المصلحة الوطنية الأردنية

mainThumb

08-01-2012 10:55 PM


 أن الإصلاح ومحاربة الفساد، سواء نظر إليه من زاوية المقاربة الواقعية السياسية أو من زاوية المثالية الوطنية، لا ينبغي أن تطمس المصالح الوطنية الأخرى التي لا تقل أهمية عنها، ولا أن تكون ذريعة للتضحية بها.

 تقتضي المصلحة الوطنية والتي نحن شركاء جميعا في تحقيقها حكومة وشعبا أن ننضر بعين الحكمة إلى ما يجري في العالم ونحن جزء منه فالسقوط في الهاوية أقرب من الوقوف أمام الرياح العاصفة.

 فتحت تأثير الزمن والظرف علينا اليوم أن ننتقل من دائرة التأثر بما يرغب به الآخرون إلى دائرة التأثير في مستقبلنا ومستقبل أطفالنا، فالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد مصلحة وطنية لا نقاش فيها لكن بدون التضحية ببقية المصالح الوطنية، أو تجاهلها لحساب نوع واحد منها، حتى لو كان أساسيا وذا أسبقية، فهذا لا يضر فحسب بالمصالح الإستراتيجية بل يدمرها فالبلد بدأ يفقد فرص التنمية الاقتصادية وتترهل مؤسساته الإدارية والعلمية والتقنية، وتتفاقم فيه التوترات والتناقضات والانقسامات الطائفية والسياسية ، وتتراجع إرادة أبنائه في الحياة المشتركة، وتغيب روح المسؤولية عنهم، وتتخبط قواه وتتنازع في ما بينها بسبب غياب قواعد واضحة ومقبولة للعمل والتنافس على السلطة وعلى مناصب المسؤولية والوظيفة، وتنهار قدراته على خلق فرص العمل واستيعاب الأجيال الجديدة وتأهيلها وتقديم إطار مقبول للحياة الإنسانية لها في وطنها، وتزيد فيه مظاهر الفقر والبؤس والبطالة، إن ضغط التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتغير التوجهات الوطنية ورياح التغيير في العالم العربي يفرض علينا كأردنيين.

التمسك بالنظام والدولة المتوازنة لأنه هو المدخل إلى التنمية الاقتصادية و تحسين شروط العدالة الاجتماعية والاعتراف بالحقوق الطبيعية المدنية والسياسية للمواطنين. 

وقد تم ذلك من خلال تفاعل النظام والدولة مع الشارع الأردني بخطوات ملموسة وحقيقة وأكاد أقول بأنهم سبقوا الشارع نفسه.

 إن الحديث عن الإصلاح والتغيير،و بالرغم من الأهمية الاستثنائية التي يتمتعان بها، ليس من الحكمة بمكان أن نقلد الآخرين لأننا لسنا مثلهم فعندنا من الحرية لا يجارينا فيها احد ولم نجوع وإذا استعدنا الذاكرة الوطنية لن نجد يدا لطخت بدماء أحد لموقف سياسي ، واستعادة ذاكرتنا وإحضار العقل والحكمة يجب ان لا يدفنها"الإصلاح " (الفضيلة)أو الفتن الوطنية . 

إني اعتقد إن تحقيق التنمية والرد على حاجات المجتمع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء أردن قوي سياسيا واقتصاديا، هو المدخل إلى حماية الوطن والمواطن وخلق فرص العمل للشباب العاطل والمهدد بالضياع. 

فليس الأمر استبدالا لهدف بهدف آخر، وإنما تحديد نظام الأولويات الذي يؤمن تحقيق الأهداف المترابطة والضرورية جميعا. فحفنة دنانير نهبت هنا أو هناك ماذا تعني أمام ضياع الأمن وسيادة القانون لا بالعكس هذا ما يبحث عنه الفاسدون ( خلط الأوراق ) إن تنظيم وتوحيد الصف و الاتجاه في بناء القدرة الذاتية وتحرير المجتمع وإطلاق طاقاته ودفعه إلى المشاركة في المسؤولية والتضحية من أجل إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها هي المصلحة الوطنية الآن تحت تأثير الزمن والظرف . 


عميد ركن ( م ) زهــــــــــــــــــــــــــــــــــــير المناصير 

الإمارات العربية ألمتحدة / أبو ضبي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد