فرز مثير للقلق .. !!

mainThumb

02-04-2011 11:48 PM

·        يبدو أن الحكومات لا تتعلم من تجاربها، وأن الكثير من المسؤولين لا يعبأوا كثيراً بما يجري على الساحة المحلية على خطورته، وعلى الرغم من دلائل فشل المؤسستين التعليمية والتربوية، ومعهما فشل مؤسسة الدولة الإعلامية في صناعة جيل متمترس بالوطن ومتمكّن به ومتوحّد لأجله، إلاّ أن الحكومات والمسؤولين ما زالوا غير مكترثين بمشاهد الفشل، وربما غير معترفين به، والألعن أنهم ينعتون الجيل بالمتعلم والمتميز..!! فما فائدة التعلّم وما برهان التميز إذا كان ثمّة سوسة تتسرّب من مؤسساتنا التربوية والتعليمية والإعلامية فيتطبّع بها جيل بأكمله ثم يُفسح لها أن تأكل من جنبات الوطن، وتفسد أزهاره، وتتلف الكثير من إنجازاته.. ونحن نتفرّج على المشهد.. تارة نضحك وتارة نتهكّم وتارة ندفن رؤوسنا في الرمال..!!

أيتها الحكومات.. أيها المسؤولون: نحتاج إلى ومضات وعي منكم وإدراك أعمق للمسؤولية، فليس الشعور وحده يفكّ طلاسم الأزمة التي رسمتوها أنتم بأنفسكم، وبتدبيركم، وربما بصفاء نية، فأنا لا أتّهم النوايا، وإنما هي مساحة حرّة للمصارحة والحوار المكشوف نهدف منها الاتفاق على حالة وعي متقدمة نضع عبرها الأصبع على الجرح، ونعترف بشجاعة بالفشل لمؤسساتنا التي ذكرت..!!

ولعل ما يبرهن على الفشل تلك الدفقات الهائلة من أحاديث "الوطنية" و "الوحدة" التي لم نصمت عنها يوماً، وفي كل مرّة نصطدم بواقع بائس، وإذْ بحالة الإنقسام والتشظي والمزايدة تتصدر المشهد المحلي، فتتراجع الصفوف، وتنكفيء القدور، ونبدأ بتشكيل اللجان وتدبيج المواثيق، ووضع الأجندات..!! والنتيجة مزيد من الاستغراق في رحلة ترف فكري مملة، يضيع فيها الهدف، ويتبخّر المضمون، حتى إذا استيأسنا ما عاد بيننا أنصار ولا عاد فينا مهاجرون، لا بداعي الوحدة وضغط الحاجة الوطنية الملحّة، وإنما لتمايز الفرز، وضبابية النظرة على الفارزين..!!

وأتساءل: ما الذي يترك مؤسساتنا الرئيسة القابضة على زمام الأمور صامتة إزاء ملحمة الفرز المقيت، ولماذا تشاهد الفرز المستفِز فتقف متفرجة مكتوفة الأيدي، وكأن الأمر لا يعنيها..!! أليس في الأمر ريبة وشبهة، وإن أحسنا الظن فهو اللعب بالنار، وليس هنالك لعب إذا تعلق الأمر بالوطن..!!

أشعر بالقلق، وككاتب آليت على نفسي أن أصدع بالحق، فإني أقول باختصار: أوقفوا مهازل المزايدات في الشوارع والمركبات وفي الأزقة والساحات.. فلا يزايدن أحد على أحد.. أردنيون يلتفون على رمز وطنيتهم العَلَم والملك.. لا بالصور ورفع الأعلام وإنما بالتفاني والإخلاص والعمل والعطاء من أجل الوطن.. بالسلوك لا بالشكوك، وبالمبادرة لا بالمؤامرة، وبالإنجاز لا بالأقواس..!!

ما يجري على ساحتنا الوطنية فرز مثير للقلق.. نرجو أن نكفّ عنه فوراً فوراً فوراً.. لنحمي أنفسنا ونحمي الوطن.

      
Subaihi_99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد