آذار .. الأرض .. المرأة

آذار .. الأرض .. المرأة

15-03-2012 10:43 AM

 يتميز شهر آذار بزحمه بالمناسبات والأيام يوم المراة وعيد الام وعيد الكرامة ويوم الارض واعياد الربيع المختلفة. وهذا الاجتماع ليس محض صدفة فاذار شهر الولادة والخصب شهر انبثاق الحياة فهذه الأيام ما هي إلا رموز لجوهر واحد فالارض والمرأة مصدر للحياة والخصب والعطاء واذا كانت الارض هي اصل الحياة فالمرأة اصل الجنس البشري وكلاهما مؤنث لغويا فالامة من الام انثى والعشيرة انثى والقبيلة انثى واسيا واوروبا وامريكا وافريقيا كلها اناث والكرامة انثى ولا عجب في ذلك فبالقدر الذي تحفظ الامة كرامة المرأة فيها تكون هذه الامة قوية متحضرة عزيزة الجانب وعلى الجانب المعاكس فالامة ومجتمعاتها التي تحط من قدر المرأة ومن كرامتها امه مهانه عاجزة.

لست انا فقط من يقول ذلك فقد صورت الروائية السعودية التي اعتذر لعدم تذكر اسمها وروايتها ولكن لم انسى مضمونها الذي تربط فيه بين غدر عبدالله لها وخيانة الجيوش العربية لفلسطين والقدس على وجه الخصوص فهي تمزج نفسها او صورتها مع صورة القدس وهي عندما تتذكر انتهاك عبدالله لعذريتها لتنتقل الصورة فورا لدبابات العدو تدق ابواب القدس وتربط بين ملابسها الممزقة واسوار القدس المهدمة حتى عندما تسير هائمة في شوارع جدة تمزج بين دموعها المنهمرة على مأساتها واحتلال القدس وحتى عندما تحرق ملابسها الممزقة تصف حريق المسجد الاقصى. وكذلك الفلم السوري (ليالي ابن اوى) الذي يشرح فيه الاسباب الاجتماعية والفكرية والثقافية للانسان العربي التي ادت لهزيمة حزيران فحيث لا يستطيع الفلاح القوي البنية بشواربه المعقوفة وطبيعته الخشنة من النوم نتيجة عواء ابن اوى والتي لا يسكتها سوى اطلاق صفير لا تتقنه سوى زوجته التي تنام منهكة والتي يجبرها الزوج على الاستيقاظ لكي تطلق صفيرها لتسكت ابن اوى والهدف فضح او رد تسلط وقسوة الرجل الشرقي العربي على وجه الخصوص على زوجته وابناءه الى احساسه بالعجز في مواجهة المجتمع والسلطة سواءا بسواء فهو عندما يفشل في بيع صناديق البندورة ويعود بها للبيت يبدا بقذف حباتها على زوجته وابناءه محملا اياه منفسا فيها غضبه وهاربا من احساسه بالانكسار وقلة الحلية هذه اشارة فقط الى روايات واعمال فنبة عديدة تناولت هذا الرابط بين وضع المراة في المجتمع وقوته وتحضره.
 
لن اكرر في هذه المناسبة ما قيل ويقال وهو كثير جدا بهذه المناسبات وان كانت الجماهيرجديرة بان تفخر بافرادها صفحة ثابتة لقضايا المرأة وحقوق الانسان بشرف عليها مناضلات حملن راية الدفاع عن حقوق المراة سنين طويلة وقدمن اعز التضحيات في سبيل هذا الهدف ولكن ما دفعني للمشاركة بهذه المناسبة بالذات ما اشاهده وبالتاكيد يشاهده الملايين من العرب والمشاهدين في انحاء العالم من حضور المراة المميز والبارز في هذه الثورات العربية المجيدة التي بدأت تتفجر براكين ملتهبة في وجه الظلم والفساد والاستبداد والرجعية والتخلف فانه لما يدعو للفخر ويبعث على الاحساس بالامل على تتويج نضالات المرأة وقطف ثمار او بعضها بهذه المشاركة النشيطة والفعالة في ثورة الياسمين وميدان التحرير وحتى في مجتمعات تعتبر نفسها ويعتبرها الاخرون مجتمعات محافظة لا تسمح للمرأة بالتواجد الا وراء الابواب المغلقة نجدها قد كسرت الطوق وحطمت الاغلال وها هي تدافع عن حقها كمواطنه كاملة الحقوق بالاضافة الى ميدان التحرير في ساحة التغيير في اليمن ولؤلؤة التغير في اليمن وشوارع معان وكافة شوارع المدن العربية هؤلاء النسوة اللواتي كسرن اكثر من طوق فاذا كان على الشباب ان يتحدوا سلطة الشرطة فان هؤلاء النساء عندما قررن المشاركة في هذه الثورات كان عليهن كسر مجموعة من الممنوعات والمحرمات فالمرأة عندما قررت ان تخرج من البيت الى الميدان كان عليها ان تتحدى سلطة الاسرة بقواها المختلفة من سلطة الاب والاخ وحتى المرأة الام وكذلك سلطة الحي والحارة والشارع والمجتمع بأسره وعليها تحدي العادات والقيم وهذه اشد سطوة من سطوة البوليس.
لذلك فقد شكلت هذه المشاركة الفعالة والنشطة للمرأة العربية برهانا وليس املا بان هذه الثورات انما تسير بالطريق الصحيح وقد وضعت لها الاهداف الصحيحة فهؤلاء الثوار الذين قضوا الايام واليالي معا في مكان واحد بعيدا عن اي رقابة من سلطة الدولة او الاسرة سوى رقابة الذات والخلق وعندما تعامل فيه هذه الثوار بعضهم بعضا باعتبارهم مواطنين لا فرق في ذلك بين ذكر وانثى يرفعون نفس الشعارات يتقاسمون احيانا نفس الخيام مما غيرت من الصورة النمطية التي حاولت بعض الفئات او السلطات حصر المرأة في جسدها واعتبارها لا تتقن سوى الفتنة والاغراء فالثورة التي طهرت النفوس وارتقت بالافكار والاهم ان هذه المرأة استطاعت ان تقنع المجتمع بانها انسان مساو متكافئ لها ما لها وما لغيرها وعليها ما عليها وما على الاخرين فهي مواطن له الحق في الحرية والديمقراطية والمشاركة في الحياة العامة والسياسية فالف تحية و اكبار للمراة العربية واتمنى لها مزيدا من الحرية والمساواة. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد