تعبيرنا عن أرائنا .. حق أم أمر؟

mainThumb

16-01-2011 03:00 PM

من أهم وأرقى الحقوق البشرية والتي ضمنتها كل المواثيق العالمية والدولية والمحلية، والأخلاقية حق حرية التعبير، وبتعبيرنا عن أرائنا بمختلف الأحداث نثبت لأنفسنا أننا خلفاء بهذه الأرض ، وبأننا جديرين بأعمارها، وضمن الإسلام حرية تعبيرنا عن أرائنا ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، والصحابة في عهد الخلافة يستمعون إلى آراء غيرهم من المسلمين وغير المسلمين، وقد جاء بالقران الكريم بقبوله بتعددية الآراء وتنوعها بقوله تعالى : " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (سورة هود آية "118")،




وبهذا دلاله واضحة على قبول الإسلام للخلاف ، بل والتشجيع على ذلك الخلاف، واعتراف بان هناك أراء مختلفة ومتباينة حول مختلف القضايا، وبان الخلاف طبيعة بشرية لا غبار عليها، وقد وجهنا الله عز وجل في حاله اختلافنا إلى طرق نستخدمها حيث قال : "... فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ..." "النساء ، 59" ، وقال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ, وَالوَاقِعِ فِيهَا, كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُم أَعْلاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُم أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فََوقَهُم فَآذَوهُم, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فِإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعاً " ." رواه البخاري والترمذي ".




وورد عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، أنه قال: "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً " . إذن دعونا نسال هل هناك قيود ومحددات للتعبير؟ وما هي هذه القيود؟ وما حرية التعبير؟ وهل هناك ضرورة لوجود حرية للتعبير؟ ومع العلم أننا نعلم أن حرية التعبير طبيعة بشرية، ومطلب إنساني وفقهي، فعلينا الالتزام بان نكون قدوة للأجيال من بعدنا بقول الحقيقة كما نراها ، وضرورة قول ما نستشعره وندركه من حولنا من مواقف وحكايات تحاك من حولنا،



وقد نكون نحن جزءا من هذه الحكايات أو قد نكون إبطالها بمواقف حياتية محددة، فإن حرية الرأي جزء من كرامه الإنسان، والإسلام ضمن هذه الحرية والكرامة للإنسان بالتعبير عن رائه . وطالما هناك ربط بين الحرية والكرامة ، لذا فالاتفاق عموما على تعريف حرية الرأي وحرية التعبير من وجهة نظر إسلامية بأنها "فريضة على الحاكم والمحكوم معاً، فالحاكم مطالب بتنفيذها عن طريق الشورى ، أو ما يسمى الآن بالديمقراطية ، وعن طريق تحقيق العدل والنظام القضائي المستقل، ونشر التعليم، وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي وغيرها من الوسائل التي تجعلها ممكنة بحيث لا تخاف الرعية من ظلم أو فقر أو تهميش إذا مارستها، والمحكوم مطالب بها فرداً وجماعات في كل المجالات تجاه الحاكم وتجاه الآخرين .



ومطلوب أن نلتزم بالقيود الأخلاقية والقانونية ، فلا يسمح لنا بالغيبة و السخرية من الآخرين، أو كشف عيوبهم أمام الناس، وإيذاءهم ،وقذفهم بأمور يعاقب عليها الدين كتكفير المسلم، أو سب الله ورسوله،أو سب دين غير المسلمين أو إطلاق لقب كافر عليهم . والأجمل بهذا الأمر هو أن حرية التعبير في ديننا الإسلامي تعتبر أمر واجب، وليس حقاً فقط كما هو في العالم الغربي الذي نتغنى بأنة رمز لتحقيق الحقوق البشرية والإنسانية، والمسلم مطالب بقول الحق، ونهى عن كتمان الشهادة وقال تعالى: " وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" (سورة البقرة آية "283").


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد