بداية وعند دخولك على عتبات العام الجديد وإذا استعرضت الماضي فوجدته صحيفة ممتلئة ومثقله بالهزائم فاستبشر خيراً بوعد للنصر قادم وان طال الزمان ، وإذا كان هناك الكثير مما فاجأك في العام الماضي فان القادم سيفاجئك أكثر والفتن ستكثر ، فإذا دخلت للعام (2012) فوجدت فكرك منهك جداً فتذكر أن القادم أكثر غرابة ولا بد أن تعالج وتحسم الأمور بحكمة لتجني الثمار ويعاد الاستقرار.
وإذا نظرت من حولك فوجدت الأشياء كلها قد تغيرت وتبدلت طبائعها وألوانها حينها تذكر أن غطاء الأرض في أواخر صيفها ألوان النهاية وهناك رياح ستعصف بها عما قريب لتعلن عن بداية جديدة وموعد مع حبات مطر ستنبت الخير الكثير، وفي العام القادم إذا أحببت أن توثق أحداث العام الماضي وتقيم المستوى العام فوجدته فوضى عارمة وممتلئ بالمشاهد الدامية فتذكر أن هذه الفوضى قد كانت مشروعة لأنها قائمة على أسباب والأسباب يقف ورائها المخالفات الجسيمة من قبل أشخاص ومتنفذين كانوا فتيلاً لها ولا بد من الوقوف عليها ومحاسبتهم لتسكن الفوضى المشروعة وإلا فسيكون عام قادم أكثر حراكاً وفوضى مما سبق.
وإذا تمعنت أخي القارئ حولك فوجدت نفسك تعيش في زمن اللثام واللثام الآخر فتذكر أن مهما طال الزمان فلا بد للثام أن يسقط ،وإذا تاهت نظراتك بأقنعة من حولك فتذكر أن لا بد للأقنعة أن تمزق على أوجه أصحابها لتعرى الأوجه وتبان قباحتها المتسترة بأقنعتها بمشاهد تملؤها الهزيمة لهم ، وإذا يوماً استيقظت فوجدت القوانين والمبادئ قد حرفت وذابت الأخلاق وساد الشر في كل مكان فتذكر قول الشاعر(دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ...كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُســتندِ ) ولكن تذكر أيضاً أن للخير في النهاية سيكون سيد الموقف لا محال .
وإذا يوماً اختلطت الكتابات والأقلام إمام عينيك فلا تستغرب من ذلك أبداً لان زحمة الأقلام ونفقاتها أصبحت طريقا يتسلقه الكثير , وإذا يوماً أوجعك ظلم فشكوت للجميع عن الظلم الذي لحق بك ولم تجد من يستمع لك فتذكر حينها ولا تنسى إن للحق سيبقى صوت في كل مكان وان كثر فيه الظلام ، وإذا تزاحمت في ذهنك الكثير من التساؤلات ولم تجد جواب عليها فلا تشغل نفسك كثيرا فلن تجد الجواب فهذا الزمان الذي يكون فيه اللبيب حيران ، وإذا يوما فتشت عن العقلاء والحكماء العلماء فوجدتهم غرباء فلا تستغرب أبداً فهناك من لا عقل لهم ولا حلم ولا حكمة هم أصبحوا وجهاء وأهل القيادة وتذكر حينها قول الشاعر(خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها...وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ...وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ...وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ) ، وإذا تتبعت الإعلام المقروء والمسموع فوجدته يمتلئ بأخبار أهل الفن والرياضة والمنافقين فتذكر أن هذا هو زمن الرويبضه ، وإذا أعياك الانتظار والتشوق إلى التقدم والتطور ولم تجده فتذكر انه ما دام هناك زمرة من المنافقين وزمرة من الرأسماليين والمتنفذين الجشعين فلن تحلم بشيء من التقدم بل على العكس إلى الوراء القافلة ستسير .
و إذا ضاعت الحقوق وابتلعت الحيتان الأسماك فتذكر ولا تفقد الأمل فلا بد أن تجتمع الأسماك في بطن الحوت لتحدث ثورة وتنفجر في داخله .
وأخيراً إن لم تلاحظ هذه الأشياء فتذكر انك بحاجة لتغيير نفسك ، وإذا لاحظت هذه الأشياء فاحذر وتذكر أن تتصرف بحكمة ، وتشبث بمبادئك وأخلاقك ودينك ولا تنجر إلى تلك الدائرة فتصبح من الأشخاص الذين لا يلاحظون شيء .