الدولة الأردنية وحماس عودة العلاقات بثوب جديد

mainThumb

01-07-2012 10:11 AM

 جاءت جنازة الشهيد كمال غناجة بحضور قادة حركة حماس في العاصمة الأردنية عمان لتعطي ضوءً على شكل العلاقة القادمة بين الدولة الأردنية وحركة المقاومة حماس ، فرغم رهبة الموت التي ملئت المسجد الذي إحتضن الشهيد ورغم مسك الشهادة الذي نُثر على المقبرة إلا أن الهتافات العفوية التي رافقت حمل النعش في المسجد والكلمات التي ألقيت على المقبرة  تؤكد أن هناك قراراً بعدم تسيس الجنازة من قبل حركة حماس وظهر ايضاً عدم محاولة تجيير الجنازة من قبل الحركة الإسلامية في الأردن لصالحها وظهورها  بمظهر التنظيم المستقل عن حركة المقاومة حماس .

 
لقد أضاءت الجنازة مشهد العلاقة القادمة بين حماس والدولة الأردنية وبين حماس أيضاً والحركة الإسلامية في الأردن ففي الماضي قبل إبعاد قادة الحركة من الأردن فقد كانت العلاقة بينهما قائمة على إتفاق غير مكتوب  ذكره إبراهيم غوشة في كتابه( المئذنه الحمراء ) و نقله عنه محمد ابو رمان في كتابه( السياسة الأردنية وتحدي حماس ) ويتضمن الإتفاق على  عدم تدخل الحركة في الشأن الأردني  بالإضافة إلى عدم قيام الحركة بأي عمل عسكري إنطلاقاً من الأردن وأن تسمح السلطة الأردنية بالنشاط السياسي والإعلامي للحركة على الأراضي الأردنية .
 
هذا في الماضي أما اليوم فيمكن تجديد الإتفاق غير المكتوب  ولكن بثوب الربيع العربي  والربيع الأردني ايضاً فالدولة الأردنية تقرأ العلاقة  مع حماس في هذه الأيام أنها تساعد بشكل كبير على جعل الأردن وسيطاً وفاعلاً في المصالحة الفلسطينية بعد التغير الكبير الذي حدث في مصر و وصول حركة مساندة لحماس على عرش مصر كما يساعد على إبقاء الولاية الدينية على المقدسات في القدس وهذا ما يصر عليه الأردن وزيارات القدس من قبل  شخصيات  من الأسرة المالكة ومسؤولين أردنيين  قبل ما يقارب شهرين تؤكد هذا الإصرار .
 
كما أن هذه العلاقة مع حماس التي ترفض بشدة الوطن البديل  والتوطين والخيار الأردني تشكل رداً قوياً لمقولات اليمين الإسرائيلي  الذي يريد ان يحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن ، ومن الجدير بالذكر أن التقارب بين مطبخ القرار الأردني وحركة حماس لا علاقة له بالعلاقة بين الحركة الإسلامية الأردنية ومطبخ القرار الأردني ، لأن حماس جاءت وهي عازمة على  الإبتعاد عن الشؤون الداخلية للحركة الإسلامية والتعامل معها كتنظيم مستقل 
 
أما حماس فإنها كانت دائماً تسعى لإعادة العلاقة مع السلطة الأردنية ،  فأغلب قادتها في الخارج  يحملون جوزات سفر أردنية واغلب أقاربهم في الأردن ، والأردن يشكل مكاناً آمناً لهم ولأسرهم ، وخصوصاً بعد خروج أغلب أسرهم من سوريا ، فحماس في الأردن بحلة جديدة ، وهي حركة فلسطينية على الأراضي الأردنية لا علاقة لها إطلاقاً بالشأن الداخلي الأردني ومبتعدة كل البعد عن كل   التجاذبات داخل الحركة الإسلامية  الأردنية ،ولا تمارس أي نشاط سياسي على الساحة الأردنية  
 
     في عزاء الشهيد كمال غناجة كرر خالد مشعل نفس التطمينات للداخل الأردني  التي أكدها في عزاء والده سابقاً وهي رفض التوطين والوطن البديل ورفض أن يمرر أي شيء  يكون على حساب الأردن لأن فلسطين سياسياً هي فلسطين والأردن سياسياً هي الأردن  وأن حماس لن تكون إلا في مصلحة الأردن  وأنها لن تتدخل بالشان الداخلي للإردن ولا الشأن الداخلي للحركة الإسلامية .
 
 
لذلك فإننا سنرى في الأيام القادمة تطور للعلاقة بين الدولة الأردنية وحماس  وان عمر هذه العلاقة سيطول  حسب المعطيات السياسية الدولية والإقليمية وستأخذ شكلاً واضح الحدود والمساحة ، وان الربيع العربي سيدفع بهذه العلاقة للإمام برغبة الطرفين ، لذلك فنحن أمام منحنى جديد في العلاقة بين الطرفين  الطريق فيه واضح وخالي من الضباب وسيستمر أربع سنوات على أقل تقدير وهي فترة رئاسة مرسي على دولة مصر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد