الحركة الاسلامية في الأردن، الأسد الجريح

mainThumb

30-12-2011 07:26 PM

 ربما يكره الكثيرون اليوم سماع كلمة " أسد " ، حتى أنني سمعت أحدهم يقول أن الأسد كره اسمه، لكنني لا أجد أبلغ من أن أصف حال الحركة الاسلامية في الأردن اليوم بالأسد الجريح.

      يحسب للحركة الاسلامية في الأردن أن ساهمت في بناء الأردن الحديث منذ نشأته وكان لها ممارساتها الايجابيه في جوانب الحياه المختلفة على امتداد الوطن، وفي الوقت الذي كانت هذه الحركة العابرة للحدود محظورة في معظم الدول العربية ، بل ويتعرض أفرادها في تلك الدول الى الملاحقة والتهديد والتنكيل في بعض الأحيان ، كان لها وجودها النشط على امتداد الوطن، وبلغ نشاط الحركة أوجه في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن المنصرم في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال. 

وفي انتخابات عام 1989 حصلت الحركة على 16 مقعدا من أصل 80 أي ما يعادل خمس البرلمان ، ناهيك عن ذلك الحجم  الكبير من المتعاطفين من غير المنتسبين في جميع مدن الوطن وقراه. وكان الأردنيون في ذلك الوقت ينظرون بعين الاحترام والثقه لقيادات الصف الأول في الحركة آنذاك لأنه كان ينظر اليهم  على أنهم جزء من الحل لمشكلات الوطن وتحدياته.

      أما اليوم ، وبكل أسف ، فان الحركه الاسلاميه تخرج عن المسار الذي أراده المؤسسون والمنتسبون والمتعاطفون لها على أنها حركه تؤمن بأن هذا الدين الحنيف حلا لكل مشكلاتنا ومن أن هذا الوطن للجميع ويجب أن يبقى آمنا مستقرا بعيدا عن الفتنة والتربص بوحدته ومكوناته البشرية والطبيعية ، ويؤسفنا أن أؤلائك المتشدقون من القيادات الجديدة في الحركة أصبحوا جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل لما يعصف بالوطن من تحديات وأولها الفساد والفاسدون الذين نهبوا الوطن وسرقوا مقدراته.

         وهذا الوضع المتردي لمسار الحركة وقع - بتقديري - لسببين،الأول: تهميش وابعاد القادة الوطنيين في الحركة  وبروز  مجموعة أقل ما يمكن أن يقال فيها أن عينها على الوطن وقلبها خارجه ( لها مآرب أخرى ) ، ولا ألوم هؤلاء بقدر ما يقع اللوم على أؤلائك الذين نأوا بأنفسهم عن قيادة ركب الحركة طوعا أو كرها وفضلوا أن يبقوا حمائم تغرد خارج سرب  الصقور.  

    أما السبب الآخر يقع على سياسة الحكومة في عدم مد جسر من الثقة يربطها بتلك القيادات الوطنية في الحركة والتي عرف عبرعقود التزامها وحرصها على أمن الوطن ووحدته والمحافظة على مكتسباته ومقدراته واشراكهم بشكل فاعل وحقيقي في مسيرة الاصلاح الحقيقي لكسب ود كل منتسبي الحركة والمتعاطفين مع الحركة على امتداد الوطن والذين في معظمهم حريصون على هذا الوطن. 

     واذا كان دولة الرئيس وحكومته غافلون عن تلك القيادات الوطنية في الحركة فعناوينهم معروفة ، وان كنت حريصا على عدم شخصنة الموضوع ،  أجد نفسي مضطرا أن أذكر اسمين وطنيين كبيرين في الحركة غفلت الحكومه عنهم وهما الفاضلين عبداللطيف عربيات وسالم الفلاحات مع حفظ الألقاب.  

nzrnzr123@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد