داخل الدائرة -حلقة3

mainThumb

12-10-2011 08:32 AM

لم نصرخ عالياً من أجل الفوضى ، ولم تنادينا مَلـَكات عقولنا سوى المطالبة بالإصلاح , لكن ثمّة تخبّطٍ يمارس’ من أجل تأجيج النار , التي لربما إن مارسها النفعيون المتمسحون من بركات القرار ، قد لا يستمر وقتها العطاء وزيادة حجم الفساد في المؤسسات العامة , كالديوان ، وأجهزة الأمن الخاصة , وليس كما يقال الأجهزة العامّـة ، وقد ينقطع العطاء إلى غير رجعة لأن البداية ستكون صعبة محمّلة بداخلها ثورات ليس ضد أشخاص بقدر ما ستكون تصفية حسابات (فطلب المغفرة وقتها لا ينفع لا من الله ولا من الشعب) لأن القادم سيكون استحقاق لمواطنة , لم ينعم بها الشعب , فهي ثنائية الوعي والمسؤولية اتجاه القضايا التي لم ترَ النور منذ زمن بعيد .

السياسات المتبعة حالياً من قبل النفعيين والذين أصبحوا فيما بعد كمبرادوريين // وهم رجال حول الملك وليس حول الرسول// ينادون بكذب مستمر ومحاولات بائسة وعمل مشوه لينأوا بالنظام إلى برّ الأمان كما يدّعون ، ولا يعرف الملك أنهم ينأوا به إلى المجهول , لأن النرجسية تُمارس سلوكاً من خلالهم , وليس من النظام الذي لم يستخدم النرجسية والكبر في علاقاته مع الشعب ، فلطالما كانوا في دائرة الاحترام والبسمة .

الملك ليس من خلاف بينه وبين الشعب - لكنهم ما زالوا يمارسون سلوك العنف والتسلط والاستهتار من خلال عباءة الملك- ليجعلوه الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء المسلكية ، وهو أبعد ما يكون عن ذلك ، لمعرفتنا أن الملك لم يفصل أحداً من عمله , والمثال من واقعنا , هو ما مورس عليّ وعلى زملائي حين أساء وزير التربية للمعلمين ، عندها وضع المعلمون (الرفاعي وبدران) في دائرة الاتهام , لأننا  كنّا في حينها نطالب بحق مشروع , وهو محاكمة مسؤول قد ’حمّل الأمانة وهو لا يستحقها , فمارس جهاز الأمن علينا الظلم ولم يمارسه’ الملك’ ، بينما هذا الجهاز واجبه أن يكون أميناً علينا وعلى الوطن , وليس على من سرق وتاجر وباع بالوطن , عندها أدركنا ومنذ زمن أيضاً أن هذا الجهاز لا يمارس عمله بحق , والسبب أنه كان يقدّم أشخاصاً للقيام بعمل وزير أو غيره , وهذا يسمى بيروقراطي النزعة فيمارس القرار دونما رادع له ، فهل نقول أن الملك مارس النرجسية على شعبه , بينما الذي مارسها هذا الجهاز وعصبة من المتنفعين , الذين استولوا على مقدرات الوطن , فباعوا واشتروا بشرف المواطنة .

الملك , ليس بمنأى عمّا يحصل في هذا البلد ، وليس خفياً على أحد ما وصل إليه حال الناس من فقر وذل وإسقاطات في حقه بالعيش حياة كريمة ، ونعرف جميعاً أن الفساد في هذا البلد أصبح مؤسسياً , يمارس ويحمى بقرار رسمي ، والسبب أنهم لم يألفوا عيش الفقير المتردي //حتى أصبحنا بفعل الممارسات غير المسؤولة// والتي لم تعرف أبجديات العمل المؤسسي , الذي أدى بمجتمعاتنا إلى أسوأ المخرجات , إنسان يحرص على الشبع ويخشى الجوع , لنصل في النهاية , إلى معادلة ثقافية لا زالت تُـمارس بشراء ذمم لبلطجة هم من مكون المجتمع الأردني , ممن لا يعرفون معادلة ما يمارس عليهم وعلى نسيج الأمة الاجتماعي , من تفكك وجوع , وبعد أن تهدأ الأمور في المنطقة ، سيكون هذا البلطجي تحت سوط الجلاد , لكنه في مرحلة ما , ليس سوى بندقية للإيجار //كما قلت سابقاً// يمارس ما يريد سيده الذي اشتراه ببعض الدراهم //  هل رأيتم إنساناً يباع ويشترى..؟؟ .

لنقل أننا لم نسمع شيئاً ، وقد غابت عنّا أشياء’ ، لماذا لا يكون تحرك جادّ’ لمعادلة الإصلاح , وقتها لا يمكن للعابرين والمارقين من سبيل لعرقلة عجلة التنمية ، ولكننا على يقين أن الإصلاح مرحلي ينتهي بنهاية الربيع العربي وليس في قاموس الوطن , مواطن ينعم بدواء جيد وغذاء سليم وعناية بالطفولة , كما يدّعي المسؤول المجمِّل للحديث أيّـاً كان , ولدينا الشواهد على ذلك الكثير في مجتمعنا المتهالك بفعل سياسات مورست في الماضي من قبل احدهم حين كان يقول //التنمية في الشرق الأوسط مرهونة بحل القضية الفلسطينية ووقتها كان المقصود اتفاقية السلام ، فالخطط الخمسية التي مورست على اقتصادنا أفقرتنا , والسبب الحقيقي هو أن المسؤول أراد لها الفشل , من أجل إبرام الاتفاقية التي عانينا من مخرجاتها الكثير على الصعيد المائي والغذائي والمجتمعي .

كتب الكثير’ من الزملاء عن معادلة الإصلاح كيف تكون ، ولا أنقص من علمهم شيئاً ، لأنهم لسان الحقيقة لما يجري داخل الوطن من دراما , تنقل للمسؤول معاناة المواطن في حياته ، وعن أمله في أن ينعم بحياة  لا يستحوذ العنف عليها ، ولا الفصل من العمل ، ولا ...... , استهتار مرتب العمل عليه , من قِبل المأجورين لإسقاط العقد الاجتماعي بين الشعب وخليفته .

في الوطن سارقون ، وفي الوطن ليبراليون جدد , وليتهم يعرفون الليبرالية أصلاً ، هم مفتنون ، مزيفون في السلوك والمعالم ، ليسوا من تركيبتنا الاجتماعية ، ولم يعتادوا على عمل الخير إلا في جحور العمالة والعُهر _وأعني بذلك ما أقول_ بعضهم يألف العمالة ، والآخر يألف السرقة ، والبعض قد امتهن النرجسية في ديمومة سلوكه , وعانى الآخر من كثير من الأمراض المعقدة في معالم وجوده بين البشر ، فاختاروا طريق القتل والسرقة والبيع لإنسانيتهم , فهاجروا وعادوا , ليمنحوا حق المواطنة , وينالوا بعدها الثقة , بأن يكون أحدهم الإنسان الذي يؤمن على مصالح الشعب ، ولطالما كان القرار البعيد , هو الذي يمارس على بلداننا .
 
حديثنا لا ينتهي مع داخلنا ولا مع مسؤول مارس الكذب علينا ؟؟ّ!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد