لست وحيدا .. نحن الى جانبك

mainThumb

07-01-2011 10:55 PM

ذات مساء دعاني أحد الأصدقاء على فنجان قهوة في مكان هادئ بسيط،ساده جو أسري مملوء بحنان ودفئ من نوع خاص،وضم في قاعته البسيطة أناس يتعاملون بمحبة وأخوية، ويتحدثون معا بأدب واحترام وثقافة عالية يناقشون مواضيع اجتماعية،وثقافية،وأدبية،وتربوية،وقانونية،ويتحدثون عن الأطفال وعن الوحدة،وعن الزواج،وعن الطلاق،عن المدارس والجامعات،عن المجتمع المحلي ومشاكله.



 وأحيانا يقرأ احدهم الشعر فيستمع إليه الجميع،ويعزف أخر على ألته الموسيقية فيطرب الآخرين، يحضر عدد منهم المأكولات الشهية والحلويات فيأكل الكل بمتعة وشهية طيبة ثم يقومون بشرب الشاي والقهوة وتحلو الجلسة ويرتاح الجميع. قيل لي أن هناك مستشار قانوني في حال احتاج احدهم استشارة قانونية،وكذلك مرشد اجتماعي يساعد عند الحاجة إليه.



أثار هذا الجو الأسري وهذا المظهر الحضاري في عمان حب الاستطلاع عندي كإعلامي عاش سنوات طويلة في الغرب فعرفت من صديقي الذي دعاني مشكورا إلى هذا المكان انه (جمعية الأسر أحادية الوالدين). أجل عزيزي القارئ قد أصبح أنا أو أنت أو هو أو هي وبين ليلة وضحاها واحد من هؤلاء الناس الذين شاء لهم القدر أن يفقدوا شريك حياتهم أما بسبب الطلاق أو الوفاة ويصبح أحد الأزواج مع أفراد أسرته وحيدا في مهب الريح يحمل الحزن والأسى في قلبه والمسؤوليات الجسام على عاتقه،وفي هذه الحالة يجد الإنسان نفسه بأشد الحاجة لمن يساعده على تحمل هذا الموقف المؤلم الصعب.



فهل أجمل من أن يجد أسرة بكاملها تقف معه وله في هذه اللحظات الحالكة؟ أجل عزيزي القارئ أنها جمعية أردنية تطوعية إنسانية غير ربحية أعضائها من المطلقين والأرامل من الجنسين وممن يعيلون أطفالا يساعد العضو منهم الأخر ويساعد القوي منهم الضعيف،حيث تراهم جميعهم أقوياء. وفي حديث جانبي تؤكد السيدة سلوى عبد الرحيم الريس رئيسة الجمعية أن هذه المؤسسة تبذل الجهود لتوعية الأسر أحادية الوالدين بحقوقهم القانونية وتقدم إليهم الخدمات الإرشادية،وتعزز مساهماتهم في خدمة واحترام حقوق الإنسان وخاصة حقوق الإنسان الأساسية للطفل،وأشارت إلى أن الجمعية تنظم الندوات والمحاضرات التي تدور حول سلبيات الطلاق في محاولة للحد من هذه الظاهرة السلبية في المجتمع،وتدعو إلى الزواج الذي يقوم على دراسة وتفهم للأخر.



هذا اللقاء البسيط في هذه الجمعية يجعلني أوجه دعوة إلى كل المؤسسات الاجتماعية وفي مقدمتها وزارة التنمية الاجتماعية لتقديم الدعم اللازم لمثل هذه الجمعيات الإنسانية لما لها من أهداف نبيلة واجتماعية وإنسانية تساعد على بناء مجتمع وجيل سليم يبعدنا عن العنف الاجتماعي على اختلاف أنواعه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد