نعم … الدين أفيون الشعوب

نعم … الدين أفيون الشعوب

15-03-2011 10:13 PM

بداية أعلم أن هذه المقالة سيكون لها ردة فعل عنيفة، لكني أدعو القارئ ألا يحكم على العنوان بل يصبر حتى ينهي قراءة هذه المقالة كاملة. فعلى الرغم من مواقف لي عديدة سواء لطلبة المدارس الذين أدرسهم مادة التربية الإسلامية أم لطلبة الجامعة فندت مرارا وتكرارا زيف هذه المقولة،  والسياق والملابسات التي جاء بها لينين. إلا أنني اليوم رجعت عن قناعتي السابقة.



نعم … الدين أفيون الشعوب.



وبعبارة دقيقه حتى أكون منصفا نعم إن بعض الذين يمارسون الدعوة إلى الله يقدمون الإسلام على نحو يجعله مخدرا ومثبطا للشعوب الحرة الثائرة على الظلم والقمع.



ففي مساء ذات يوم، وفي فضائيات إحدى الدول العربية التي تغص سجونها بالدعاة والعلماء يطاع علينا بعض من سمو أنفسهم مشايخ ولا أقول علماء "يهرجون ويمرجون" ويحللون ويحرمون  وينتقدون شباب أمتهم الذين ضاق بهم القمع والجوع والظلم ضرعا فخرجوا للشوارع يصرخون من الظلم أقول اخذوا يلبسونهم بأوصاف لا تليق بهم فهم يسمون التحرر تخريبا وإصلاح البلد هدما ولا أشك أبدا أن هذه اللغة هي نفسها اللغة التي تستخدمها إسرائيل حيث تطلق وصف المخربين على المجاهدين في فلسطين. وهي نفسها لغة العملاء لإسرائيل الذين يعارضون المقاومة الفلسطينية ويصفونها بالمقاومة العبثية.



وللإنصاف  فإنني مدرك تماما أن هذه الزمرة من المشايخ ليست خائنة أو لديها طمعا دنيوينا تريد أن تتزلف به لصاحب السلطة ولكن أقول أن لديهم انحرافاً فكرياً وقصراً في البصر والبصيرة وإن شئت قلت رمداً ربيعياً، لا بل هو رمد على مدار السنة. 



يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخب ولا الخب يخدعني". فبالأمس القريب كنتم رجعيون وإرهابيون ومتخلفون لا بل وصفتم بأصحاب اللحى المقملة والآن تتصدرون شاشات التلفاز دفاعاً عن من؟



أي انحراف فكري وضيق في الرؤيا هذه أتضربون بكل سير الأنبياء عرض الحائط في محاربة التقليد الأعمى وإصلاح المجتمع؟ وتضربون بعشرات الأحاديث الصحيحة في محاربة الظلم والدعوة إلى تحرير وإخراج الناس من العبودية والأصنام البشرية إلى عبودية رب العباد؟ وتنسون مقالة الخطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً". وتتمسكون بحديث واحد لا تفقهون معناه؟ وماذا تقولون بالمناصب التي توزع حسب دفاتر العائلة؟ وماذا تقولون بمليارات الدولارات التي تهرب إلى المصارف الأوربية ثم يحجز عليها؟ الم ترو أم على عيونكم غشاوة. ماذا تقولون بمقدرات ألامه التي أصبحت مزرعة للعائلة وللأصهار وصدق المثل "كون نسيب ولا تكون ابن عم" إذن أنا أتحدث عن فئة من الدعاة لا أشك في دينهم، ولكني احذرهم من انحراف وتلوث فكري وسلوكي. وأنبههم كيف أصبحوا أدوات استهلاك تماما كالعلكة يمضغها … ثم يلفظها حال الانتهاء منها. فلا ديناً أبقوا ولا تغييراً قطعوا.



أقول لهم وانأ ناصح أمين بأي طريقه تسوقون الإسلام في القرن الحادي والعشرين ومن سيقبل منكم أن تقدموا له الإسلام جثةً هامدةً بلا روح أو حتى بلا ذوق، وعلى الرغم من سنة الحبيب في اللحية فهي ليست جوهر الإسلام. كما أن "الدشداش أيضا والشماغ الأحمر بدون عقال" مع احترامي وتقديري للبس العربي الأصيل ليس جوهر الإسلام. وهذا عبدالله بن عباس يقول: "كل ما شئت والبس ما شئت من غير إسراف ولا مخيلة".



فعندما يختزل الإسلام في موضة. وعندما يكون العالم والداعية بوق بيد … يبرر له ما يشاء. وعندما يكون الداعية متمسكاً بالشكليات على حساب الجوهر عندئذ يقدم الدين على نحو أشبه ما يكون بأفيون الشعوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد