البلوط والبتورل

mainThumb

18-11-2011 06:07 PM

الرسالة على لسان (وليد القضاة) وفقط... هي "فشة غل" شخصية، بعيداً عن مسميات الحكمة الدبلوماسية...

أصدقائي ملوك وأمراء وسلاطين البترول، لكم آلمني ما تناقلته وسائل الإعلام "الصفراء" في الآونة الأخيرة من اعتراضٍ غير مسبوق على انضمام الأردن لمنظومتكم المصون، تلك المنظومة التي أضحت قراراتها أقوى من قرارات "مجلس الأمن"، فتراها تقتلع أنظمة من جذورها بمجرد إشارة "إعلامية" منها، وتتربع على عرش قلوب الدول "المسخمة" بابتعاثها ريالاتٍ ودراهمَ تلعن بريقها، فقد لوثت لمعانها "السيلية" وأخواتها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛ لقد آلمني أكثر، ما تفوه به معالي ابن جلدتي، من أن خمسةً وتسعين بالمئة من الأردنيين متحمسون للفكرة، فصورنا كأنما نلعق أحذيتكم "المكشوفة" طلباً لخيرات بلادكم "السوداء"! فيأتيه ردّ أحد وزرائكم الـ"مخضرمين" بأن خمسةً وتسعين بالمئة من مواطنيكم لا يرغبون بانضمامنا وبمشاركتنا لنهضتكم الموبوءة ومشبوهة المصادر والتقنيات.

فعلاً يؤلمني كمواطن "عربي" أن أسمع كلاماً لستم من أهله ولن تستطيعون معه صبراً، فيا سادتي، الغرب لن يدوم لكم، وايران صارت على أعتاب مكة، ولن يبقَ لكم من ملجأ إلا نحن وأمثالنا من الـ"مسخمين" والجوعى، يوم أن لا تستطيعون قيادة مقاتلات الـ "أف 16" خاصتكم، ولا اجتياز جسر الملك فهد بسياراتكم الفارهة!.

 الأردنيون ليسوا سلعاً ولا مطايا تمتطى، فلهم تاريخهم العريق، عشائرياً وثقافياً وعروبياً، الأردنيون ليسوا خدماً عند أقدامكم، تسوقونهم متى شئتم، وتطلبون لهم السياط إذا عصوا.

يوماً ما في ما مضى، صنعت لكم هذه الـ "مطايا" مجتمعاً يدين بتقدمه لخمرة التعليم الأردنية والمصرية، يوم أن كنتم يا سادتي، ويا قادة أمتي الآن، يوم أن كنتم لا تزالون تحلبون نوقكم بشفاهكم.

وإن كنتم تظنون أنكم "هوارين الرشيد" وتحكمون دولة بني العباس، ولكم "من كل غمامة تمطر خيراً"، فأنتم مخطئون تماماً، لأنكم تعبثون بدولٍ ذات سيادةٍ وتاريخٍ وقانون، وأعمارها ضعف أعمار دولكم! وإن كانت ورقة تهديدكم عمالتنا الوافدة إليكم، فأضيفوا لقاموس عنجهيتكم، أن وطنهم أولى بقدراتهم، التي تعبوا لأجل تحقيقها، وأنكم ما كنتم لترفعوا مياهاً لبيوتكم، ولا لتنيروا أسطح أبراجكم لولا بترولكم الأسود، لكن بسواعد غيركم! أصدقائي أمراء البترول والثروة، بصراحة، ودون مجاملات، يؤلمني مآل عروبتكم القادم، فماضيكم العروبي لا تحسدون عليه، وقادمكم غربي الهوى والمنشأ، وفارسي الغزو والأعراق، فلا تضيعوا فرصكم المتاحة، سننتظركم لتبدو بادرة حسن نية، فما يدريكم، علّنا نصدّر لكم جيلاً يصنع من الـ"بلوط" بترولاً يوماً ما!

هي رسالة ٌ لكم، من أردني تحت خط الفقر بدرجات... سامحنا يا حبيبنا... فقد "رخصوك وما عرفوا قيمتك".. دام عزكم الأسود... وويلي عليك يا وطن...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد