نقابة الأطباء تتبرأ من إغاثة منكوبي بابا عمرو

نقابة الأطباء تتبرأ من إغاثة منكوبي بابا عمرو

03-03-2012 10:47 PM

في الوقت الذي يباد الشعب السوري بالة القمع الاسدية وتستمر المجازر بحق اخوتنا في حي بابا عمرو تطالعنا الصحف اليومية والمواقع الالكترونية الاردنية ببيان لنقابة الأطباء تتبرأ فيه من محاولة اتحاد الاطباء العرب التوجه الى سوريا لاغاثة الشعب السوري المكلوم وانها بريئة من مشاركته بالاعداد لتحريك كوادر وسيارات إسعاف الى الحدود السورية وان على الاتحاد مخاطبة نقابة أطباء سوريا ( التي هي احد اذرع النظام السوري) مباشرة لادخال فرق طبية اذا كان هناك حاجة لها.

 وشددت النقابة إن مشاركة أي طبيب اردني ستكون على مسؤوليته الشخصية ولا تتحمل النقابة أي تبعات على هذه المشاركة. ان هذا البيان يأتي استمرارا للوقفة الظالمة التي شنتها نقابة الاطباء بقيادة نقيبها ومجلسها على الثورة السورية المباركة ابتداء من موقفها السابق بمنع اقامة معرض الصور في مجمع النقابات والذي يحاكي الظلم الذي وقع لاطفال ونساء سوريا ومرورا بالبيان الذي يستنكر ويشجب بين قوسين ( العملية الانتحارية) في دمشق – حي الميدان والذي يلمح بان هذا العمل قام به انتحاري ارهابي تصديقا للرواية الكاذبة للنظام السوري الذي قام بتمريرها على وسائل الاعلام.

 ان هذه سابقة خطيرة في تاريخ مجمع النقابات المهنية هذا الصرح الذي عودنا على الوقوف الى جانب الشعوب المضطهدة والمظلومة، فجاء موقف نقابة الاطباء مغايرا تماما للثوابت التي يعلنها مجمع النقابات وللجان الحريات التي تنبثق عنه . 

وانني على يقين من ان هذا الموقف المشين لا يمثل الا نقيب الاطباء وغالبية اعضاء المجلس من اليساريين الذين لهم اتباطات واجندات سياسية . 

ولا يمثل رأي اغلبية اعضاء النقابة من الاطباء الشرفاء الذين يرفضون الظلم والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري. فلماذا يا نقابة الاطباء الكيل بمكيالين ؟ ففي الوقت الذي تصطف فيه النقابة خلف صفوف الاصلاح والمعارضة في الاردن تجدها منحازة مع نظاما لا يعرف الا البطش والتنكيل واهراق الدماء في وجه من يطلب الحرية والاصلاح - بالرغم من الفرق الشاسع في اسلوب مواجهة المحتجين في الاردن وسوريا-.

 ان تبني هذه الافكار من اصحاب النفوذ النقابي من القوميين واليسارين وغيرهم تعطي غطاء للنظام السوري لممارسة مزيدا من القتل والقمع والانتهاكات بحق الشعب السوري الحر. 

ان المتخاذلين المتآمرين على الشعب السوري والذين تذرعون باسطوانة "المؤامرة" المشروخة التي صدأت وبشماعة التدخل الاجنبي التي يضللون ويبررون بها افعال النظام السوري القبيحة بحق اشقاؤنا في سوريا ويستبقون بها الاحداث ويقفزون بها على دماء الشهداء، فاقول لهم وبالدليل الصريح من ان النظام السوري ما هو الا ورقة امريكية تراوغ بها امريكا كيفما شاءت في سياستها في المنطقة، ولعلكم قرأتم ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية من ان " اسرائيل " طالبت الغرب بوقف حملته ضد الاسد خشية سقوط اسلحة الدمار الشامل بايدي جماعات المقاومة، وكذلك تصريحات رامي مخلوف احد اعمدة النظام الذي قال إن أمن "إسرائيل" مرهون بأمن وبقاء النظام السوري، كما فانه لا يخفى على احد من ان النظام السوري هو الحليف الرئيسي والاستراتيجي للنظام الايراني والكل يعلم ان امريكا ما كان لها ان تحتل العراق الا بتحالف وغطاء ايراني شهدناه على ارض الواقع بالانقضاض على حكم الزعيم صدام حسين رحمه الله وتوج هذا التحالف بتولي مقاليد الحكم احد التلاميذ النجباء للمشروع الايراني الامريكي وهو نوري المالكي الذي تكشف مؤخرا تأييده المباشر للنظام السوري ووقوفه ضد ثورة الشعب السوري . 

واما شماعة الممانعة والمقاومة ... فلا مقاومة مع شعب يعيش الرعب والظلم والاستبداد وكبت الحريات ولا ممانعة مع نظام .."اسرائيل" مدينة له بالحفاظ على حدودها وعدم اطلاق رصاصة واحدة تجاههم في الجولان، واما الدعم الشكلي للنظام السوري لمشاريع المقاومة والممانعة ما هي الا غطاء يستمد منه شرعيته ويبرر له قمع شعبه وتفقيرهم ونهب ثرواتهم، وخير دليل على ذلك ان ممثلي جماعات المقاومة في دمشق لا يسمح لهم بغير التصريح الاعلامي ولم نسمع ان جماعة مقاومة سمح لها العمل العسكري من داخل سوريا ومن هذا يشتم رائحة الرضا الامريكي الصهيوني على الدور السوري القائم على فلسفة توزيع الادوار وكل له دور في الصراع . 

ان على عاتق منتسبي النقابات المهنية اعادة ترتيب اوراقهم والعودة الى توحيد صفوفهم للدفاع عن كرامة الشعوب العربية الإسلامية المقهورة امام حكامها، ونبذ قمع الانظمة لشعوبها، فاخشى ما اخشاه ان يخترق هذا الصرح النقابي العريق ممن تسوغ نفسه الى تنفيذ اجندة الانظمة القمعية والفاسدة ويصبح منبرا لها ضد حرية ومطالب الشعوب العادلة . وختاما هذه تحية عطرة عبقة نزجيها لمعشر الاطباء المعتصمين على حدود سوريا الذين وهبوا انفسهم لتضميد جراحات الشعب السوري المكلوم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد