سأل الشعب .. فأجاب الملك

mainThumb

19-10-2011 01:41 PM

 وقف الاردنيون في الأيام الآخيرة الماضية أمام مفترق طرق حائرون .. الى اين ستؤول الامور؟

فبعد أن ارتكبت الحكومة الراحلة اخطاءً في العديد من ملفات الاصلاح الموكلة اليها ، انتاب الاردنيين شعور باليأس ممزوجاً بالخوف من المستقبل الملبد بالغيوم ، لا سيما وأن الشارع الاردني يشهد حراكاً نشطاً يطالب بإصلاحات حقيقية وسط تخبط حكومي مشهود ، و”عنجهة حكومية” في مواصلة العمل وان كان خطأ وغير مقبول شعبياً.

كثير ما تساءل الاردنيون عن سبب صمت الملك ازاء كل هذا التخبط ، فذهب البعض للقول ان المشهد الذي يصل اليه مختلف عن الواقع ، وآخرون قالوا ان ضغوطاً خارجية تمارس للنيل من الوطن وامنه .. فجاء الملك في “تسونامي” التغيير في اكثر المواقع حساسية في البلاد ، كدليل قاطع على استقلالية القرار وارادة التغيير والاصلاح.

ففي الوقت الذي كان فيه الناس يتساءلون ، كان الملك الهاشمي يتدارس الأمر وصولا الى قرارات من شأنها الحفاظ على هيبة الدولة وامن شعبها وتحقيق تطلعاته ورؤاه.

لم يأت اختيار رئيس الوزراء لثالث حكومة خلال العام الحالي من فراغ ، فاختيار قاض مشهود بنزاهته دولياً لا داخلياً فحسب في اصعب ظروف تمر بها الدولة الاردنية ، دليل واضح على جدية النظام في الاصلاح ، مثلما هو دليل على حرص الملك على ضرورة انسجام كافة اطراف المعادلة الاصلاحية وتشاركها لا تنافرها في تحقيق الاصلاحات المنشودة.

فبالأمس كانت بعض اقطاب المعارضة ترفض حوار الحكومة الراحلة لترحب اليوم بحوار الحكومة الجديدة ، في اشارة واضحة لحكمة قرار الملك وحرصه على استمرار النهج التشاوري والتشاركي في ادارة شؤون الدولة لا التفرد والتجاهل لمطالب العامة.

ان قرار الملك بتكليف رئيس الوزراء عون الخصاونة تشكيل حكومة جديدة ، وتزامنه مع تعيين اللواء فيصل الشوبكي مديراً للمخابرات العامة بث الأمل في نفوس الاردنيين وأحيا تطلعاتهم لغد ربيعي مشرق خال من الدماء، وسط رفض شعبي عارم للعديد من سياسات وقرارات الحكومة الراحلة ، وهذا يفرض على الرئيس الخصاونة والمدير الشوبكي ترجمة رؤى الملك وتطلعات شعبه بكفاءة عالية ،معتبرين من أخطاء الماضي ونتائجها للحيلولة دون تكرارها . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد