الثورة السورية

mainThumb

08-07-2012 01:23 PM

 تلفك الحيرة ، ويكبر فيك اليأس عندما ترى الثورة السورية المباركة من زاوية الموقف الدولي ففي الوقت الذي يتلقى نظام الطاغية الأسد من روسيا وإيران كل أنواع الدعم المادي من شتى أنواع الأسلحة ومن الدعم السياسي الفعال  نرى في المقابل الدول الغربية تعقد المؤتمرات والإجتماعات  التي لا تقدم شيئاً جوهرياً والتصريحات في الإعلام  التي يرد عليها نظام الأسد بمجزرة تل والأخرى  وكأن هذه الدول تبحث عن حل سياسي ، فسلوكها  يظهر منه  البحث عن حل سياسي

 
والمؤلم بل والذي يدعو للريبة أن القوى الغربية تعلم تماماً  أنه لا يوجد حل سياسي لحمام الدم السوري ، كما أنها على قناعة كاملة أن نظام الأسد لا يمكن إعادة إنتاجه بأي شكل من الأشكال ، وأنه نظام غير قابل للتدوير بطبيعته  وأنه لن يقبل بأي  صفقة سياسية للخروج من الحكم وأنه عازم  على الإجرام حتى النهاية إنهم يعلمون ذلك تماماً ، وهنا تكمن الحيرة  والريبة في نفس الوقت ، فإذا كانت القوى الغربية تعلم ذلك فلماذا تقف هذا الموقف المشبع بالضعف والتردد 
 
الظاهر أن القوى الغربية تعلم أن نظام الأسد قد إنتهى وفي طريقه للزوال ولكنها في نفس الوقت ضمن لعبة مصالحها تريد ان تخوض سباق إسقاطه ضمن سباق المسافات الطويلة  رافعة شعار ( في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ) فشلال الدم السوري ضمن لعبة المصالح الغربية لا يعني الكثير بل كل مجازر طاغية دمشق خارج الحسابات الحقيقية   و أربعة عشر  ألف شهيد  مجرد رقم يرتفع مع لأيام
 
 ولكن في المقابل هناك زاوية أخرى للنظر تشع بالأمل وتشعرك باقتراب النصر وهي ما نراه على الأرض فوتيرة  الإنشقاقات الإفقية والعمودية في صفوف جيش الأسد في إرتفاع متصاعد ، والمساحات التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر في إتساع مستمر ،و إمتداد الثورة وإحتضانها بلغ البلاد بأسرها وما يحدث في العاصمة مؤشر على ذلك ، و زيادة القتلى في صفوف جيش الأسد وإحساس جيش الأسد بأنه عاجز تماماً على وقف إمتداد الثورة و وقف هجمات الجيش الحر يزداد عمقاً ،كما و يذكر بعض الضباط المنشقين عن جيش الأسد  أن الريبة والتوتر يزداد بين الضباط والأفراد السنة  وبين القادة العلويين داخل أروقة الجيش  فهذه الأشياء مجتمعة   تعني أن الثورة تتقدم بخطى بطيئة وأن نظام الأسد يضعف ببطء  
 
وهذا سيؤدي بطبيعة الاشياء إلى نقطة فاصلة لا يستطيع فيها نظام الأسد التماسك ولا المقاومة الفاعلة ، وهذه ستكون نقطة الانهيار وهي قادمة بلا شك ، فالثورة السورية المباركة ، ستقول كلمتها  على الأرض  ولن ينفعها إلا ما يحدث على الأرض ، فما يجري على الأرض السورية مليئ بأمل النصر ، وعلى الأرض يمكنك رؤية تباشير الفرج 
 
إن نصر الثورة السورية سيعني للأمة الكثير فإذا كان فوز مرسي شكل نقطة فارقة في طريقنا كأمة وأصبحنا نسير بأمن وطمأنينة بعض الشيء ، فإن إنتصار الثورة السورية بإن الله تعالى سيشكل محطة فارقة في سرعة سيرنا وإزدياد قوتنا ، فإنتصار الثورة السورية ستشكل نقطة التحول الجوهرية في حاضرنا كأمة         


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد