الزعامات العشائرية بين الماضي والحاضر

mainThumb

11-08-2011 03:37 PM

هنالك مقولة لكل زمان دولة ورجال وإن التساؤلات كثيرة والكلام يطول عنها لأنها تحمل في طياتها الكثير من التحليل لقد كنا نسمع من آبائنا وأجدادنا الشيء الكثير عن رجال الزمن الماضي وكيف كانت النخوة والغيرة والحمية والكرم والإيثار والشجاعة عندهم.

ولكن هل نحن ألان نفتقد أمثال فواز سطام الفايز وعودة ابو تاية وعطالله غاصب وسطام المهيرات ونواف القاضي وسامي عفاش العدوان ومرزوق القلاب وقدر المجالي وخلف السرحان عليهم رحمة الله وغيرهم الكثير لا يتسع المجال لذكرهم؟

أريد هنا أن انقل لكم ردود الفعل التي أثارها مقال كتب حديثاً يتكلم عن الزعامات العشائرية وقد أثنى البعض على المقال وتحدثوا عن صفات الزعامات العشائرية بقولهم انه مُصلح ذات البين ولا توجد عنده تفرقة بين أبناء القبيلة الواحدة ولا يُقسم الناس إلى زمر وعنده الإيثار لأبناء قبيلته ومتواضع للجميع وكريم وهو صاحب الرأي السديد والعقل الراجح , والبعض تكلم وقال أن الأغلبية من الزعامات في هذا الزمن هم من قسموا المجتمع إلى زمر, وأصبح البعض منهم فتان بين أبناء قبيلته والبعض الأخر قال أن النفاق والدجل والأنانية الموجودة حالياً في مجتمعنا كانت سبباً في صنع بعض الزعامات من الناس المنسية الغير قادرة على قيادة القبيلة لضعف الشخصية ,والبخل والبعض يتسم بصفة ملتصقة به وهي الخباثة واللؤم .

نحن في الأردن نسيجنا الاجتماعي يتكون من قبائل عدة لها شأنها وكان لها تاريخ مشرف في الحفاظ على امن واستقرار الوطن في مراحل متعددة من التاريخ , وان الحكمة والقضاء العادل والإيثار والكرم وحب جميع أبناء القبيلة عند الكثير من الزعامات الذين انتقلوا إلى رحمة الله كانت سبب في جعلهم زعامات لهم سمعة عطرة في جميع إنحاء الوطن.

 ومن الذين قالوا: وجهه نظرهم بهذا الموضوع,والأمثلة كثيرة قالوا أننا ألان نعيش واقع مختلف تماماً عن واقع إبائنا وأجدادنا لقد كان سابقاً للزعامات الأمر والنهي في أي موضوع يهم القبيلة أما اليوم وحسب ما نسمعه ونشاهده أن لا احد يستطيع أن يفرض ما يفعله أو يقوله على أي شخص , لان المجتمع ألان يبحث عن لقمة العيش وعن ما يسد به رمقه ولا يبحث عن مجتمع فيه من يبحث عن المناصب العليا وأصدقاء البطانة والبزنس والشيخه والكثير قال: نحن نريد من يؤمن لنا الوظيفة من اجل أن نبني مستقبلنا , ولا نريد زخرفة القول والمظاهر التي لا تسمن ولا تغني من جوع , وعندما نجلس في أي مجلس أو يتكلم البعض في تعاليلهم ويقولون: نحن ألان في عام 2011 والعالم يتطور بسرعة ونحن في عصر التكنولوجيا ولسنا في عصر الزناد // ومن لا يعرف الزناد هو إشعال النار بواسطة حجرين من الصوان.

والسؤال هل ننسى ما قدمته الزعامات من أمور تتعلق بالمصالحات في قضايا القتل ودورها في جمع الكلمة ؟ وهل ننسى دورهم في الثورة العربية الكبرى؟ أم أن هناك تغير في وقتنا الحالي بحيث أصبحنا نبحث عمن يقوم بمساعدتنا والسير أمامنا بكل طاقاته ,ومن لا يخالف رأي الأكثرية في القبيلة , وان يتبنى توجهاتنا وليس على هواة .هل صحيح ما قاله البعض من أصحاب الفكر أن الزعامات منصب طبقي سياسي لا يتناسب ألا مع الأغنياء؟ وإن لم يكن صاحب ثروة فانه مهدد من اقرب الناس له في قيادة القبيلة.

 إذا لماذا كانت الزعامات في السابق لها صورة ناصعة وسمعة طيبة وذكريات لا تمسح من التاريخ؟ بكل بساطة لان مجتمعهم كان نقي وغير مختل طبقيا وكانت الزعامات مخلصة لخدمة إفراد القبيلة ولم يكن عندهم حب الأنا والحسد , وكانت بيوتهم مفتوحة للجميع في أي وقت وكانت تكتب فيهم القصائد الحقيقية من المدح والثناء وليست القصائد المزيفة ,وكان الكرم والشجاعة عنواناً لهم ,وكانت الزعامات في الماضي تتحمل النقد من أبناء القبيلة وكانت هي التي تبادر بالأسف والمصالحة ,وكانت تعمل نظام ما نسميه ألان الضمان الاجتماعي وكان يسمى أنا ذاك الإعاشة وهو مساعدة الفقراء والمحتاجين في القبيلة وكانت لا تعمل أي شي ألا بالشورى بين إفراد القبيلة ,وكانت القبيلة تقدم لزعيمها إذا جار علية الزمن المساعدات من ماشية وغيرها ,أما ألان نسمع من الكثير وعلى مساحات الوطن كاملا أن هناك البعض من الزعامات من تنعزل وتنطوي على نفسها , وتقوم باختيار زمرة متجاهلة باقي أفراد القبيلةمع توفر الإمكانيات الحالية ورغد العيش , ألا أن بعض أفراد القبيلة تركض خلف تلك الزعامات ,والزعامات تهرول بعيدا عنها , وتنادي بالمحافل بالقبيلة وتمدح وتثني عليها وهي لا تعرف من القبيلة ألا الحاشية , وكم من الزعامات التي رحلت وجاء بعدهم من طعن الزعامة وقيادة القبيلة وحملها على الأكتاف لأنها فارقت الحياة.ولكن لا ننسى أن الخير موجود والكثير ألان من الزعامات العشائرية تستمد عزتها وقوتها من القبيلة وهي السباقة في الكثير من إعمال الخير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد