ملوك العرب (1)

mainThumb

07-06-2012 03:20 PM

الأعياد الأردنية قصة لابد أن تدرس وهي مسلسل لم يكتب بعد وهي الكتاب الذي لم يقرا للان .

الحسين بن علي وعبدالله بن الحسين وطلال بن الحسين والحسين بن طلال وعبدالله الثاني حفظه الله توحدت أرواحهم بأرواحنا وتعلقت بهذا الوطن.

ونظرا للقادم من أيامنا والتي تحمل في ثناياها فرحة أردنية كبيرة تتمثل في عيد الثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس الملكي فإنني سعيت للكتابة عن صاحب العيد وأحفاده ملوك بني هاشم من بعده

الحسين بن علي

هو الشريف حسين بن علي بن محمد بن عون بن عبد المعين بن ابي نمي، ويصل نسبه من جهة والده بالنبي محمد (ًص). ولد في الاستانة سنة 1853م خلال إمارة عبد المطلب غالب في مكة . وفي السنة الثالثة من عمره عين جده محمد بن عون للمرة الثانية أميراً لمكة. وبعد وفاة جده وعودة والده الى الاستانة بقي في مكة طالباً للعلم في مدارس الإشراف الخاصة التي كانوا يقوموا على أمرها بسبب عدم وجود المدارس المنظمة في الحجاز في ذلك الوقت .

لم تكن تربية الحسين بن علي تماثل أقرانه من أبناء الأشراف فقد خالف والده فيه العادة المتبعة حيث لم يبعث به الى إحدى القبائل المجاورة لمكة ولم يربه تربية خالصة فنشأ خضريا مدنيا وأولع بالدرس والمطالعة فحفظ مبادئ العربية وتفقه في اصول الدين وفروعه وحفظ القران قبل ان يتجاوز العشرين من عمره . ومن خلال قربه من والده الذي كان وقتها عضواً في المجلس الاعلى ومجلس الشورى للدولة في الاستانة اكتسب الشريف الحسين خبرة في العمل السياسي وطموحا في القيادة.

واتساقا مع هذا الطموح فقد اسند الشريف عبدالله بن محمد الذي تولى الخلافة بعد وفاة والده عام 1858 وهو عم الشريف الحسين بن علي إليه مجموعة من المهمات كفلت له معرفة الحجاز وقبائله وعشائرها بحيث اصبح الشريف الحسين بن علي حلقة الوصل بين امارة مكة والقبائل الحجازية وغيرها .

تزوج الحسين بن علي من ابنة عمه عابدية التي انجبت له علي وعبدالله وفيصل ورزق بإبنه زيد نتيجة زواجه من عادلة هانم حفيدة رشيد باشا الكبير الذي تولى في أيامه منصب الصدر الاعظم .

في عام 1908 عين الشريف الحسين بن علي أميرا على مكة .

حكم الشريف الحسين بن علي مكة لمدة ثماني سنوات شهد خلالها مجموعة من الحقائق والتي دفعته الى اعلان الثورة العربية الكبرى بتاريخ 1916/6/10 وتمثلت هذه الحقائق بالتالي :

1- اضطهاد العرب وقتل نوابغ الامة ورجال النهضة العربية

2-اضطهاد اللغة العربية والغائها من المدارس

3-خروج جمعية الاتحاد والترقي على تعاليم الاسلام

4-خروج مقالييد الحكم من يدي سلطانها الشرعي الذي سجنه الاتحادييون في قصره

5- سياسة التتريك

وبعد نجاج الثورة العربية الكبرى وبعد ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها ورفض الشريف الحسين بن علي التخلي عن الارض العربية وسعيه للحفاظ على عروبة فلسطين ورفع الانتداب عنها ، رفعت بريطانيا دعمها للحسين بن علي والتزمت بميثاقها مع ال سعود الذين تحركت قواتهم الى مكة وسيطروا عليها مما دفعه الى التنازل عن الحكم لابنه علي والمغادرة الى العقبة الا ان بريطانيا رفضت ذلك ونفي الى قبرص .

توفي الشريف الحسين بن علي عام 1931.

ومعاناة الشريف الحسين بن علي ورفضه التخلي او المساومة على الارض العربية يعتبر من الناحية العملية مرجعا لكل ملوك بني هاشم وفي هذا الامر قال الحسين بن طلال رحمه الله (الحسين ، جدي العظيم قائد الثورة العربية الكبرى الذي لم يساوم ابدا على الحقوق العربية او الفلسطينية يستريح في مثواه الاخير بجوار قبة الصخرة المشرفة في المسجد الاقصى في مدينة القدس).

عندما ولد الملك عبدالله الثاني بن الحسين كان قد مضى على وفاة الحسين بن علي احدى وثلاثين عاما الا ان تاثير الحسين بن علي بقي مستمرا في حياته ويتضح هذا الامر من خلال اشارة الملك عبدالله الثاني الى ذكرى الثورة العربية الكبرى.

فالثورة العربية التي قادها الحسين بن علي وأسس من خلالها حكم الهاشميين في الجزيرة العربية وبلاد الشام جعلت كل ملوك بني هاشم من عبدالله الاول الى عبدالله الثاني يعتبروا الحسين بن علي المعلم الأكبر والقائد الذي يجب ان نسير في هديه للوصول الى وحدة العرب فهو حلقة الوصل بين اجداده الهاشميين واتصالهم بالنبي محمد (ص) الذين حكموا الحجاز وبين احقاده من بعده .

في هذه الأعياد أسعى للكتابة عن ملوك بني هاشم تخليدا لذكراهم ولتوضيح الأدوار التي قاموا بها .

ملاحظة : جزء كبير من المعلومات التاريخية التي وردت اعلاه تم الاعتماد فيها على رسالة ماجستير خاصة بي اجيزت عام 2008 بعنوان القومية العربية في خطابات الملك الحسين بن طلال من عام 1977 ولغاية  1999

عاش الأردن دائماً حمى عربياً هاشمياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد