انتباه .. عقد القران لا يجعل الزواج مكتملا اجتماعيا

انتباه  ..  عقد القران لا يجعل الزواج مكتملا اجتماعيا

15-04-2012 10:30 AM

 تعتبر فترة الخطوبة هي الفترة الذهبية حيث تتسم العلاقة بين الخطيبين بالرومنسية يسودها التجمل ويتم ذلك على حساب الهدف الاهم لهذه الفترة ، وفي ظل سيطرة الذهنية الدينية يفضل معظم الاهل خصوصا اهل الفتاة الاسراع في عقد القران( كتب الكتاب) باعتبار ان ذلك من شأنه توصيف العلاقة بالشرعية ، اي اعتبار ان الخطيبة شرعا اصبحت زوجه والبعض يرى في ذلك تثبيتا وضمانا لتتويج الخطبة بالزواج او بالاحرى ربط الخطيب، وهنا لا بد من اضاءة الضوء الاحمر ، فهذا الرباط احيانا ما يلتف حول عنق الفتاة .

   ففي حالات كثيرة ينجرف الخاطبين في عواطفهم لتطغى عليها ذئاب الرغبة والتي في سبيل اشباعها يتسلح الشاب بكتب الكتاب ويقنع الفتاة بانها شرعا زوجته متناسين ان هناك عرفا اجتماعيا هو اقوى من الشرع اذ لايعترف المجتمع بشرعية الزواج الا بعد حفل الزواج الرسمي، وبعد ان تقع الواقعة وتحق ساعة الاستحقاق ، وحين تحاول الفتاة وضع خطيبها امام مسؤولياته سرعان ما تتجلى ازدواجية الشخصية العربية  والتي يعتبر ان من سلمت نفسها له ستسلم لغيره  وفي اغلب الحالات يتنكر الشاب ويتهرب من مسؤولياته تاركا الفتاة او بالاحرى الضحية وحيدة مع مأساتها ناسيا او متناسيا الرخصة الشرعية.
 
   لا يساعدها في ذلك قانون الاحوال الشخصية الذي يخلو تماما من اية بنود تحفظ للفتاة حقوقها، خصوصا وان اثبات الواقعة لا يمكن اثباتها نظرا لمضي الوقت عليها خصوصا في حالة فقدان العذرية بلا حمل ، وهذا ليس موقفا شخصيا فملفات المحامين وسجلات القضاء تزدحم بمثل هكذا مآسي ، وهنا اشارة مما ينشر في الاعلام , فتاة في التاسعة عشر من عمرها اقنعها خطيبها بممارسة الجنس تحت غطاء الرخصة الشرعية وعند مواجهته بالامر اثر ظهور اعراض الحمل انكر فعلته ونتيجة تدخلات الوجوه والضغوط وافق على الزواج منها بلا عرس لتعود لبيت اهلها بعد الولاده مباشرة، واخرى لم ينتظر الخطيب يوما واحدا اقدم على معاشرة خطيبته ليلة الخطبة وكتب الكتاب ..؟ ! في مطبخ زينكو ومع عجز المحامي عن اثبات الواقعة ومثل هذه الحوادث من الصعب اثباتها طبعا من خلال شهود اضطر الاهل للتخلص منها خوفا من الفضيحة.  واخرى تمت الخطبة بعد جاهات متعددة ولدى ذهاب الخطيبين في رحلة تعرضا فيها لحادث سير توفي على اثرها الخطيب لتكتمل المأساة بعد فترة لدى ظهور عوارض الحمل .
 
   هذا غيض من فيض مما يحدث والأكثرمنه مما لا يتم الاعلان عنه وهنا لابد من التذكير بان الكتاب وعقد القران لا يعدو كونه عقدا يبين حقوق الطرفين ولا يجعل بأي شكل من الاشكال كاملا .... فطقوس الخطبة هي اعلان وتصريح اجتماعي للخطيبين بالظهور معا بلا شبهة  والمفوض ان هذه الفتره الهدف منها  التعارف والتعرف والاستكشاف  وتبين امكانية تتويج الخطبة بالزواج او الانفصال من بداية الطريق ، اما العرس فهو اعلان اجتماعي باستكمال شروط الزواج وبعدها فقط يصبح الاثنين زوجين معترف بهما اجتماعيا.
   نقطة جديرة بالانتباه ان مثل هذه المآسي انما تقع لعدة اسباب منها  الزواج المبكر حيث غياب الاحساس بالمسؤولية اما السبب الاهم فهو غياب التواصل بين الابناء والاهل وبالذات الفتيات وهذا احد انعكاسات الدكتاتورية الاجتماعية والفهم الخاطئ للتربية الجنسية التي تحاط باجواء من الكتمان والسرية بل ربطها بالتحريم .
 
   لذلك وقبل ان نطالب بديمقراطية سياسية علينا ان نجعل من الديمقراطية اسلوب حياة وسلوك شخصي يربي اجيالنا على التواصل بدل الصراع . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد