صرخة الايتام ومجهولي النسب .. هل هي في واد ؟

صرخة الايتام ومجهولي النسب  ..  هل هي في واد ؟

13-07-2012 03:46 PM

 يبدو ان المجتمع لا يجد في حرمان الايتام دفء حضن الام وامان رعاية الاب عقابا كافيا على ذنب لم يقترفوه اصلا . والعاقبة اشد واقصى على مجهولي النسب الذين ضرسوا من حصرم اكله الوالد ليجدوا انفسهم اما على باب مسجد او على عتبة دار الايتام هذا ان كان حظهم جيدا فغيرهم تتناهش اجسادهم الغضة انياب الكلاب الضالة او قطط الحاويات.

وما يكاد يطمئنون لسقف يأويهم ومان غذاء يبقي على حياتهم حتى يجدوا انفسهم وبعد ان يبلغوا الثامنة عشر انفسهم من جديد على قارعة الطريق بلا مأوى أو تاهيل أو اي مقومات للحياة. قليل من الايتام من يلتقون بعض اسرهم او اقربائهم والاغلبية الباقية سواء من الايتام او من مجهولي النسب فيهيمون على وجوههم يفترشون الارصفة او الحدائق صيفا . والتمييز الجنسي هنا يفترس بقسوة الاناث منهم اللواتي يصبحن فريسة سائغة للمتاجرين بالبشر بابشع اشكال هذا النوع من التجارة اقلها فظاعة الزواج في سن الطفولة كما حصل مع الطفلة تيماء او كما افادت احداهن انها اضطرت للتنكر بزي شاب حتى تستطيع ان تنام في حديقة او على رصيف دون ان تتعرض للتحرش او الاعتداء . 
 
من هذا الوجع كانت صرخة هؤلاء الايتام ومجهولي النسب عالية مدوية ومن هنا كان اصرارهم على الاعتصام في الدوار الرابع ليل نهار خصوصا وان طلباتهم بسيطة جدا فهم لا يطالبون باكثر من دمجهم في مجتمعهم واعتبارهم مواطنين كغيرهم من خلق الله والغاء التمييز ضدهم برقم وطني خاص بهم وكذلك لا يطلبون اكثر من تاهيلهم بما يمكنهم من الاعتماد على انفسم ويقيهم شر الوقوع في براثن الجريمة والمخدرات وغيرها . فابسط حقوقهم ان يتلقوا تعليمهم الاساسي والثانوي اثناء اقامتهم في دور الرعاية وتعليمهم مهنة يستطيعون بواسطتها الاعتماد على انفسهم في مواجهة تيار الحياة الجارف هذا وان ابسط مسؤوليات الجهات المسؤولة تأمين العمل لهم قبل اي فئة اخرى نظرا لوضعهم الخاص جدا لعدم توفر معيل او مأوى لذلك فان تأمينهم في عمل مناسب هو سلاحهم الوحيد للبقاء احياء ليعيشوا مواطنين عاديين يحصلون على عيشهم بشرف ولعل في ذلك ما يقيهم ويقي المجتمع من شرور وقوعهم ضحايا في ايدي عصابات المخدرات والجريمة والتي تسبب من الخسائر للمجتمع اضعافا مضاعفة مما يمكن ان يصرف على هؤلاء في سبيل تأهيلهم.
 
ان صرخة هؤلاء الايتام ومجهولي النسب يجب ان لا تضيع في الهواء او تصبح صرخة في واد ومن العيب ان يبقى هؤلاء معتصمين 5 أيام دون أن يابه بهم احد لولا مرور سمو الامير رعد صدفة واعطائه التوجيهات وعندها فقط سارع وزير الدولة يوسف الجازي للقائهم  وان يلتزم بتعهداته لهم بحل مشاكلهم .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد