أهي الحقيقة أم ماذا ؟؟!!

mainThumb

17-03-2012 10:52 AM

 لستُ مِن هواتها، ولا ألقاها إلا كعابر سبيلٍ، أصادفها أثناء تطوافي بين القنوات باحثا عن المصداقية، التي أجدها أحيانا هنا أو هناك، لكنني لم أجدها أبدأ على الحقيقة.

في كل مرة مِن مرات العبور القصري بها أسمع ما يسوؤني، ويدفعني للتساؤول: متى تصدق هذه القناة في طرحها تجاه كل ما يَمُتُّ إلى الحركة الإسلامية بصلة؟!! ومتي تكون موضوعية ومنطقية في طرحها عندما تتناول ملفا مِن ملفاتها؟!! 
 
بالأمس القريب وقعت اعتداءات في جامعة اليرموك بين مجموعة من المشاركين في انتخابات الاتحاد، طُعن فيها ثلاثة مِن الطلاب، لكن السيدة حقيقة اتهمت فورا طلاب الائتلاف الاسلامي بالموضوع، مع أنه لم يخض انتخابات هذه الدورة، ولا علاقة لأعضائه بالأمر لا مِن  قريب ولا مِن بعيد، حيث اكتفوا برشح أربعة أو خمسة من أعضائهم في بعض الكليات، ولم يشكلوا كتلة لهذه الغاية، فما تفسير الحقيقة العزيزة لموقفها هذا، وهي تنشر مثل هذا الخبر بهذه الصورة المحرّفة؟!!
 
قبل شهور مِن هذه اللحظة كانت أحداث سلحوب التي وُجِّهت للجبهة الوطنية للإصلاح برموزها الكبيرة، لكن الحقيقة المبجلة كانت في عجلة من أمرها، ومتحمسة لتغطية الإعتداء اللأخلاقي الذي جرى، فأعلنت عنه قبل ابتدائه بنصف ساعة تقريبا، ثم توَّجتِ الخبر بإعلانها إطلاق أحد رموز جبهة العمل الإسلامي طلقات نارية في الموقع، تأجيجا للمشاعر الوطنية، ونفخا بكير الفتنة، ثم بدأت تطرح التساؤلات حول الحدث: ماذا يُراد منه؟! وما دوافع الراعين له؟! وماذا يمثل حراكهم تجاه الوطن والنظام؟! وما تبعاته على الأمن والاستقرار؟! وكيف يجب التعامل مع أمثالهم؟!! ثم تفسح المجال لسيلٍ مِن الاتصالات التي تكيل السّباب والشتائم لخيرة رجالات الوطن ورموزه، وتحرض عليهم عموم القوم وبسطاء الناس.
لا أريد هنا أن أتابع سرد الأدلة على هذا التوجه، فهي أكثر مِن أن تُحصر، وهي تؤكد منهجة واضحة المعالم، وبرنامجا واضح الملامح في استهداف كلّ مَن يقوم بتحرّك جادٍّ باتجاه المطالبة بإحداث إصلاحات دستورية وتشريعية حقيقية، تنقذ الأردن نظاما وشعبا من غول الفساد، وزمرة الفاسدين الذين اختطفوا الوطن باسم الوطن، وعطّلوا الإصلاح باسم الولاء.
 
أنا لا أطلب مِن أيّ إنسانٍ مُهتمٍّ بالشأن الأردني أكثر مِن نظرة سرعة على الخط البياني الذي يمثل الأداء الإعلامي لهذه المحطة منذ بدء الحراك الشعبي للإصلاح، وذلك بمشاهدة نبذات مِن أسلوبها في التغطية لما يجري، وبالعودة إلى أرشيفها المحفوظ على المواقع المختصة في الشبكة العنكبوتية، أو ممّا جمعه النشطاء والمهتمون مِن مقاطع بالصوت والصورة، لأحداث الداخلية وساحة النخيل، والزرقاء والمفرق والطفيلة وغيرها الكثير، وللعاقل بعد ذلك أن يحكم: أهذا إعلام أم شيء آخر....؟!! ولا أظن الإجابة متعسرة على عاقل منصف.
 
في الحقيقة ما على الرّاغب في أن يشبع لطما إلا أن يمشي في مأتم الحقيقة عقب كل حدث أو تصرح على لسان أحد النشطاء في برنامج الإصلاح الوطني، ليرى حجم الإسفاف والتحريف والقلب للحقائق، والتحريض والاستعداء، والترويج للأقاويل، خاصة إذا كان الأمر يتعلق  بالحركة الإسلامية  أو بأحد مِن رموزها.
 
لكن اللافت للنظر في الفترة الأخيرة يكمن في توسيع دائرة الاستهداف ليتعدى حدود الحركة الإسلامية في الأردن وحدها، ليصل إلى كل ما هو إسلامي في محيطنا العربي، بما في ذلك ما أثمرته ثورات النهضة العربية المباركة في مصر وتونس واليمن، التي نالها نصيبها من التشكيك، كوسيلة لقطع الطريق على المطروح من مشروعات الإصلاح، ولتلتقي في طرحها هذا مع وكالة سانا السورية، وتتبنّى وجهة نظرها فيما يجري على ساحة الوطن والأمة، وهو ما تدحضه الحقائق، ويجانبه منطق الواقع والتاريخ.
بل لقد تعدى الأمر الجماعات والتنظيمات لينال مِن الأشخاص خارج حدود الوطن، حيث دشَّنت الحقيقة قبل أيام حملة تحريضية ضد الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، الذي لا ينتسب -الآن - لجماعة الإخوان المسلمين، ولا ينطق باسمها، وليس عضوا في شوراها ولا مكتب إرشادها، نالت منه الحناجر والألسن المعاقة فقهيا، الفقيرة علميا، لكنها غنية بالبهتان والخطل، ساعية بالإثم والعدوان، ولا يتسع المقام للرد على ترّهاتها التي سنفرد لها – إن شاء الله تعالى -مقالا خاصا يدحض الدعوى ويجلِّي الحقيقة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد