انتصار الأسرى .. وتحرير المسرى

mainThumb

17-05-2012 11:01 AM

 أتمعن كثيرا في انجازات الجيش الأردني.. واقف طويلا عند؛ انتصاراته، وبطولاته.. في القدس، وأكناف القدس.. استعرض شهدائه وأسراه لدى العدو.. واستذكر كل ما أوقعه من هزائم بالعدو الغاشم، وكم كبده من خسائر وقتلى داستهم بساطير أفراد الجيش الأردني ليعدوهم، وأسروهم كقطعان القطا التائه وفيهم "شارونهم" اللعين.. لأتلوى مع جموح أفكاري كلها فلا أجد جوابا لسؤالي الوحيد وهو: لماذا لم نحافظ على أيً من هذه الانتصارات؟؟  

حتى نصر الكرامة الذي نتخطفه وهوية صانعه.. دون أن ندرك أن الحفاظ على النصر أهم من الانتصار!!
 
وأتطلع إلى انتفاضة الأقصى الأولى والثانية وكيف كان لها أن زلزلت العدو.. وحقق فيها شبابنا الفلسطيني الانتصار بالحجر، وأدهش بالصمود؛ أمام الآلة العسكرية الضخمة، والدعم العالمي للعدو على كل الصعد، مع تخلي العرب عن شعبنا بالداخل الفلسطيني.
ورغم كل التنكيل بالفلسطينين لكنهم انتصروا حينها؛ وإذ ما عرف الانتصار على أنه: كسر إرادة العدو، وإبطال مفعول آلته العسكرية البسيطة والمعقدة، وتكبيده الخسائر المادية والمعنوية، ومنعه من تحقيق أهدافه. فان كل هذا تحقق لشعبنا المعزول في الداخل.
ورغم الصمود الغزاوي والانتصار الحقيقي  إلا أننا أيضا لم نحافظ عليه.. وتركنا الشعب الفلسطيني وحيدا.. لا بل تم حصاره والتضييق عليه، في حين انه لو دعمناه للحفاظ على انتصاراته هذه؛ لسقط العدو الهش، الذي ثبت لنا؛ انه يتستر وراء إعلامه الملعون، ليخفي زيف قوته العسكرية الميدانية.
 
ويحيرني اليوم انتصار الأسرى العرب، بقوة إرادتهم فقط، في عسقلان البغيض، المتزامن مع الذكرى المسماة بالنكبة.. مطأطأ راسي؛ أمام انتهاكات الأقصى، وحرية المسرى - من جهة - وبلادة شعوبنا تجاهه رغم أنها انتفضت لأجل الحرية والكرامة والإصلاح - من جهة أخرى - لأجد أننا نحن السجناء. والأسى المقيدة إرادتهم، اللاهون بتسجيل الانتصارات على ذاتنا وخرافاتنا الإصلاحية.. لان القاعدة انه لن يصلح حالا للأمة إلا بتحرير الأقصى، ولن نحر أقصانا دون أن نسعى للحفاظ على انتصاراتنا الحقيقية والبناء عليها قلاعنا وحصوننا التي ننطلق منها نحو تحرير أقصانا ومسرى قائدنا والقيام بمشروعنا الأكبر..
 
وان صلاح مشروعنا أن يتزاوج أردنيا وفلسطينيا وعربيا كفاحيا؟؟ وهل ننهض بمشروعنا التحريري.. ونرمي بالمقاومة والممانعة؟؟ الخادعة.
فذاك هو نصر الأسرى.. لنحافظ عليه.. لننطلق إلى همنا الأكبر.. ونحرر المسرى


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد