إعتصام .. أم إعتصار .. ؟؟

إعتصام  ..  أم إعتصار  .. ؟؟

27-02-2011 10:00 AM

في سابقة هي الأولى من نوعها يعتصم موظفي جريدة الرأي عن العمل مطالبين و محتجين و منددين .. وبرأيي أن لديهم الحق كله في ذلك .. لا لتردي أحوالهم فحسب بل لأن مهنة الكتابة عامة و الصحافة خاصة أصبحت مهنة حرق الدم و الإستسلام لكل ضروب اليأس و القنوط فهي بمختصر العبارة مهنة لا تتناسب وروح العصر التي غلبت عليها الصورة المرئية على الكلمة المقروءة .. فنحن نكتب إما لنقرأ لأولادنا عنوة ما كتبنا أو لنوضع خلف الأسوار إذ أن من يقرأنا في الغالب هو المختصون برصد أصحاب الكلمة الحرة ..
 


ناهيك عن عدم حصول أصحاب الفكر في منظومتنا المهنية على التقدير الواجب وذلك لأن العملية تقوم على المحسوبية و الواسطة .. فكثيرا ما تجد رؤساء تحرير محدودي الموهبة يتحكمون في مصائر من يملكون قلما صادقا شريفا وموهبة حقيقية ربما لأنهم يخافون على مناصبهم أو لأنهم لا يفهمون أساسا ما يكتب .. ولي في هذا الشأن تجربة مريرة فقد مارست العمل الصحفي على أوسع نطاق لمدة تزيد عن عشرين عاما في القاهرة عاصمة الفن والأدب ثم عدت الى وطني الأردن لأمارس مهنتي بما يتناسب مع خبرتي الطويلة في هذا المجال على أمل أن أضع بصمة ما في عالم الكتابة في بلدنا ..
 


وهاك عزيزي القارىء ما حدث معي .. فبعد مرور أكثر من عام الآن على محاولاتي البائسة في البحث عن عمل دون جدوى إسمح لي أن ألخص لك ما حدث معي بإختصار شديد .. بعض رؤساء التحرير العباقرة لم يتسنى لهم الوقت لمقابلتي أو الإستماع إلي .. والبعض الآخر إستقبلني إستقبالا باردا باهتا .. أما الفريق الثالث فكان مرحبا و متحمسا لكتاباتي لكنه لم ينشر أي منها إلا لو تبرعت بها مجانا لصالح الجريدة .. ولم أجد أمامي بدا من التضحية فكتبت و كتبت و نشرت ونشرت حتى أصبح إسمي مألوفا لجمهور القراء و للصحفيين على حد سواء و لكن دون فائدة أيضا فكنت كمن يدور في دائرة مغلقة حتى أوشك اليأس أن يتملكني .. يأسا من المهنة ككل ..



وأخيرا فهمت أن الوظائف هي حكر على أصحاب الواسطة و المحسوبية وليست متاحة لمن هم مثلي ممن لا يملكون سوى قلما مكسور الطرف .. هنيئا لمن إعتصموا ومن يعتصمون فقد أشعلوا في قلوبنا أملا بالتغيير والذي يقوم فيما يقوم على توظيف الكفاءات في مجتمعنا في شتى المجالات بدل حبسها داخل جدران البطالة .. ولعل الأيام القادمة تبسط مساحات من التصحيح المهني بحيث ينتزع عددا ممن يشغلون مناصبا مهمة في مهنتنا من كراسيهم ليجلس مكانهم من يعرف و يفهم قيمة الكلمة و أهمية العمل الصحفي و الأدبي .. وقولوا يا رب ... 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد