أرحموهم من التشرد والضياع

mainThumb

12-09-2011 03:19 PM

 أقسم لكم بان قلبي يعتصر ألما وحزنا حين أشاهد أطفالنا في وسط النهار وتحت أشعة الشمس الحارقة وفي المساء وفي ظلمة الليل يقفون أمام المقاهي والمطاعم وعلى الأشارات الضوئية يتسولون من المارة والسواقين وبعضهم يختفي تحت ستار بيع الصحف او الورد او العلكة او اي شيء اخر...يسيطر علي القلق والخوف على مستقبل هؤلاء الاطفال وعلى مجتمعنا بشكل عام ...

وأقلق اكثر وأشعر بالدوران عندما أعلم ان عدد الاطفال العاملين في المهن المختلفة والشاقة يزيد عن 50 ألف طفل ...واسأل نفسي الى أين نحن سائرون ؟ .

أليس من حق هؤلاء الاطفال أن يقضوا أمسياتهم في بيوتهم والقيام بواجباتهم المدرسية والذهاب الى النوم مبكرا حتى يتمكنوا من النهوض في صباح اليوم التالي والذهاب الى مدارسهم براحة جسدية ونفسية حتى يتمكنوا من أستيعاب دروسهم وما يقال لهم في المدرسة...أليس من حق هؤلاء أن يمارسوا هواياتهم اليومية بعد أنتهاء يومهم الدراسي ؟ أليس من حق هؤلاء الاطفال أن يفرحوا ويمارسوا طفولتهم البريئة في هذه الحياة كامثالهم من اطفال العالم؟ انا لا اضع مسؤولية هؤلاء على وزارة التنمية الاجتماعية ولا على مديرية الأمن العام ،المسؤولية تقع على عاتق الاهل وأعني الأم والأب أولا... كنت التقي مع عائلات أوروبية ميسورة الحال في المانيا وعندما كنت اسألهم عن عدد اطفالهم فتاتيني الاجابة نعم عندنا ولد وبنت أو على الحد الأعلى بنتان وولد أو بنت وولدين ويبررون ذلك بغلاء المعيشة وتكاليف الطفل الغالية وتدريسه وتربيته علما بان معدل دخل هذه الاسر حوالي الف وثمانمائة دينار بالاضافة الى ما تتقاضاه الأسرة من الحكومة لكل طفل وهو ما يقارب المائتي دينار...وعندما أسأل اهلنا في المناطق الشعبية والفقيرة هنا يأتيني الجواب وبكل فخر وكبرياء نعم نحن لنا سبعة أو ثمانية أو عشرة أطفال يارب الى أين نحن سائرون؟ .

أحسبوا معي جيدا ايها السادة ...ثمانية اطفال يعيشون من راتب الأب والذي لا يزيد عن مائتي دينار او اكثر بقليل،أحسبوا معي جيدا وتخيلوا بالله عليكم مستقبل هؤلاء الثمانية؟ لن اخوض بتفاصيل بل أترك التفاصيل الى الأمهات والأباء... ولن اتعرض لحاجات الطفل الحياتية من طعام وملبس ومدارس وتربية ورعاية صحية....بل أترك ذلك للأمهات والأباء... أرحموا هذه البراعم البريئة ...أنهم والله أمانة في أعناقكم ...أرحموا هذا المجتمع فأنتم جزء هام منه....دعوا الطفل يفتح عيناه على البراءة والحنان والحب والعطف والرعاية...وأمنوا له المستقبل الزاهر ...أبعدوا حرارة الشمس عن عيون اطفالكم البريئة...ودعوهم يتمتعون ببرأة الاطفال ... وفكروا الف مرة قبل التمتع بالجنس ...فهناك مسؤوليات اخلاقية جسام تفوق الانانية وحب الذات ...يجب على الأباء والأمهات تحملها قبل وزارة التنمية الأجتماعية والمؤسسات الخيرية ومديرية الأمن العام.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد