حكاية نهاية الأسبوع

mainThumb

25-05-2012 02:42 PM

 في ليلة ماطرة والأب نائم في بيت إبنه صاحب  الثلاثة أولاد إستيقظ  الإبن مخنوقاً ثم خرج من الغرفة محاولاً التنفس ولكن دون جدوى فذهب غلى غرفة أبيه و زوجته وراءه تبكي إستيقظ الأب مفزوعاً فهي أول مرة يرى إبنه بهذه الحال ولكن الإبن ترك أباه وذهب وأيقظ الأولاد ،فإستيقظوا مفزوعين  ، فهرعت الزوجة إلى الأب ترجوه بإستدعاء الدفاع المدني ولكن الأب قال بثقة :

*- أتركيه ...أقل من دقيقة وسيهدأ لوحده ويرجع كما كان ...مسكين يا هشام ...مسكين

وبالفعل  بعد أقل من دقيقة هدأ هشام وزوجته وأولاده حوله  يبكون بخوف وإضطراب ، طلب الأب أن يبقى مع إبنه لوحدهما وخاطب الزوجة :

*- أنا أوكد لك أن الموضوع قد إنتهى هذه الليلة ...إذهبي ...أنا وهو في حاجة لنكون معاً لوحدنا

ذهبت الزوجة وتظاهرت بالنوم في غرفة الأبناء ، ذهب الأب مع إبنه إلى غرفة بعيدة عن غرفة الأبناء حتى لا تسمع الزوجة كلامهما قال الأب  لأبنه :

*- أريد أن تسمعني فقط وبعدها  إفعل ما تراه مناسباً ... وأنا في سنك تقريباً كان يحدث معي ما يحدث معك الان وما يحدث مع زوجتك كان يحدث مع أمك وما يحدث مع أبنائك كان يحدث مع إخوانك الكبار  وكنت أنت يا هشام إبن ثلاث سنوات لا تتذكر تلك الليالي

السبب في ما كان يحدث معي هو الحسد ، لقد خلقت بطبيعتي شخصاً حسوداً   ولكن هناك أشخاص كان يستفزني مجرد رؤية النعمة عليهم هم بعض معارفي من الأطباء مع أني كنت طبيباً ناجحاً ولكن عندما إزداد شعوري أن هؤلاء الأطباء  يتعالون علي  وأنا مضطر لمجاورتهم ومخالطتهم كان يحدث معي بالضبط ما حدث معك الليلة ، ولكن من لطف الله بي أني كنت أعرف  دائي ، فقررت  أن أعالج نفسي  أكثر ما دفعني لذلك ليس التخلص من حالات الإختناق بل لاجل أن لا أراك وأمك وأخوتك في نفس المشهد الذي رأيته مع زوجتك وأولادك الليلة ، فهداني الله بعد قراءة لمجموعة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي يرد الحسد هو الدعاء بالبركة لصاحب النعمة

ولكن المشكلة أني لم أستطع أن أدعو بالبركة  لهولاء الأطباء أو حتى لأي شخص أخشى بسبب نعمته أن يتعالى علي ، وبدأت أفكر بطريقة تجعلني أمتلك القدرة على الدعاء لهؤلاء بالبركة فهداني الله بأن أدعوا لأشخاص لا اعرفهم عندما أرى نعمة ظاهرة لهم ثم  أدعوا لأشخاص أعرفهم ولكن لا تستفزني النعم الظاهرة عليهم ثم بدأت أدعوا بالبركة للأشخاص الذين تستفزني النعم الظاهرة عليهم  ثم بدأت أقرأ في الصباح والمساء وعند النوم سورة الفلق وعندما أصل لقوله تعالى (من شر حاسد إذا حسد ) أكررها كثيرأ  فهذه الأية لها أثر على قلب الحاسد عظيم  ومن ذاق عرف يا هشام

....صدقني يا هشام في بدايات الدعاء لهم كنت أدعو لهم بالبركة بلساني وقلبي يتمنى زوال النعمة عنهم ولكني كنت عازما على التخلص من حالة الإختناق لأجلك أنت وإخوانك وأمك ، فقد كنت أتعذب وأحترق ولا أبالي  ولكن  لما وصلت حبال مشانق الحسد تلتف حول أعناقكم بسببي  ....كان لا بد من التحرك للعلاج ..

وبقيت يا هشام أكثر من سنة تقريباً أدعو للأطباء الذي تستفزني النعم عليهم بالبركة بلساني وقلبي يتمنى زوال النعمة عنهم ولكن بعد السنة بدأت أشعر أن شدة تمني زوال النعمة عنهم تخف شيئاً فشيئاً من قلبي  ولكن عندما يتعالون علي  أو أشعر أنهم يتعالون علي أحس أني رجعت إلى المربع الأول  ولكن عندما أتذكركم وأنت وإخوانك وأمك تبكون حولي خائفين ، أندفع للإستمرار بالمحاولة  حتى وصلت لدرجة اني  أدعو لأي شخص بالبركة  عندما أرى نعمة عليه  بلساني وقلبي  حتى الأطباء الذين كان يستفزني مجرد رؤية النعمة عليهم

هشام الحسد ماكنة تنتج الهم والحزن  والإعتراض على أقدار الله  ليس أما مك إلا أن تفعل ما فعلته يا هشام ومن اليوم ، لا تتخيل يا هشام أثر الحسد على حياتك ....على عقلك على قلبك على بصرك وسمعك ....إنه كمرض السرطان يا هشام صدقني  بل هو اشد من مرض السرطان لأن السرطان يدمر حياتك في الدنيا  أما الحسد فإنه  يدمر حياتك في الدنيا وحياتك في الاخرة . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد