الأردنيون ليسوا بلطجية ولا ضحية

الأردنيون ليسوا بلطجية ولا ضحية

02-01-2012 09:57 PM

أتساءل كيف تغادر الحروف وقبلها الألوان لتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق يبث الصور بالأبيض والأسود فقط كما تقول الروائية أحلام مستغانمي وإذا كنت اعترف أنني لا أتحيز إلى لون على حساب الأخر فأنني أقف مندهشاً من الصور التي أراها ومع اعترافي الكامل إن اللون الأبيض ليس من طبيعته الغموض على عكس الأسود. 

إلا أنني في ظل ما يجري على الساحة الأردنية من حراك سياسي واجتماعي جعلني احتار إلى أيهما انحاز وعندما لم أجد اللون الذي انحاز إليه من اللونين السابقين قررت وكما كل مرة في حياتي إن انحاز إلى لون الوطن الذي لم يرد له كثيرون إن يكن ابيضاً ولم أرد له إن يكن اسود.

 أليس ما نرى اليوم هو عبارة صورة من صور التحايل على { الجسور والقمم } ؟ أقول ذلك وأنا الذي لم تدهشني هذه الصور التي أراها امامي منذ أكثر من ثلاثين عاما لأنني ببساطة تامة - مع المنطق وضد الإرهاب والتشهير. - مع النزاهة والاستقامة ضد الشطارة والتلفيق والافتراء على الآخرين من اجل تصفيتهم وإخراجهم من المعركة. 

- مع الإنسان ضد الغول والبهلوان والصنم لكن ما أثار حفيضتي وجعلني اخط هذه الكلمات أن ما يسمون أنفسهم القائمين على مصلحة الوطن {في ظل الربيع العربي} مع اختلافي مع المصطلح لأسباب كثيرة سمحوا لأنفسهم أن يصنفوا الناس وليسوا {أي ناس} أنهم الأردنيين الذين دافعوا عن ثرى هذا الوطن يوم اختبأ الآخرون بل تعدى الأمر ذلك بوصفهم {البلطجية} على الطريقة المصرية علماً أن هذا السلوك لم يكن يوماً ولن يكون من سلوكيات هذا الشعب المحترم مستغلين الآلات الإعلامية الضخمة التي باتت تروج لهذا المصطلح بشكل أو بأخر .

 ولم يثيرني هذا المصطلح كثيراً فانا اعرف من روجه وانتم تعرفون ومن يحاول أن يستغله لكن أن يوصف هذا الشعب بالضحية فهذا الأدهى والأمر ضحية من ؟ ضحية حكومات.... كذب وافتراء فلم يشهد تاريخ الأردن أن الأردنيين انحازوا لحكومات لأنهم يعرفون أنها ذاهبة لا محالة. فأي ضحية هم ؟ ومن هو الجلاد؟ أن من يحاولون أو ممن جاءوا جديداً على الساحة السياسية موهمين أنفسهم أنهم يحملون لواء التغيير ضمن مفاهيمهم ومصالحهم الضيقة مخطئين. لسنا ضحية لأحد ولكننا نفرق في ظل هذا الظرف المأزوم عربياً ودولياً ما بين الصالح والطالح وإذا كانت لنا وجهة نظر في أي موضوع فأن أساسها الحوار في ظل الأسرة الواحدة لأننا في هذا البلد العزيز وان كان لنا تحفظات كثيرة فيما يخص مسألة الإصلاح ألا أننا متفقين أن النظام السياسي القائم هو الحصن الحصين وأننا لا نسمح في أي ظرف كان أن نقبل له بديلاً باعتبار أن الأردنيين يجمعون أنه القاسم المشترك بينهم. 

وإذا كانت هناك قوى تحاول الاستفادة مما يجري في المنطقة يجب أن يعرفوا تماماً أن {القيم لا تتجزأ } وانه ليس في قاموس الأردنيين فرق بين الأخلاق السياسية وبقية الأخلاق فلن نخون الماضي ولن نخون أعزاءنا الآباء والأجداد والأشقاء. 

فلم يكن السلف من الأردنيين يرغبون أن ما نعرفه عنهم تلك الجمل الجاهزة لتمجيد الشهداء والأبطال التي تقال في كل المناسبات وإنما كانوا يرغبون منا معرفة أفكارهم وحسناتهم وطموحاتهم السرية . 

حتى لا يكون كل منا ابناً لأسطورة بل أبناء لرجال عاديين عشقوا وطنهم وكانوا سبباً في انتصاره لأنهم أرادونا أن نقف جميعاً على بركان الوطن الذي يتفجر وأن نتوحد مع الجمر المتطاير من فوهته وان ننسى نارنا الصغيرة عاش الأردن....عاش الأردن


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد