وطنٌ .. غربةُ .. وطن

mainThumb

30-11-2011 06:03 AM

مطعونون بخناجر من سرقوا منّا احلام الطفولة على عتبات الحِلم- ان نرفع هاماتنا مع  ذرى جدائل السرو ....

مسجونون في اقفال موصدة التهمَ مفاتيحها حيتانٌ لا تعرف للوطن معنىً ....لا تبرح شفاهنا تبوح بلحن الوطن الاّ وارتدت اليك انياب ذئاب ...

قتلوا  احلام الوطن فينا واستحيوه جيفة ترتع فيه مخالبهم ............مذئذٍ تروادك الغربة تلو الغربة تلو الغربة...فلا تعود تحس بدفء التراب في سهول اربد ولا نعومة اظفار شجر الزيتون في عجلون.

نقضي طوال أيامنا الأولى نتعلم حروف الانتماء الابجدية لحبات المطر المنهمر على اوراق الدفلى في خاصرة الدار ...وحين نتقنها يمتهن من لا يتقنون الانتماء للارض ان يمسحوها من ذاكرتنا ويرسمونا من جديد (باللون الابيض والاحمر) خطوطا وهمية بين البحار والانهار وابار النفط العربي المسلوب.

 

مقهورين بالحيرة بين الفخار بعز الماضي العريق وذل الحاضر البغيض المجبول بأثام التقليد الاعمى لمزابل التاريخ الغربي ....يلفظك الوطن الف غربة تستجدي اعترافا بامجادٍ خلت وتاهت في غياهب الغّي في اعماقنا ..............

 

مبهورين بالوان الافق الوردي في غير سماء الوطن الحنون .........لا يغشاك – حين يطلق الوطن سراحك- الاّ الوان رمال الصحراء والشطئان العطشى ...لا تفهم  الغربة فينا مفردة الوطن فما عاد يلوح في الافق الاّ وهج الصحراء .

 
محرومين ان نرتشف من دموع سماءك يا وطني البعيد -اذ حينئذٍ تنبت الف غرسة عشق  في اعماقنا وتخضّرُّ كل سيقان الريحان.....في الغربة يكتب لك المطر على زجاج النوافذ  ابيات حنين لتناغم رائحة (الميرمية) والشاي حين تعزفها أمٌ ترتجف بردا في صباحات الوطن ...تأخذ من دفئ قلبها وتهديه حَراً وسلاماً على جباهنا .


مربوطون جذورا بتراب الارض ..نهوي الى اعلى اغصانا واوراقا بالية لا ندري متى نرجع  الى قبورنا من جديد ....تسألك (بنفسجة الحزن) ....هل سئمتنا الارض (خشية املاق)؟؟؟؟ ام تزاحم كل اللصوص  عليها فعافت حتى الشرفاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   لن تجيبك الاّ الغربة.


مأسورين بين صفحات جوازات سفرنا , نغبط الطيور المهاجرة وهي تعزف لحن الرجوع الى الوطن بأجنحتها ...............في الغربة , نسترق السمع لحفيف اوراق الشجر المتساقطة من هبوب الريح القادم من الاوطان علّها تهمس فينا قبلة شوق من أمٍ او ترنيمةٍ من قاطفي الزيتون في قريتنا الحزينة.

 

مذهولون بنهم تجاعيد الغربة التي  تغير ملامحنا كل يوم ....نتساءل ....

أغربة هذه ام وطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وحين العودُ الى احضان الوطن تلسع وجوهنا هموم الوطن الجّمى ..نتساءل ..

أوطن هذا أم غربة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

   وبين الوطن والغربة نفقد ارواحنا ونخسر خلاننا ...نتساوم مع الكرامة الباقية فينا ويصبح المال اذكاراً صبح مساء ... وحين نموت تبخل كل الاشياء الاّ تراب الارض في زاوية القرية...يحتضنك بدفء المشتاق ويزيح الغمة عن صدرك ....فاليوم ما عاد للغربة وطن فيك ..اليوم انا وطنك...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد