الحكومة .. ولعبة الشتاء

mainThumb

13-11-2011 09:45 AM

دار حديث في الشارع الاردني مؤخراً ، مفاده : ان حكومة معروف البخيت الراحلة اختلقت موضوع البلديات "الفصل والدمج" لإشغال الرأي العام عن ملفات حساسة تتعلق في الشأن الاصلاحي، لندخل بعدها فصل شتاء برده قارس.. من شأنه ان يخفف لهيب الحراك في الشارع الاردني.
 
وعزز الحديث ما جرى في العاصمة عمان بتاريخ 4 / 11 / 2011 عندما تقرر تحويل مسيرة من أمام المسجد الحسيني بعنوان "جمعة لا اصلاح في ظل القبضة الامنية" الى اعتصام قصير لم يدم أكثر من نصف ساعة تحت وقع امطار خفيفة سقطت يومها.
 
 هذا الحديث وفق ناشطين ،إن كان صحيحاً ، فلن يكون سوى "لعبة " من شأنها مضيعة الوقت في طريق الاصلاح المنشود.
 
وفي ظل ملفات اثقلت كاهل عدد من الحكومات الارنية المتعاقبة ، بات لزاما على حكومة الرئيس عون الخصاونة أن تتنبه لخطورة المرحلة ، وأن تتخذ من "لعبة الشتاء" المفترضة فرصة زمنية ثمينة لتحقيق انجازات حقيقية على مسار الاصلاح الاردني.. تلافياً من الدخول في صيف لاهب حراكه.
 
وفي خضم مئات الأقاويل في الشارع الاردني، الا أن هناك حذراً حكومياً مشهوداً في تسيير دفة الأمور ، البعض فسره بأنه تريث حكومي لحين الانتهاء من جلسات ثقة النواب المتوقعة خلال ايام وجيزة ، في حين فسره البعض الآخر على أنه حذر "المحتاس في أمره" في اشارة الى قلق الحكومة من اتخاذ قرارات واجراءات قد لا ترضي الشارع بأطيافه المتعددة.
 
الحذر الحكومي الراهن، رافقه تباطؤ في حراك الشارع مؤخرا، إما من باب التريث ومنح الحكومة فرصة لتنفيذ الاصلاحات المنشودة ، وإما لدخولنا "لعبة الشتاء" !
 
وفي حقيقة الأمر فإن حكومة الخصاونة أمام فرصة ذهبية، تتمثل باتفاق مع عدد من ابرز قوى الحراك المطالب بالاصلاح ،كالاخوان المسلمين ،لمنحها الوقت الكافي لتحقيق الاصلاح المنشود.. هذا الاتفاق يأتي متزامناً مع إطلالة فصل الشتاء الذي سيحد بالضرورة من لهيب حراك الشارع.. ما  يعني بالضرورة ان الحكومة امام فرصة ذهبية للعمل في مناخ مناسب ، إن أحسنت استثماره فستكون حكومة وطنية بامتياز ، استطاعت ان تتخذ من اللعبة المفترضة "طوق نجاة" .. لا سبيلا للتسلية ومضيعة الوقت امام اصلاحات يصر الشارع على تحقيقها اليوم أو غداً لا محالة.
 
ومع إطلالة الشتاء ليس بوسعنا سوى الدعاء والتمني بأن يكون فصل خير ونماء وإزدهار للوطن.. لا فصل قحط وصقيع ودمار.. والعون من الله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد