انقشع الضباب وبانت رؤوس الفساد

انقشع الضباب وبانت رؤوس الفساد

06-05-2012 10:14 PM

 مركب الوطن يسير بأيدي قباطنة متنفذين واذا ما بقوا فإن السفينة إما ان تهوي إلى أعماق البحر وإما إلى بر الفساد فلا مكان إلا للفاسد ولا لغير ذلك رفعت الأقلام وجفت الصحف ..  أي غفل هذا واي سخف هذا الذي يحدث واي بلاء منزل علينا من أبناء جلدتنا ... لما تستخفون في عقولنا ولا تعلموا أننا نكظم غيضنا من اجل ما هو اعظم منكم هو وطننا الذي سننتزع طوق النار عنه .

بعدما انقشع الضباب عن نوايا الإصلاح وكذلك ملابسات استقالة الدكتور عون الخصاونة والإحباط الذي أصاب كل منتمي إلى هذا البد .. فانه لا يوجد ما يبشر خيراً .. فالمؤشرات تدل على ان قضايا الإصلاح تدور في دوائر مفرغة تماما ودائرة الفساد محكمة بطوق ناري تحرق المقتربين منها .. وللأسف هناك من هم من خارج هذه الدائرة يبررون ويدافعون عن من في الدائرة ويحاولون من تشويه صورة كل من اقترب من هذا الطوق وتلفيق الأحداث وتشويه المشهد الخاص به .. الأبواب المتعلقة في الفساد كثيرة جداً ولا تفتح تلك الأبواب بسهوله فاذا ما فتح باب على الفاسدين الصغار اغلق باب على الفاسدين الكبار  ، وما زالت تلك الأبواب عصية وقوية واذا سنحت فرصة لان يصنع القدر لنا رئيس للوزراء كعون الخصاونة يتمتع بالنزاهة والإخلاص فيحاول ان يفتح تلك الأبواب إذ به يفاجئ بنفس القدر بان يطاله الطوق الناري فيحرقه .. ومن ثم يتم حشد الحشود في المواقع الإلكترونية وغيرها للترويج لمبررات الحرق بانه لمصلحة هذا الوطن تم حرقه .. كما أن استثناء بعض الوزراء من التشكيلة الجديدة كأمثال الدكتور محمد نوح القضاة والذي يتمتع بالنزاهة والدين ومخافة الله والذي يشهد الجميع من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب  له بذلك  مع بقاء وزراء ثابتون كثبوت الليل والنهار في كل يوم  حيث تجده في كل  تشكيلة وكأنما الوطن سيهلك بدونهم .. هو مؤشر مرعب على وضوح الصورة ووضوح النوايا التي يسير فيه مركب البلد .. والمشكلة الأكبر تكمن في أنها ما زالت غير واضحة بالنسبة لعدد لا باس فيه بحيث قد تتوافد الحشود وتقول ان كل ذلك أيضا لمصلحة الوطن ! فهل استبعاد الخصاونة وأمثال الدكتور نوح القضاة هو لمصلحة الوطن أيها السادة ؟؟؟؟
 
 ان العتب الكبير هو ليس على هؤلاء الذين يصنعون المؤامرة بالخفاء ولكن عتبي لمن يمتدحون ويصفقون ويترجلون في كل مرة ويدافعون عن رجالاتهم المفسدين بحكم العشيرة أو المعرفة أو بحكم الانتماء إلى مؤسسة أو إلى واجب يوكل إليه من قبل جهات معينة بدون ان يكون للوطن أي اعتبار .. فهناك ما زال الكثير يؤمنون بان الرموز فوق الوطن وخطوط حمراء لا يجرؤ أي كان على اختراقه .. والعشيرة فوق الوطن فاسداً أم صالحاً .. والكرسي فوق الوطن .. والمادة فوق الوطن .. والمصالح فوق الوطن .. والوظيفة فوق الوطن .. والأجندة الخارجية فوق الوطن...... ويا حسرة على وطني فوق من سيكون !؟ وكانت النتيجة فساد وأجواء تشبعت بالاستخفاف والمجاملات .. صور ودلائل وشواهد على نماذج من المفسدين الذين يتناوبون على تنفيذ المؤامرات وما زال هناك الكثير والمصفقون ما زالوا يدافعون عنهم لانهم من أبناء العشيرة أو لأنه يجمعهم بهم النسب وصلة القرابة ، أو لان هناك مصلحة مشتركة بعيده كل البعد عن مصلحة الوطن .
 
إلى كل من ينتمي إلى هذا الوطن بالكلمة وليس بالفعل توقفوا عن خداع  أنفسكم ولا تصرفون أصواتكم وصراخكم على من ستحل لعنة التاريخ عليهم .. ترفعوا عن الولاء الأعمى لرموز الفساد والمفسدين ..وكفوا عن  التصفيق أينما حلت رجالات الدولة المفسدين .. وتذكروا الماضي ومواقف كل من يريد ان يمتطي جواد الرئاسة ويريد ان يكافح الفساد .. اجعلوا انتمائكم إلى الوطن لا الا الموقع الجغرافي ولا إلى مؤسسات الفساد وأشخاصها ، الشعب هو من يصنع التغير وهو من يصلح الخلل وهو من يقتلع جذور المفسدين .. وليس المفسدون هم من  سيصنعون الإصلاح والتغيير  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد