إستراتيجية التعامل مع الحركة الإسلامية

mainThumb

20-05-2012 08:59 PM

 إن مطبخ القرار مقتنع تماماً أن وصفة الخروج من الأزمة السياسية تبدأ بمشاركة الحركة الإسلامية في الإنتخابات القادمة وأن أي وصفة من غير مشاركتهم لن يكتب لها النجاح ضمن المعطيات الحالية  وهو مقتنع تماماً أن مشاركة الحركة الإسلامية في هذه الظروف ضرورة سياسية وليست حاجة كمالية يمكن الإستغناء عنها ولكن ما نشاهده ونقرأه وما يتسرب من هنا وهناك  في هذه الأيام يقول عكس ذلك وحتى نقرب الصورة التي نريد توضيحها نريد أن نروي قصة رجل إستخدم نفس إستراتيجية مطبخ القرار مع القوى السياسية ،

 
 فهذا الرجل كان يسكن مع زوجته في غرفة ضيقة وظلت زوجته تلح عليه بتوسيع الغرفة لأنه قادر على ذلك ويمتلك كل ما يلزم من مال لذلك ولكنه لم يقبل حرصاً على المال الذي لا يريد إنفاقه ولما زاد إلحاحها ذهب وإشترى خاروف ووضعه في الغرفة فزاد غضبها فذهب وإشترى ماعز ووضعها في الغرفة فجن جنونها فذهب فإشترى ديك حبش فكادت تخرج عن طورها فذهب فإشترى قفصاً كبيراً من الحمام  حتى تحول الإلحاح من توسيع الغرفة إلى  إخراج الحيوانات من الغرفة  وبالفعل أخرج الحيوانات وتوقف الإلحاح وبقيت الغرفة ضيقة  .
 
وهذا ما يسير به مطبخ القرار فهو وضع دائرة ما فيها غير قابل للتنازل وهو صلاحيات مطبخ القرار والحصانة من المسائلة وما سواه يمكن الأخذ والعطاء فيه فهو لا يريد شركاء في الحكم   ولكن القوى السياسية وخصوصاً الحركة الإسلامية أصرت على ضرورة مشاركة حقيقية للشعب في صنع القرار والمحاسبة والمراقبة وإختصرت ذلك في ضرورة تعديل المواد 34 –35  —36  — أي حكومة منتخبة من الشعب ومجلس نواب محصن من الحل ومجلس أعيان غير معين 
 
ولما رأى مطبخ القرار هذا الإصرار فقد تراجع عن الطرح المتداول في بداية الحراك  وهو قانون 89  زائد  القائمة الوطنية ، إلى الصيغة التي قدمها الدكتور معروف البخيت وهي ثلاثة أصوات للمحافظة زائد  عشرين مقعدا  للقائمة ثم حدث تراجع عندما   أجبرت حكومة الخصاونة على تقديم قانون صوتين للدائرة وخمسة عشر مقعدا  للقائمة الحزبية ، ثم كلام النواب وما يتم تسريبه بضرورة الرجوع لقانون الصوت الواحد ويضاف على ما نقول الهجمة الشرسة على القوى السياسية وخصوصاً الحركة الإسلامية بالإضافة إلى  تقديم إقتراح في مجلس النواب بحظر الأحزاب القائمة على أساس ديني  ،فأنت أمام سياسة تضييق متواصل ومتزايد وأتوقع أن مطبخ القرار قد وصل إلى الذروة في هذه السياسة   
 
والناظر في هذه الإستراتيجية يجدها ذكية  ولكنها قديمة وعتيقة جدأ ذلك أنها لم تأخذ التغيرات البنيوية الإيجابية التي أحدثها الربيع العربي في الحركة وما أنتجه الإصرار على ديمومة الحراك في  العواطف الجمعية للحركة الإسلامية  ، فعدما تضع حركة نفسها سنة ونصف في حراك يطالب بإشراك الشعب في صنع القرار ويهيمن الخطاب والحوار بين جميع أعضاء الحركة على ضرورة الإصلاح الحقيقي وتتكون حالة من الوعي والمشاعر نحو ضرورة الإصلاح الحقيقي وفي كل جمعة ساعات من الهتاف لللإصلاح الحقيقي على مدى سنة ونصف بشكل متواصل ، كل ذلك بمنطق الأشياء وبالاوعي  أنشئ تغيراً بنيوياً ملتصقاً بنبض الشارع وعقله فأستطيع أن أقول وبكل ثقة أن الحركة الإسلامية اليوم ليست الحركة  في الأمس ، والشعب الأردني اليوم ليس الشعب الأردني بالأمس 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد