناقشات النواب أثرت على هيبة المجلس قبل النواب ويوجد مليون طريقة وطريقة للتعامل مع الأمر بعيدا عن الحرج.




ومن الملحوظات أيضا على رئاسة المجلس هي الطريقة التي تم التعامل معها مع النائب يحيى السعود إذ تمت مقاطعة كلمته تحت عنوان " الإساءة للمؤسسة العسكرية" والحق يجب أن يقال فالنائب السعود أكد في أكثر من فقرة على اعتزازه وافتخاره بالعسكر و وصفهم بالسياج المنيع لدرء العاديات عن الوطن وهم عنوان الأمن والاستقرار الذي ينعم به وطننا ، ولكنه عرّج على أحد مساعدي مدير الأمن العام من باب التخصيص لا التعميم وكلامه واضح وضوح الشمس في كبد السماء فشوهت الحقيقة على مرأى ومسمع من النواب والمتابعين وهذا هو التجني بعينه وكان حريّ بالنواب زملائه أن يوضحوا اللبس لا أن يرفعوا أياديهم بالتصويت على شيء لم يحصل ، وأنا هنا لا أدافع عن النائب السعود بل العكس أختلف معه 99%  ، وقبل أن يوشك السعود على نهاية كلمته تم إطفاء الميكروفون والنداء على المتحدث الذي يليه فماذا يضير يا دولة الرئيس لو أعطيته خمس دقائق زيادة وعاملته (بروح القانون) هل " ستخرب الدنيا " بل على العكس سينهي السعود كلمته بطريقة لائقة تسعد أبناء دائرته الانتخابية ويصفقون لك وله.



ومن الملحوظات كذلك وهي أبرزها تكمن في كلمة رئيس النواب فالذي لا يعرف الفايز يقول بأن هذه الكلمة هي كلمة رئيس الوزراء إذ كانت تجلد النواب وتدافع عن الحكومات ما أثار حفيظة وامتعاض النائب المخضرم عبدالكريم الدغمي حينما رد ردا انفعاليا وقال بما معناه :  الخلل ليس في المجالس السابقة يا دولة الرئيس بل الخلل في الحكومات التي تغولت على ممثلي الشعب ، فكان كلام الدغمي بمثابة المسكن الذي هدأ النفوس...فكان الأولى برئيس المجلس أن يكون مع النواب لا وزير دفاع عن الحكومات أيّ حكومات .



و من الملحوظات كذلك هي أن رئيس المجلس غض الطرف كثيرا عن النائب فواز الزعبي الذي ما أن يتكلم أحد النواب إلا و " نطّ " ويحشر نفسه في كل شيء وما على المتابع إلا الضحك والسخرية والاستهزاء وكأنه أي المواطن أمام مسرحية لعادل إمام.



وأخيرا أتمنى لدولة فيصل الفايز الذي أكن له كل الاحترام أن يتسع صدره لهذه الملحوظات التي دونتها ونشرتها من باب الرأي والرأي الآخر فقد أكون مخطئا وأعتذر  فأنا أتفق مع دولة الفايز 99% وأختلف معه فقط1% ... والله أعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد