شبابنا والتكنولوجيا علم ام جهل
بحيث لم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكراً على المختصين بل أصبح متاحاً لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية،
وشكل الشباب النسبة الكبرى في سهولة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والأكثر تفاعلاً معها، بحكم القدر الأكبر الذي يتقبل فيه الشباب تجربة أي شيء جديد مقارنة مع الأجيال الأكبر سناً، فضلاً عما قدمته وسائل الاتصال الحديثة من سهولة في التواصل مع أقرانهم في مختلف بقاع العالم بفضل توفر هذه الوسائل بين أيدي نسبة كبيرة من الشباب بسبب رخص أسعارها النسبي، فأصبح من الطبيعي أن يحظى الشاب في مقتبل عمره بهاتف نقال وجهاز حاسوب، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي كانت حكراً فيما مضى على فئات اجتماعية معينة .
هذا وقد ظهرت العديد من الأصوات التي تحذر من خطورة التكنولوجيا الحديثة على الشباب من خلال تغيير سلوكهم الاجتماعي، وتأثرهم بأفكار قادمة من الخارج تتعارض مع طبيعة مجتمعاتنا لتخلق فجوة بين الشباب ومجتمعاتهم. المحذرون من هذه المخاطر دعوا إلى فرض أنواع من الرقابة على التكنولوجيا حتى يتم تجنب آثارها السلبية على الشباب، في حين يرى البعض الآخر أن عصر الرقابة على التكنولوجيا قد ولى وأنه لا فائدة ترجى منها، وأنه بدلاً من الحديث عن رقابة لا بد من الحديث عن وضع الآليات المناسبة لتمكين الشباب من تحقيق أقصى فائدة ممكنة من ثورة التكنولوجيا، ودمجهم فيها لكي يكونوا في المستقبل مساهمين في تطوير هذه التكنولوجيا بدل الاكتفاء بكونهم متلقين لها، مستندين إلى أن التكنولوجيا الحديثة وفرت للشباب فرصاً لتعلم واكتساب مهارات لم تكن متاحة بدونها، وأنها تسهم في توسيع مداركهم وتعزز لديهم القدرة للتواصل مع الآخر. بيد ان من يرى في التكنولوجيا الحديثة خطراً على جيل الشباب ومن يراها فائدة لهم ونود هنا ان نلقي الضوء علاقة الشباب بالتكنولوجيا وكيفية استفادتهم منها ومدى الاستخدام السلبي لها.
الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا يتلخص في ملاحظات كثيرة، منها على سبيل المثال أنه يمكن الوصول إلى أماكن معينة عن طريق التواصل عبر الموبايل أو المسج، وفي نفس الوقت تصل المعلومات بشكل سريع، سواء في إلغاء. وكذلك الإيجابية الجيدة في استخدام التكنولوجيا على سبيل المثال، أننا في التفاعل على صفحة “الفيسبوك”، نستطيع كطلبة إعلام توصيل رأينا وإيصال أفكارنا إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء والمتفاعلين معنا على هذه الصفحة، ولو كنا بحاجة إلى ممثلين أو إلى من يساعدنا فإنه من خلال التفاعل الاجتماعي الالكتروني يمكننا الحصول على المساعدة عبر هذه الصفحة، ثم إنه يمكننا القيام بحملاتنا عبر الانترنت الذي يساعدنا في دراساتنا .
و هناك اتفاق عام على أن هناك إيجابيات في استخدام التكنولوجيا، التي يمكن توظيفها في أوقات مناسبة، بحيث إن الإنسان هو الذي يختار الوقت في التعامل مع التكنولوجيا، هذا بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها التكنولوجيا في مساعدة الإنسان ضمن نطاق عمله أو أبحاثه ومشاريعه الدراسية والخاصة . دعونا الآن ننتقل إلى سلبيات استخدام التكنولوجيا . اما عن السلبيات فنجدها واضحة، هي لغة الانترنت، إذ اندمجت اللغة العربية والإنجليزية ضمن لغة مختلفة نسميها بلغة الانترنت، فحينما نكتب بالعربي أو الإنجليزي فإننا ندخل أرقام ولغات هجينة، وهذه تؤثر على لغتنا الأم في الجانب الطباعي على سبيل المثال .
ثم إن سلبية التكنولوجيا أنها أخرجت الأسرة من حميميتها، وجعلت التفاعل الأسري في أحايين كثيرة تقوم على التفاعل عبر “البلاك بيري” والموبايل. من السلبيات التي خلقتها التكنولوجيا هي لغة الانترنت أو الماسنجر، وهذه اللغة تقرأ بالعربية وتكتب بالإنجليزية مع وجود الأرقام، وهناك سلبية تتصل بقلة اهتمام الناس بالكتب المطبوعة، وهناك أيضاً من يلجأ إلى فك شفرات مواقع محظورة، ونحتاج الحقيقة إلى وعي عام يدعونا للاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا . وكذلك من سلبيات استخدام التكنولوجيا، أن هناك عدم وعي في التفاعل معها، ويجري التعامل مع مواد ممنوعة على سبيل المثال عبر الانترنت، كما أن هنا ثقافة “الغوغليزم”، أي أن كل شخص يمكن أن يقوم ببحث عبر “غوغل” وهذا يجعل الشباب نمطيين .
فضلاً عن ذلك فإن رفقاء السوء لم يعودوا متواجدين في الحارات والشوارع، بل هم موجدون في كل مكان، هم موجدون في المنتديات ومواقع الدردشة .
ومن سلبيات الانترنت يعطينا معلومات كثيرة، لكنها معلومات سطحية ومعلومات نمطية، وهي لا تنمي الحس النقدي ولا تساعد في غربلة المعلومات التي قد تكون كثيرة ومحيرة ومربكة، وهناك العنف والانتقام الالكتروني، وهذه تخلق مشاكل مثل إرسال صور إلى الجميع . ونحن كمجتمعات عربية محافظه نحتاج إلى امتلاك التقنية والإبداع والتقدم فيها، ولو انطلقنا خصوصاً كأولياء أمور، نحن لم نطور آليات سهلة للتعامل مع أبنائنا في أبعاد مختلفة، وتأتي التكنولوجيا لتفرض نفسها على أماكن خطرة جداً، ولا تزال في مجتمعاتنا الصور الصعبة، مجتمعات غير الآمنة، الدعوة إلى الانتحار والقسوة والعنف، من خلال استخدام الانترنت، والتهديد أيضاً، مثل استخدام الصورة وتهديد الشباب، فضلاً عن نشر الكراهية وانتهاك الحقوق .
هذه سلة كبيرة من المخاطر، ومع ذلك أقول إن علينا أن ننتبه ولا ننطلق من التخويف، لكن أن ننطلق من محاولة الفهم، وأن نعزز بدايةً ثقة أبنائنا بأنفسهم، وأن نعلمهم كيفية الاستخدام ونركز ونشجع على الاستخدام الجيد . حتى لا نكتفي بلعن الظلام ونشعل شمعة. نطرح مجموعة من الأسئلة: نحن ندفع أبناءنا نحو استخدام التكنولوجيا، لكن هل زودناهم بسلاح لاستخدام هذه التكنولوجيا؟ وهل هناك توعية ودراسة لما هو الفرق بين ما هي التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا التماثلية؟ هل نجلس مع أبنائنا ونناقشهم في القضايا المتعلقة بالانترنت؟ ما هي الأسر العربية التي تقوم بنظام رقابي على أجهزة الكمبيوتر العائلي؟ من يعرف الأبعاد الأمنية داخل الكمبيوتر وفي مواقع مختلفة؟ هل نحن ككبار نستخدم معلومات لأشخاص ونضعها في شبكات دون أن نطلب الأذن من هؤلاء الأشخاص الذين استعملنا أسماءهم ومعلومات عنهم، وأدخلناها في شبكة الانترنت؟ هل علمنا آباؤنا معنى الحق في الصورة، وكافة المواثيق العربية تؤكد على الحق في الصورة، ولا يحق لأي شخص آخر أن يستخدمها غير صاحبها؟ هذه الأخلاقيات التي نتحدث عنها ضرورية سواء كانت في القضايا التقنية، أو خارجها . ونطرح هنا موضوع مهم وهو الإرهاب الالكتروني، والظاهرة الموجودة بين الفتيات في مجتمعتنا، أنهن يتنكرن حينما يذهبن إلى “الفيسبوك”، ولا يذكرن أسماءهن الأصلية، لكن فقط يذكرون أسماء مستعارة، خوفاً من الإرهاب الالكتروني، ولا يمكن لهن نشر صورهن الشخصية، لأنهن ليس لديهن ثقة في من يستخدمها، وهذه يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، لكن كل فرد قادر على فرز الصواب من الخطأ . ومن السلبيات الاخرى التي يمكن أن نلاحظها اليوم، هي أن التكنولوجيا كرست العزلة بين الشعوب وبين الأفراد داخل الأسرة الواحدة، فاليوم كل شاب وكل فتاة داخل غرفة مع الكمبيوتر المحمول،
وكشعوب عربية هاجمتنا هذه التقنية وأحدثت حالة من الذوبان الثقافي، فشعوبنا وشبابنا غير محصنين ثقافياً، وبالتالي دخلت علينا هذه التقنية وأحدثت ذوباناً في العادات والتقاليد، وقبل قليل كنا نتحدث عن بعض السلبيات الموجودة داخل مجتمعاتنا اليوم، وهي أتت من التقنية والتكنولوجيا وشبكات الانترنت التي نتعامل معها . موضوع اللغة الركيكة التي نستخدمها في شبكة الانترنت، لا أقول إنها ركيكة بل أقول بذيئة وهي تستخدم اليوم في الكثير من المواقع الالكترونية . وان الوعي المطلوب يكمن في بعض التوصيات :- • التأكيد على دور الأسرة والمدرسة في عملية تمكين الشباب بالتكنولوجيا . • أهمية توفير الرقابة الأسرية، وفتح حوار جيلي في القضايا التكنولوجية بين الآباء والأبناء .
• تعليم الشباب أخلاقيات استخدام التكنولوجيا . • تفعيل دور وسائل الإعلام وتبيان أضرار استخدام الكمبيوتر لساعات طويلة، والتركيز على المحتوى التكنولوجي، وليس تقديم كل ما هو جديد . • عدم حظر التكنولوجيا عن الشباب، وإنما تأهيلهم جيداً للتعامل الإيجابي مع التكنولوجيا، وتوظيفها في خدمة إمكاناتهم وطموحاتهم . • توعية جيل الشباب وجعله قادراً على التعبير عن وجهات نظره، وقادراً أيضاً على فرز الصواب من الخطأ. • محو الأمية الالكترونية، عبر تخصيص دورات تنشئة لكافة الأجيال، بما في ذلك الكبار، لضمان التواصل الجيلي والتفاعل مع التكنولوجيا، في سبيل ترشيدها لدى الشباب، وتبيان المخاطر الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا .
الصين تبني رجل ثلج بارتفاع 6 طوابق
زين كاش ترعى ماراثون دعم أطفال طيف التوحد
نمو صادرات الأردن للعراق وسوريا يعوض التراجع الأميركي
وزير البيئة: تركيب 300 كاميرا لرصد رمي النفايات
المهاجم القريشي يخضع لعملية إثر إصابة في نهائي كأس العرب
مسودة نظام جديد لتقييم الناطقين الإعلاميين في الوزارات
إصابتان بضيق تنفس بسبب استخدام منقل حطب داخل منزل
التربية تشكل غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الثانوية العامة
بريطانيا تدين موافقة إسرائيل على بناء 19 مستوطنة جديدة
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
صندوق النقد: رواتب الضمان قد تتجاوز الإيرادات بدون إصلاحات
استشهاد فلسطيني برصاص مسيرة إسرائيلية في غزة
إندونيسيا: مصرع 15 شخصا وإصابة 19 جراء انقلاب حافلة ركاب
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية



