شخصنة الثورات العربية

mainThumb

09-10-2011 11:30 AM

يظهر جليا في الافق بوادر فشل للثورات العربية ذلك انها شخصنت اهدافها في اسقاط الحكام لا في اسقاط انظمتهم ,,وقد بدا ذلك واضحا في الشعارات التي ظهرت في اوج سقف الثورات وقبيل سقوط الحكام ..

ففي مصر كان لشعار اسقاط النظام في بدية الثورة وقع كبير في نفوس المؤيدين بيد ان سخط المتظاهرين انصب على شخص (مبارك) اكثر من نظامه .فقد وصلت الثورة ذروتها حين سقط هرم النظام. بيد ان جسد النظام كان ما يزال مفعما بالحياة في شتى ارجاء الدولة مما فسح مجالا لا بأس به للثورة المضادة وهيأ لفلول النظام الفرصة للتخطيط بالاطاحة بالثورة وذلك يتوريطهم في نزاعات داخلية واختلاق أزمات مع الدول المجاورة لشد انتباههم عن تمزيق جسد النظام كما رأسه..... ومثال ذلك ادخال مصر في شرك سيطرة الاسلاميين على زمام الامور مما يجعل الدول العظمى تعيد النظر في الاسناد الاعلامي للثورة , ومثال ذلك ايضا شرك توريط مصر في مواجهة حتمية مع اسرائيل وهو هدف لم يكن في مكنونات الثوار الباحثين فقط عن فرص متساوية للمصريين في شتى اركان العيش الكريم تحت مظلة نظام ديمقراطي جدي..  باعتقادي كان جدا يدور في خلد (مبارك) ان يدير دفة الحكم من سجنه واستعادة العرش بمعاونة اسرائيل وامريكا وجسد النظام الذي ما يتحرك خارجا.

وفي تونس ايضا.......لم يلحظ لحد الان قطاف لثمار الثورة, فهروب (ابن علي ) كان العتبة الاولى لبناء الديمقراطية الحديثة دون الانتباه الى ازلام النظام المتجذرين في المؤسسات الحكومية. وما زالت الثورة مشخصنة حد الساعة في تونس بدليل ان النظام ما زال يطبق على افواه التونسيين. 

ان شخصنة الثورة في اليمن هو سبب عدم نضوجها ...فاليمنيين لا يرون نجاح ثورتهم الاّ في تنازل الرئيس (صالح) عن الحكم , ومن سخرية التقديرات ان (صالح) فعلا رحل الى الرياض واتخذها عاصمة سياسية له, ولو كانت قيادة الثورة اكثر حكمة لاعتبروا خروجه سقوطا للنظام وشحذوا حناجرهم لاسقاط جسد النظام.....ولربما كان ذلك نجاحا ظاهريا اعلاميا مما يزيد مؤيدين الثورة ( مدنيين وبالاهم عسكريين) ينتظرون الحسم.

اما في ليبيا فشخصنة الثورة انجحها ذلك ان قوات التحالف ما جاءت لتحمي الليبين ولكن لاجتذاذ القذافي الذي استحكم بعقود النفط حسب نظراته الهوائية الخرافية...(أوليس من قتلتهم قوات التحالف ليبين؟؟؟؟)... وفي الدائرة الاوسع, ستقع ليبيا في مستنقع شخصنة قيادات ما بعد الثورة فكل الشخصيات المعارضة حطّت على ارض ليبيا بأيدولوجيات ومطامع متنوعة ...ويُرى ذلك من النزاعات الداخلية التي دبت في اوصال المجلس الانتقالي .

 

ان التحرك السلحفائي للثورة في سوريا سببه شخصنتها, فكل القمع الجاري الان يُعلق في رقبة الاسد لا بهيمنة حزب البعث مما شخصن الثورة وخلق حالة من شتات المعارضة,,, بمعنى انه كان من الاجدر ان يصار حزب ما (سمه ما شئت) يناوئ البعث حينئذ  ستصبح نظرية الاقليات المسلحة بلا معنى.

ان التصرفات الهمجية من قبل الجيش السوري ليس الاّ نزغ طائفي للحفاظ على رقبة الاسد شامخة ........ أما اذا تغير سقف الثورة من اسقاط الاسد الى اسقاط البعث فلربما خبَت ثورة الجنود الهائجون ورايت المناوئين للبعث يدخلون في عداد الثورة وهم الغالبية العظمى من السوريين ....حينئذٍ سيجد الرئيس الاسد البعث في ورطة. 

ان سبب عدم ناء بذور الثورة المطالبة بالحريات والديمقراطية الحديثة هو شخصنة مفاهيم الثورة في اعماق العامة.
- قطر - abdulla_momani2000@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد