الآوتوستب في اوروبا وسيارات الأجرة في عمان

mainThumb

04-01-2011 07:58 PM

تذكرت يوم امس وانا اقف على قارعة الطريق اشير بيدي محاولا وبكل جهد ان استوقف سيارة تاكسي لتوصيلي الى بيتى في جبل الحسين ولكنها كانت تمر عني مسرعة حتى انني كنت اجد صعوبة كي ارى فيما لو في داخلها راكبا حالفه الحظ اكثر مني في هذا اليوم شديد البرودة،كنت ارى فقط اما التاكسي فارعا واما بداخله فتاة حالفها الحظ اكثر مني، ووقف لها الفارس الشجاع .



 تمتمت مع نفسي ببعض الكلمات وبدأت انظر الى ساعتي مرة والى الشارع العام مرة اخرى ،نعم لقد تأخرت عن ضيوفي في المنزل والبرد الشديد يعذبني وبدأت يدي ترتجف من التعب وكل ذلك دون جدوى. اخرجت هاتفي الجوال واتصلت مع احد الاصدقاء طالبا منه تفسير هذه الظاهرة وأساله فيما لو عندنا قانون يمنع الرجال الصعود الى التاكسي دون محرم؟ ضحك صديقي عاليا وكأنه اراد استفزازي في تلك اللحظه قائلا ان بعض سواقي التاكسي هنا يفضلون الوقوف للنساء ويرفضون الوقوف للذكور،




ضحكت عاليا (وشر البلية مايضحك) وتذكرت حالات مشابهة كنا نلاحظها في اوروبا ،حيث كان الشباب المسافر على طريقة ألاوتوستوب يترك زميلته لتحاول ايقاف سيارة، وحال وقوف احدى السيارات لها يظهر من خلفها زميلها فجأة فيضطر السائق ان ياخذ الاثنين معا.




 تصورت في هذه اللحظة أسرة هذا السائق وأعني هنا الذي يمتنع عن الوقوف للرجال وهي تنتظر عميد أسرتها وبجيبه بعض المال لتتمكن الام من شراء بعض حاجياتها اليومية وبعض الملابس لأطفالها،تصورت أطفالا صغارا ينتظرون والدهم السائق وهو يحمل لهم قليلا من الحلوى لاسعادهم بعد أنتظار طويل له،وعلى جانب أخر تصورت شيخا طاعنا بالسن مريضا ينتظر سائقا ينقله الى أقرب مستشفى أو طبيب،تصورت مواطنا يريد أن يذهب الى موعد مع صاحب شركة طلب العمل فيها،وطالبا فاته باص الجامعة وهو مضطرا للوصول الى قاعة الأمتحان في الوقت المناسب.




ولكن لم أستطع ان اتصور امثال هؤلاء السواقين في مجتمع حضاري مثقف كالمجتمع الأردني،وايضا لم أستطع أن أتصور ماذا يتوقع هذا الفارس الشجاع(سائق التاكسي) من السيدة التي أستقلت تاكسي الأجرة لأيصالها الى ما تريد. وهنا أود أن اناشد اولا ضمائر هؤلاء السواقين واناشد ثانيا المسؤولين في دائرة السير والأمن العام اتخاذ الأجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة الا حضارية والا أنسانية ومعاقبة كل من يرتكب مثل هذه الأعمال لنبقى مجتمعا حضاريا يساعد فيه الأنسان أخيه الانسان وللحديث بقية. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد