اعلامنا الرسمي .. تحت المجهر

mainThumb

02-07-2012 08:52 PM

 في احدى المؤتمرات الدولية التي انعقدت في العاصمة الألمانية بون وشارك فيها الأردن شاهدت احد الوزراء الأردنيين والذي كان يمثل الأردن في هذا المؤتمرالعالمي الكبير يدخل الى قاعة الصحفيين ويسأل بصوت عال عن مندوب وكالة رويتر للأنباء...فتقدمت منه وعرفته بنفسي قائلا:معاليك انا مندوب وكالة الأنباء الأردنية بترا وطلبت منه تصريحا حول المشاركة الأردنية واهميتها في هذا المؤتمر الدولي  لوكالة الانباء الأردنية...فأدار لي ظهره قائلا : بعدين بعدين وذهب ولم يعد، لا لشيء الا لأنني لست مندوب رويتر بل مندوب وكالتنا الرسمية علما بأنني كنت استطيع ان اجري معه مقابلة مطولة لمؤسسة الأذاعة الألمانية وادخل لنفسه نشوة التحدث للأعلام الغربي...وكثيرا ماكنا نقرأ الاخبار الأردنية (الهامة) من خلال وكالات الانباء الأجنبية قبل نشرها في وكالة الانباء الأردنية الرسمية .اذا نحن امام مشكلة تسريب الاخبار الهامة الى الوكالات الاجنبية قبل وصولها الى الاعلام الرسمي...فهل يعود ذلك الى عجز مندوبينا المحليين أم هي عقدة (الخواجا) واللحاق  بالأجنبي؟.

 
     اعتقد ان علينا اولا وقبل كل شيء اعادة الثقة بالأعلام الرسمي ثقة المسؤول بنا كأعلام رسمي وكذلك ثقة المواطن واعني هنا القاريء والمستمع والمشاهد...وان نتخلص من اسلوب اعلام الستينات من القرن الماضي ايام التلكس وانتظار الخبر حتى يجاز من عدة اشخاص بل مؤسسات...وعلينا ان ندرك ان العالم قد تغير ووسائل الأتصال قد تغيرت...فاذا تأخرت انا كأعلام رسمي عن بث الخبر بضع دقائق سيبث من وكالات وفضائيات اخرى وسينتشر على صفحات الفيسبوك والتويتر وغيرها من وسائل التواصل الأجتماعي الاخرى انتشارا سريعا وقد يتم استغلال الخبر وترويجه بطريقة تسيء لنا كحكومة ودولة.وهذا يتطلب وجود اعلاميين ومحررين مهنيين مخلصيين اكفاء لديهم القدرة على تقييم الخبر وصياغته بطريقة مهنية وبثه.وما ينطبق على وكالة الأنباء ينطبق على الاذاعة والتلفزيون ...
      ما يعرقل عمل الاعلام الرسمي هو الحمولة الزائدة من غير المؤهلين للعمل الأعلامي ...نحن بحاجة الى اعادة النظر بكوادرنا الأعلامية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب (دون ضغوطات ) على المسؤولين عن مؤسسات الاعلام الرسمي.فترى محرر الخبر في الوكالة لايعرف ماهي عناصر الخبر ومذيع التلفزيون لايعرف من اللغة العربية والنحو والصرف الا القليل...ناهيك عن عدم اتقان ادارة الحوار واجراء المقابلة الاذاعية او التلفزيونية او تقديم البرنامج ...وللحقيقة اقول اننا نملك طاقات اعلامية ممتازة وقد التقيت بالعديد منها داخل المؤسسات الأعلامية الرسمية وخارجها ولكنها لاتعطى الفرصة الحقيقية للابداع والانتاج ...
     واخيرا اقولها صريحة وليسمعها كل مسؤول اعلامي في مؤسساتنا الأعلامية الرسمية اننا بحاجة ماسة لتفعيل مراكز التدريب فيها والاستعانة بمدربين اكفاء وذوي خبرة في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء لتدريب هذه الكوادر الواعدة من محررين ومذيعين ومقدمي برامج .
     الأصلاح الأعلامي اصبح الان ضرورة ملحة وخاصة اعلامنا الرسمي حتى نصبح في مستوى المرحلة الحالية...ارجو ان تتسع قلوب زملائنا المسؤولين في الاعلام الرسمي بما جاء في هذا المقال...وهدفنا والله اولا واخرا الأصلاح ومصلحة الوطن العليا...وفقنا الله جميعا لما فيه خير هذا الوطن والمواطن في ظل قياداتنا الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة القائد الهاشمي عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد