مؤسساتنا العسكرية و الامنية - كلمة حق
وتطالب هذه الاصوات بحل بعض مؤسساتنا الامنية كدائرة المخابرات العامة على سبيل المثال. كمعارض اردني وناشط في الحراك الشعبي الاردني, وكأحد ضباط جهاز امني عريق في الاردن سابقا, اجد نفسي مستغربا من هذه الاصوات المعادية للاجهزة الامنية والعسكرية, فرغم ادراكنا لحجم الفساد الذي اصاب هذه المؤسسات, الا اننا يجب ان لا ننسى اهمية دور هذه المؤسسات في حماية وطننا الحبيب ودورها في حفظ الامن والنظام وحماية اعراض وممتلكات المواطنين. فالمؤسسات العسكرية والامنية هي مؤسسات وطنية نفتخر ونعتز بها وبانجازاتها على مدار العقود المنصرمة, ونعتز ونفتخر بمنتسبي هذه الاجهزة وحرفيتهم المهنية, فهم صفوة رجال الوطن وخيرة شبابه, وهم الاخ والاب وابن العم وابن العشيرة وليسوا بمرتزقة جاءونا من بلاد الواق واق..... ما يجب ان تعرفه المعارضة الاردنية او الاصوات المعادية لاجهزتنا الامنية, هو ان هذه الاجهزة هي اجهزة عسكرية تتحلى باعلى درجات الضبط والربط العسكري, وتلتزم بمرجعياتها العليا وتنفيذ الاوامر, وهذا لا يعيب افراد وضباط هذه الاجهزة, فهذا هو ما تعلموه وهذا هو ما نتوقعه منهم ولا نرضى باقل منه, فالفساد في هذه المؤسسات لا يعني فساد المؤسسة او افرادها, او فساد الممارسات لا يعني فساد الاشخاص, فمن ادراكنا للفساد الذي امتد ليصل للاجهزة الامنية والعسكرية ندرك ايضا سمو ونبل اهداف المؤسسة العسكرية والامنية ونبل افرادها, وحياد بعض المؤسسات عن اهدافها الوطنية لا يعني المطالبة بحلها.
فيجب ان نميز بين المؤسسة واهدافها الوطنية, وبين من يرسم السياسات لهذه المؤسسات, فقد تكون قيادة جهاز امني ما فاسدة وبالتالي ستكون ممارسات هذا الجهاز مشوبة بالفساد, ولكن في نفس الوقت هذا لا يعني فساد المؤسسة ككل, حتى قيادات الاجهزة الامنية هي لم تكن فاسدة اصلا, ولكن تم افسادها بشتى الوسائل والسبل, وقد تكون هذه القيادات لا تملك خيارا ايضا في فسادها, فالفساد الاكبر هو فوق مستوى هذه القيادات.
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي, كنت مرشحا في جامعة مؤتة العريقة, وكان آمر كلية العلوم العسكرية هو احد الاشخاص الذين تسلموا قيادة القوات المسلحة فيما بعد, في تلك الفترة كان هذا الشخص من الاشخاص الذين انظر لهم كمثل اعلى بالاستقامة ودماثة الخلق, ليصبح فيما بعد احد الاسماء التي يتكرر اسمها في اكبر قضايا الفساد, لا املك ما يدينه شخصيا, ولكن ان صح الادعاء وانه هو احد رموز الفساد في الاردن, فهل كان فاسدا في الوقت الذي كان مثلي الاعلى عسكريا, الاجابة هي قطعا "لا" ولكن تم افساده لتمرير قضايا الفساد لمن هم اكبر منه.
وهل هذا يعني فساد مؤسسة الجيش؟ الاجابة هي ايضا "قطعا لا" وانما فساد الاشخاص والقيادات, فهم من يملك ان يمرر الفساد دون حساب او مسائلة, اما ذلك الضابط الذي ما زال يستقل الحافلات العامة وسيارات " السرفيس" ليصل الى عمله او منزله, ولا يكاد راتبه يكفيه حتى اخر الشهر, فهل هو الفاسد الذي يجب ان نوجه انتقادنا له؟ ام ضابط الامن او المخابرات وحالهم كحال زملائهم في الاجهزة العسكرية الاخرى , هم فاسدون ايضا؟. احد زملاء الدراسة في جامعة مؤتة, حصل على شهادة الدكتوراة الفخرية من الامم المتحدة, وكان اول ضابط اردني يحصل على هذا الشرف والتشريف من هيئة دولية بحجم الامم المتحدة, فهو فخر لجهازنا الامني " الامن العام" ومصدر فخر واعتزاز لكل الاردنيين ايضا, وفي حديثي معه لتهنئته في هذا الانجاز, قال لي بأنه يدرك وطنية المعارضة الاردنية ونبل اهدافها, وان اختلفنا في الاسلوب, فكلنا يسعى الى خير وطننا ومصلحته, فهل اصفه بالفساد لاختلاف وجهات النظر؟؟ ام اصف زميلا اخر يعمل في جهاز المخابرات العامة والذي كاد ان يبكي وهو يخبرني بمنعي من دخول الاردن وقرار اعتقالي في حال وصولي الى المطار, فهل هو فاسد؟ قطعا لا, فهو ينفذ اوامر من هم اعلى منه رتبة, واذا كان هناك فسادا فهو فساد القيادة التي حادت باجهزتنا الامنية عن اهدافها الوطنية لتصبح الحامي للفساد والفاسدين, اما القيادات الوسطى والدنيا, فهي ضحية لهذا الفساد كما هو باقي الشعب ضحية ايضا.وكما هي المؤسسة ضحية لقياداتها في نفس الدرجة, فهل من هو برتبة عقيد او مقدم له ان يرسم سياسات او يغير من المسلكيات؟ كلنا لنا اقارب واخوة وزملاء واصدقاء في الاجهزة الامنية من هذه الرتب وندرك انهم لا يملكون من امرهم حيلة, فلو ترك الامر لهذه القيادات لكانوا اول من يعتقل كل فاسد في وطننا الحبيب, فهم الاهل وهم حماتنا, فلنتق الله في اجهزتنا العسكرية والامنية ونقف خلفها وندعمها بكل ما نملك. ولنوجه نقدنا للفساد في تلك المؤسسات وللنتقد الممارسات الخاطئة, لا ان نهاجم مؤسساتنا الوطنية, مصدر فخرنا واعتزازنا. وسنستمر بمسيرتنا في كشف الفساد والفاسدين وتعريتهم امام شعبنا الاردني العظيم, كائنا من كانوا واينما كانوا سواء في المؤسسات العسكرية او المدنية, ولكن لن نسمح لاي كان بان يسئ الى مؤسساتنا والشرفاء في هذه المؤسسات .
عمّان الأهلية تفوز بثلاث جوائز بأولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي
نقل مطلق النار في بونداي من المستشفى إلى السجن
مجلس النواب يناقش معدّل قانون المعاملات الإلكترونية
وزارة العدل الأميركية تستعيد صورة لترامب من ملفات إبستين
الذهب والفضة يسجلان مستويات مرتفعة قياسية
النفط يرتفع بعد الاعتراض الأميركي لناقلة نفط
طقس بارد نسبياً يستمر حتى الخميس في معظم المناطق
إسعاد يونس نائبا لرئيس غرفة صناعة السينما
جوخة الحارثي تُذكِّر اللّيلَ بودائعِه
شباب السودان يُحْيي ذكرى الثورة في زمن الموت
دبي 2026: أفضل أماكن وحفلات رأس السنة بين الفخامة والمغامرة
موسى التعمري يتألق في كأس فرنسا ويقود رين لانتصار بثلاثية
خفض ضريبة السجائر الإلكترونية يضاعف أعداد المدخنين .. تفاصيل
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية



