كيف نرى المرأة في عصر ما بعد الحداثة ؟

كيف نرى  المرأة في عصر ما بعد  الحداثة ؟

26-02-2012 10:14 AM

طلب مني المشاركة في نقاش عائلي, بدأته الفتاة التي لم تتمالك منع قطرات ساخنة من الدموع المنهمرة على خديها. مشكلتي مع أهلي أنهم لا يتفهمون ضرورة مغادرتنا لهذه الحارة .التي تحول بيني وبين امكانية ارتباطي بانسان أرضى به ويرضى بي. فكلما تعرفت على شاب سرعان ما يتركني فقط بسبب اقامتي في منطقة شعبية. وكم تجرحني عبارة ,أنت فتاة تجتمع فيك كل الصفات المطلوبة,لولا مكان الاقامة.

وعندها تدخل الاب مبررا موقفه,المفروض وكما أفهم أن المهم معدن  الشخص,أخلاقه,طريقة تفكيره,وتوجه لي بالقول :عندما تقدمت طالبا زوجة,هل وضعت لمكان الاقامة أو حتى وضع البيت أي اعتبار؟

وعندها بدأت الامثلة تتوارد عن فلانة وام فلان وغيرهن الكثير ممن اضطروا لتغيير مكان السكن لسنة أو أكثر حتى يتم تصريف البنات . واوردت احداهن قصة  ابنتها التي عندما تم عرض صورتها على شاشة العرض في احد الافراح,وكيف انبهر بها الحضور ,وكيف تقدمت بعض النساء للسؤال عن البنت . وحال معرفة مكان الاقامة  كانت السألة سرعان ما تنسحب.

فبعض الخاطبات يردن فتاتا من عائلة معينة. طبعا بالاضافة من يشترطون لون العيون والطول ولون البشرة. وانكى من ذلك ان بعض الفتيات تم رفضهن فقط للون الكنب في البيت او رخص فناجين القهوة او نوعية الشوكولاته المقدمة.

فهذه مقاييس مجتمع الاستهلاك الذي اصبح الانسان فيه ليس اكثر من سلعة وبيت وما فيها من اسر لا تختلف عن صالات العرض التي يتم تقييمها حسب الشارع او المنطقة.
وفي ردي عن الاب بينت له انه وانا من افرازات فترة التحرر الوطني التي سادت فيه المبادىء والمثل عن الحرية واشتراكية ومساواة بين الطبقات وهو ابن الفلاح المعدم استطاع ان يدرس الهندسة هادما في ذلك اسوار الطبقات في ذلك الوقت الذي كان العامل يفخر بأفرهول العمل باعتباره لباس الشرف و العزة ونردد مع درويش ابي من اسرة المحراثي لا من سادة النجبي.

فالموقف من المرأة لا ينفصل عن الموقف من الانسان فقد شهدت هيمنة الفكر اليميني اشكالا التصقت بظلم الانسان بأخيه الانسان فعندما كانت المرأة يأخذ بها سبية كان الاطفال يؤخذون عبيدا او غلمانا وعندما كان الاقطاعي يمتلك الفلاحة مع الارض كان يعطي لنفسه الحق في ليلة الاولى للعروس من الفلاحين.

وحتى الراسمالية رفعت شعارات حرية,اخاء,مساواة فانها استعمرت شعوب الارض بينما لم تنل المرأة حقها في الحياة العامة وخاصة السياسية بالتعامل معها ومع جسدها باعتبارها سلعة ووسيلة لترويج للبضائع او لجلب الاستثمار.

فتحرر المرأة مرهون بتحرير الانسان افرادا وطبقات وشعوب  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد