محطات مضيئة في أردننا الحبيب

mainThumb

11-01-2011 09:09 PM

لن اكتب اليوم عن الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار والبطالة،ولن أتعرض في مقالي هذا إلى العنف في الجامعات،لا ولن القي الضوء على أزمات السير في عمان وأسبابها وطرق حلها وكذلك لن أتحدث عن نظافة العاملين في المطاعم والمقاهي وتعاملهم مع ضيوفهم وزبائنهم.




 لن أتعرض للحديث عن ذلك لأنها هي قد تكون من الأسباب التي جعلتني استيقظ بعد منتصف ليلة الاثنين الماضي بحالة صحية خطرة وقد ارتفع الضغط عندي إلى 200/120 ورافق ذلك دوران شديد وألم في المعدة كاد إن يفقدني الوعي،ولم نفكر طويلا بل قمنا بالاتصال فورا برقم الهاتف911 والذي احتفظنا به في منزلنا للطوارئ.كان على الجانب الآخر صوت هادئ مطمئن يقول (سلامتك عمي لا تخف دقيقتين ونكون عندك،لطفا اسم الشارع ورقم المنزل)وفعلا بعد دقائق قليلة رايتهم إلى جانبي يمسكون بيدي بابتسامة هادئة وكلمات مطمئنة (سلامتك عمي مشافى إنشاء الله)كلمات أحسست أنها تدخل إلى القلب والنفس،




فهم الأهل والأخوان والأصدقاء ونشامى الأردن،أجل أنهم رجال الدفاع المدني الاشاوش. أوصلوني وبكل عناية وجهد صادق إلى احدى المستشفيات وقاموا بوداعي وذهبوا لواجب أخر. وفي المستشفى استقبلني إخوة وأصدقاء ممرضون وطبيب وقاموا وبكل مهنية عالية وبالسرعة المطلوبة التي تتناسب وحالتي الصحية آنذاك من قياس للضغط وتخطيط للقلب والمعالجة السريعة حتى استقرت حالتي ووضعي الصحي.




وأعترف أن مهنة الصحافة لاحقتني حتى على سرير المعالجة وبدأت استعرض في مخيلتي ما نقراه أحيانا في صحفنا اليومية من أخبار عن اعتداء بعض المواطنين المرافقين للمريض على الأطباء أو الممرضين في المستشفيات،وحاولت أن أتفهم الطرفين المريض وأهله هم بحاجة للمساعدة السريعة لأنقاد أبنهم أو أخيهم وخوفهم على حياته،والطبيب الذي يعمل طوال الليل تحت ضغوط نفسية شديدة منها التعب والإرهاق وما يشاهده من حالات صعبة في غرف الطوارئ والإسعاف فهو أيضا إنسان مثلي ومثلك عزيزي القارئ.




 أعتقد أن كل ما نحتاجه في مجتمعنا الأردني وفي كل الحالات الصبر والهدوء وفهم الأخر،أدام الله علينا جميعا الصحة والعافية ومرة أخرى تحية من الأعماق إلى نشامى الدفاع المدني على اختلاف رتبهم ومراكزهم والى كل ممرض وطبيب في مستشفياتنا والذين يسهرون الليل من اجلنا ومن أجل المحافظة على حياتنا،وللحديث بقية. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد