التنافس على كعكة الأزمات في الاردن

التنافس على كعكة الأزمات في الاردن

14-02-2012 11:13 AM

في البداية لا بد من الاشارة هنا الى أنني كمواطن أردني عادي لم أعد أشعر منذ حوالي سنة بأمر غريب من قراءة أخبار يومية عن اضراب هنا أو هناك أو اعتصام هنا أو هناك أو مسيرة هنا أو هناك أو احتجاج هنا أو هناك, بغض النظر عن النسبة التي تمثلها الجهة التي تقوم بتنفيذ هذه الفعاليات المختلفة ،فالملفت للنظر بأننا قد دخلنا على ما يبدو في الاردن عصرا جديدا من التنافس على تحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب عن طريق وجود الأزمات و التي تكون اما مفتعلة أو بفعل فاعل ولكن الواقع الذي يفرض نفسه يقول بأن هذه الكعكة هي جزء من كعكة أكبر يراها هؤلاء الناشطون في هذه الفعاليات وهي كعكة الربيع العربي.


لقد وفر هذا الربيع العربي لبعض هؤلاء فرصة لتحقيق المكاسب عن طريق الاعتصامات والمسيرات والاضرابات مستغلين حالة الديمقراطية الموجودة  في البلد أولا وهي ليست بجديدة والوضع الاقليمي ثانيا وكأنما يحاولون أن يقولوا بأننا لسنا انقلابيين أو ثوريين ولكننا اصلاحيون ولنا الحق بقيادة التغيير فيما يسمونه الربيع الاردني والذي يريدون أن يظهرو للعالم والذي يترقب بشغف الوضع في المنطقة بأنهم هم قادته في هذا البلد.


ان الاصلاح في الاردن بنظرهم هو فعليا عبارة عن انقلاب, وحتى لو كان دائما عنوانهم هو الاصلاح والنفي بأنهم انقلابيون, فعندما نسمع أقوال بعضهم سواء في ندواتهم أو مسيراتهم بأن النظام لا يريد الاصلاح فماذا يعتبر معنى هذا الكلام؟؟ لا أعتقد بأنها تحتاج الى لبيب كي يفهمها فاذا كانو أساسا لا يثقون في النظام فعلى أي أساس يطالبونه بالاصلاح.؟ 

ثم عندما نسمع ونرى معلمين ممن يعتبرون مربو أجيال يقودون اعتصامات واضرابات من أجل حفنة من المال لا بل ويقول أحدهم بأن الحكومة تعرض السلم الأهلي للخطر بتصعيد الأزمة ويتناسى نفسه بأنه هو نفسه من يرفض الحل ويعتبر نفسه وفئة المعلمين والتي هي فئة نحترمها بأنهم الطبقة الوحيدة العاملة في هذا البلد, فمن أين سيهطل علينا المال من السماء لسد العجز في الموازنة وتلبية رغبات مربي أجيالنا قبل أن يكونو معلميهم؟؟

 الملفت للنظر هنا هو دخول بعض ممن يسمون أنفسهم اصلاحيون ويدعون للاصلاح على خط الأزمات فعندما تحدث أية أزمة كما حصل مع أزمة المعلمين الأخيرة ينبري طبعا النخوجية من هؤلاء ليصدرو بيانات دعم وتأييد للمعلمين وتحريضهم بالمزيد من الاضرابات واشعال البلد بالفتنة ثم يأتون في النهاية ويدعون حرصهم على النسيج الوطني الاردني ومصلحة الشعب والسلم الاجتماعي!

 لا بل وللأسف يدخل بعض المزمرين من أبواق الاعلام المغرض ليصبوا الزيت على النار ويزيدو الطين بلة بالاستمرار في سياسة التحريض اليومي المستمر وابراز السلبيات وغض الطرف عن الايجابيات لتحقيق المزيد من المكاسب أيضا على حساب هذا الوطن في هذه المرحلة الحساسة.

لقد ساهم هؤلاء المصلحجيون في العديد من السلبيات للوطن والمواطن الاردني فنسبة الاستثمارات الخارجية  المباشرة تراجعت بشكل ملفت في العام الماضي في الاردن بسبب الصورة المشوهة بأن هناك احتجاجات يومية ضد النظام في هذا البلد. 

كما أنهم ساهموا في ترسيخ ثقافة جديدة عند الأجيال الصاعدة وهي أنه عندما لا تأخذ ما تريده فاضرب واعتصم وتوقف عن العمل وحتى لو كان ما تريده غير قابل للتحقيق وأيضا يضر الاقتصاد الوطني والمجتمع!

 ان الحل الوحيد هو ترسيخ هيبة الدولة فورا خلال الأزمات وبدون أي تراجع أو تردد وكل تأخر في تطبيق القانون يزيد الأمور سوءا وسلبية, ولذلك أٌقول بأنه في أوقات معينة قد تكون هنالك حاجة لاصدار قرارات لا تعجب بالضرورة فئات معينة من الشعب ولكنها واجبة خدمة لهذا البلد من الضياع والغرق على يد الانتهازيين.

حمى الله الوطن ومعا لتطبيق دولة القانون والمؤسسات فعلا لا قولا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد