السياحة المحلية .. جباية في سلطة تخريب العقبة

mainThumb

04-02-2012 04:15 PM

حتى تكون الحقائق واضحة ولا يساء فهم القصد من هذا المقال ، أهالي العقبة كسائر الشعب الأردني طيبون ومضيافون بالطبيعة ، يحترمون كل زائر للعقبة مدينتهم التاريخية ، ولكن ما يقع عليه اللوم هي سلطة تخريب العقبة الخاصة التي منذ إنشاءها لم نر لها انجازا وطنيا محترما ، وبعض الإصلاحات في كل الصعد التي يتغنى بها مسئولي الفوضوية يستطيع أي مجلس بلدي منتخب في العقبة أن يقوم بأفضل منها .

 ولن أكتب هنا عن سياسة تخريب العقبة الممنهجة التي يحقق بها الآن في ملفات الفساد المعروفة ، ولكن ما يهمني ويهم كل مواطن أردني خاصة في مدينة العقبة هو حالة الطمع والجشع والاستغلال وما يتعرض له الزائر الأردني وغير الأردني من الاستغلال وكأنه بقرة حلوب يريد استنزاف آخر قطرة حليب في ثديها ، ولم يتوقف الأمر على بعض التجار وارتفاع الشقق المفروشة التي أصبحت عمل ما هب ودب حتى وصلت سعر الشقة المفروشة في بعض العطل لمبالغ خرافية وهي أكثر من أسعار فنادق الخمس نجوم في شرم الشيخ مثلا للمجموعات السياحية التي يعلن عنها بين الحين والآخر .

يجري كل هذا الاستغلال وسلطة تخريب العقبة لا تحرك ساكنا وكأن ما يجري هو خارج نطاق مدينة العقبة وهدفه ضرب السياحة المحلية والعالمية لمدينة العقبة التي لو كانت في بلد أوروبي ربما لأصبحت جنة الله على الأرض ولكن لسوء الحظ العقبة جوهرة جميلة جدا لا يعرف قيمتها من جاءوا إليها مسئولين بالبراشوتات وليس لهم هدف إلا ملء جيوبهم بالرواتب الخيالية حتى أن سكرتيرة كل العصور المعروفة والتي لا نعلم ما هو مؤهلها يصل راتبها لأكثر من (1700) ألف وسبعمائة دينار ناهيك عن التسكين الوظيفي الذي وصل الى آلاف الدنانير ، ومدير شركة ما يسمى بتطوير العقبة الذي يصل ما يتقاضاه شهريا (10000) عشرة آلاف دينار وغيرهم وغيرهم الكثيرون ، وماذا أنجزت سلطة تخريب العقبة غير بيع أراضي العقبة وبأقل الأسعار للحيتان والقطط السمان وبيع مؤسسات الوطن وعلى رأسها مؤسسة الموانئ ، طبعا هؤلاء الصغار لا يعملوا لوحدهم دون حكومات تخريب الوطن وصولا لحكومة الذهبي المدعوم من شقيقه مدير جهاز المخابرات الذي يحاكم الآن بتهمة الفساد والرفاعي الصغير الذي ينتظر الشعب الأردني وقواه الحية من الحركات الوطنية المطالبة بالإصلاح والتي لن تقبل بأقل من محاكمة كل فاسد مهما كان موقعه وعلى رأسه هؤلاء ،الذين جعلوا حياة المواطن الأردني جحيما لا يطاق .

 الطمع والاستغلال في مدينة العقبة لم يتوقف عند بعض التجار من أصحاب النفوس المريضة ولكن تجاوز ذلك لتصبح أسواق العقبة خاصة وسط البلد عبارة عن حسبة متحركة لكل ما هب ودب من خلال البسطات العشوائية التي يتواجد بها كل شيء بدون أن يدفع أصحابها إيجارات أو ضرائب للدولة الأردنية .

 طبعا كل هذا يحدث وأمام الجميع بما فيهم مسئولي سلطة تخريب العقبة الخاصة الذي لم يكلف أحد مسئوليها نفسه بالنزول لوسط المدينة وتفقد الأوضاع على الطبيعة خاصة أيام العطل لأن بعض أصحاب البسطات وحتى من غير الأردنيين ربما يكونوا مدعومين من جهات يعملون لصالحها ، فهل يعقل أن ارتفاع الأسعار لأكثر من النصف في نهاية الأسبوع وماذا يعني ذلك أليس تخريب العقبة وضرب السياحة المحلية قبل العالمية .

 ما يحدث يا سادة في العقبة هو فوضى وتأخذ العقبة طابعا خاصا باعتبارها رئة الوطن أو ثغره الذي أصبح حزينا كسائر الوطن من الفساد والاستبداد والفوضى الخلاقة ، ولا أرى للأسف أي بوادر خير مشجعة للتفاؤل في المرحلة المقبلة ، وكل يوم تزداد الفوضى والاعتداء على الأراضي المملوكة للدولة وخاصة في المنطقة الرابعة ، فهل يعقل أن المواطن الأردني أو السائح الأجنبي لا يستطيع المرور في وسط العقبة إلا بصعوبة وذلك لعشوائية البسطات وشركائهم الذين ربما يكونوا من علية القوم ، وللأسف أن أحد نواب العقبة لم يطرحوا مثل هذه القضايا أو حتى يطالبوا من المفوضية بوضع حد للعشوائيات التي أصبحت تفوق عدد المحلات التجارية . 

فهل هذا هو انجاز سلطة تخريب العقبة التي بشرتنا بها الحكومات الفاسدة و كتاب التدخل السريع وهل هذه العقبة مدينتنا الجميلة التي نحب أن نراها ومسئوليها الذين لا يستطيعوا حتى منع العشوائيات بدءا من محلات الدكاكين الصغيرة داخل الشقق السكنية وصولا لعشوائية البسطات في الشوارع العامة . ولكل مسئول أقول اتقوا الله في هذا الوطن ، والعقبة هي واجهة الأردن ورئته على العالم التي نريد أن نراها دائما جميلة ورائعة كما هي طبيعتها ، ولا عزاء للصامتين . 

alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد